الأخبار

فارس الحباشة : هل سيزور أردوغان دمشق؟

فارس الحباشة : هل سيزور أردوغان دمشق؟
أخبارنا :  

الرئيس التركي طيب رجب اردوغان قال كلاما هاما في العلاقة التركية / السورية، واعلن موقفا متضامنا وداعما للبنان مع مواجهتها للعدوان الاسرائيلي والتصعيد العسكري على جبهة جنوب لبنان. و صاغ اردوغان عبارات دبلوماسية دقيقية بالايحاء والعلانية في ترطيب واحياء العلاقة التركية مع دمشق.

و منذ بداية حرب غزة و7 اكتوبر، من المستبعد ان تتخذ تركيا قرارا عسكريا في العلاقة مع اسرائيل، وان كان الموقف التركي قد اتخذ مسارات تصعيدية في حلقات سياسية متتالية.

فالعلاقة التجارية القوية والغزيرة في حركة التصدير والاستيراد دخلت الى مربع المراجعة والتقييم بعد مرور شهرين على حرب غزة. و قد ادرك اردوغان، بانه لا امبراطورية في الشرق الاوسط الا امبراطورية اسرائيل الكبرى. وامبراطورية لاحلام « توراة حاخامات اورشليم».

و اسرائيل سحقت غزة، وسوف تهاجم الضفة الغربية، ولن تتوانى عن مهاجمة لبنان وسورية، والعراق.

و من قال ان» امبراطورية ياهو « حدود خرائطها داخل فلسطين المحتلة. ومن قال ان نتنياهو «ملك ملوك « اسرائيل لا ينظر الى الشرق الاوسط من زوايا خرائط جغرافيا التوراة واحياء اساطير مملكة اورشليم الكبرى. و شعوب الاقليم ليسوا في نظر حاخامات اورشليم سوى بقايا بشرية. وابادتهم وقتلهم واجب شرعي توراتي، وليسوا اكثر من بشر سقطوا سهوا على الخرائط، ويجب ابادتهم ومحوهم عن الوجود.

في اسطنبول خلع عبدالحميد الثاني لمجرد انه فكر في معارضة اقامة دولة يهودية في فلسطين.

ووقتها كان عبدالحميد الثاني يدرك ان ولادة اسرائيل تعني زوال تركيا العثمانية. وفي العقل الاسرائيلي الشرق الاوسط لا يحتمل امبراطورية منافسة لاسرائيل، وحدها امبراطورية اورشليم، وممالك اليهود التوراتية. ولعل اردوغان اليوم يصغي جيدا الى التاريخ. ويصغي الى حقيقة تاريخية لطالما رردها مفكرون اتراك، وتقول : ان اسرائيل هي عدو تركيا الاول والاوحد في الاقليم. و ان اسرائيل تهدد الامن القومي التركي، ومصالح تركيا الاستراتيجية.

و ليست عضوية تركيا في» الناتو « حلف الاطلسي سوى عربون خدمة مجانية لامريكا ودول الغرب. فمهمة الناتو قد انتهت من بعد الحرب الباردة، وانهيار الاتحاد السوفيتي. واما حروب امريكا والناتو في افغانستان والعراق وسورية، واوكرانيا، فماذا جلبت غير الهزائم والفشل والفوضى الخلاقة ؟!

و في اوروبا، وحيث ان ارودغان يقف حليفا في الناتو، فماذا يسمع غير اصوات اليمين المتطرف النازي والفاشي والصاعد على الساحة السياسية الاوروبية من جديد.

عودة واحياء العلاقة التركية / السورية لحظة تاريخية. وعودة العلاقة من منظور مصالح البلدين، وليس وفقا لمصالح دول اخرى، فانه سيفتح الطريق امام اعادة بناء توازنات اقليمية، وقطع الطريق على المشروع الامريكي والاسرائيلي. ومن دمشق- لا مكان اخر - سيكون لتركيا دور اكبر في دعم فلسطين، وفي مواجهة المشروع الاسرائيلي. و كيف تستعيد سورية عافتيها، ودورها الاقليمي؟ وفي العلاقة التركية / السورية تغفر اخطاء الماضي، وينتهي احتلال تركيا لاراض سورية. يبدو ان الاقليم امام تحولات كبرى. وكلام اردوغان يندرج تحت احتواء تداعيات زلزال غزة، ووقوف الاقليم على حافة حرب كبرى.

ــ الدستور

مواضيع قد تهمك