الأخبار

اسماعيل الشريف : إيميلات كلينتون

اسماعيل الشريف : إيميلات كلينتون
أخبارنا :  

تبدأ الحروب بالكذب وتنتهي بالحقيقة- جوليان أسانج

تقول القصة إنه بينما كان بيل كلينتون وزوجته هيلاري يتوقفان لملء خزان سيارتهما بالوقود، اكتشفت هيلاري أن عامل المحطة كان زميلاً سابقاً لها. سخر منها زوجها بيل قائلاً: «لو تزوجته لكنتِ زوجة عامل بسيط»، فردت عليه: «لو تزوجته لكان رئيس الولايات المتحدة».

كان ذلك قبل أيام من إمضائهما عقداً مع الشيطان، يحصلان بموجبه على السلطة والمال، مقابل تنفيذ أوامره!

أبرم مؤسس موقع ويكيليكس، جوليان أسانج، الأسبوع الماضي اتفاقية مع القضاء الأمريكي يعترف بموجبها بالذنب في إفشاء أسرار عسكرية، والتي تصل عقوبتها إلى 175 عاماً في السجن، مقابل الإفراج عنه من سجنه في بريطانيا.

وحكمت المحكمة بالسجن 62 شهراً على أسانج، وهي الفترة التي قضاها في السجون البريطانية، بعد أكثر من أربعة عشر عاماً من مطاردة الولايات المتحدة له. انتهت هذه المطاردة أخيراً بفتح سفارة الإكوادور أبوابها للشرطة البريطانية لاعتقاله بعد لجوئه إليها.

بموجب الاتفاقية، يقوم أسانج بإزالة جميع إيميلات هيلاري كلينتون، السيدة الأولى في فترة رئاسة زوجها بيل كلينتون للولايات المتحدة، ووزيرة الخارجية في فترة حكم أوباما، ثم مرشحة الرئاسة ضد ترامب التي خسرتها.

وكما هو معروف، فإن موقع ويكيليكس الذي أسسه أسانج عام 2006 متخصص في نشر الوثائق السرية أياً كانت. بدأ يسطع نجمه عندما نشر آلاف الوثائق المسرية لحربي العراق وأفغانستان، ثم توج بنشر إيميلات سرية لهيلاري كلينتون التي احتوت على أسرار كثيرة سياسية والأهم من ذلك كشفت الفساد الأخلاقي والمادي للنخب السياسية في الولايات المتحدة. ولعلها كانت السبب الأول والأهم في مطاردة جوليان وأخيراً إزالتها من على الموقع.

هذه الرسائل حصل عليها بعد أن كانت كلينتون ترسلها وتستقبلها من خلال خوادم عامة مثل جوجل، وهذا مخالف للقوانين الأمريكية التي تعاقب على فعل ذلك. ولكن أحداً لم يحاسب كلينتون فهي فوق القوانين.

وحتى نسجل للتاريخ، فيما يلي أهم الإيميلات التي تمت إزالتها من الموقع بموجب الصفقة:

-أفضل طريقة لمساعدة إسرائيل على مجابهة القوة النووية الإيرانية هي إنهاء حكم الأسد.

-الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا هي من فعل الولايات المتحدة.

-الولايات المتحدة تعمل على تأجيج الصراع الطائفي في منطقتنا.

-تم التخلص من القذافي للحصول على نفط ليبيا ووقف نفوذه المتنامي في أفريقيا وتقوية الموقف الداخلي للرئيس الفرنسي آنذاك ساركوزي.

-تدمير سوريا مهم لحياة الكيان الصهيوني.

-دعم الولايات المتحدة للطغاة.

-دولتان عربيتان تمولان داعش.

-إيرادات بيع نفط داعش تحوّل إلى الخزينة الأمريكية.

-رسالة من جيك سوليفان، كبير مستشاريها للسياسة الخارجية: القاعدة إلى جانبنا.

-حضور مدير حملتها الانتخابية، جون بوديستا، لطقوس شيطانية.

-تلقيها مئة ألف دولار لحملتها الانتخابية من إحدى الدول العربية.

-تقاضت عشرات الملايين من الدولارات لحملتها الانتخابية من دول أجنبية، وهذا بالطبع مخالف للقانون.

-حصل بيل كلينتون على مليون دولار من إحدى الدول العربية كهدية بمناسبة عيد ميلاده، وافقت بعدها هيلاري على صفقة أسلحة لتلك الدولة.

-حصلت هيلاري على 12 مليون دولار لمبادرتها العالمية من إحدى الدول العربية، فقامت لاحقاً بإزالة تلك الدولة من قائمة الدول التي تنتهك حقوق الإنسان.

-قام زوج ابنتها بالحصول على تبرعات لمؤسسة كلينتون واستثمرها في سندات، وكذلك استخدمت هيلاري أموال مؤسسة كلينتون في حفل زواج ابنتها.

-تناقش الإيميلات استخدام «شبيحة» للتخريب على حملة ترامب الانتخابية، ويسمونهم هناك «مضايقة الطيور» (Bird dogging).

-هناك سطوة من كلينتون على السيناتور اليساري بيرني ساندرز، فهو يتحدث بالقدر الذي تسمح له كلينتون بذلك، وهذا السيناتور معروف بمواقفه المناهضة للسياسات الأمريكية والمؤيد للقضية الفلسطينية.

-قامت دونا برازيل، مديرة البريد الإلكتروني للحزب الديمقراطي، بتسريب أسئلة المناظرات الرئاسية، وأسئلة CNN قبل المقابلة.

فلا عجب إذن أن تكون إيميلات كلينتون المسربة هي أهم بنود الاتفاق، فهي تفضح السياسات الأمريكية الخارجية، وتبين فساد السياسيين الأمريكيين المالي وفضائحهم الجنسية.

لذلك، فلا تستغرب عزيزي القارئ ونحن نجد الساسة الأمريكيين يصدرون قرارات ويتبنون سياسات تضر بمصالح بلادهم، فهم لعبة في أيدي لوبيات ومتنفذين خلف الكواليس يحركونهم كدمى بعد أن غرقوا في مستنقع الرشاوى والفساد.

تذكرت قصة مشهورة في فترة ما في دولة من دول العالم الديكتاتورية كان شرطاً أن يصور أحدهم قبل حصوله على منصب حكومي رفيع في أوضاع مخلة لابتزازه لاحقاً إذا ما خرج عن الخط المرسوم له. وعندما استدعي أحدهم لمفاتحته بالمنصب الذي سيحصل عليه، جاء وسلم شريطه المسجّل!

تثبت إيميلات كلينتون أن هذا ينطبق أيضاً في الولايات المتحدة، قائدة العالم الحر. ــ الدستور

مواضيع قد تهمك