الأخبار

سياسيون : حسابات معقدة للتصعيد جنوب لبنان

أخبارنا :  

عمان – ماجدة أبو طير

تدق طبول الحرب في لبنان، والمشهد عنوانه التوتر، إثر التصعيد المستمر على الحدود، والترتيبات العسكرية التي تنفذها إسرائيل بين الانسحاب من مواقع وإعادة تموضع قواتها، وبين هذا وذاك ومنذ بداية الحرب على غزة قبل نحو تسعة أشهر كان التصعيد واضحاً وعنواناً لما يجري.

وقد حذر جلالة الملك عبدالله الثاني من توسع الصراع إقليميا في حال استمرت الحرب على غزة. وفي ضوء التطورات التي تشهدها المنطقة، وحرصا على سلامة المواطنين الأردنيين في الخارج، وجهت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين تحذيرا للمواطنين لتجنب السفر إلى الجمهورية اللبنانية الشقيقة في الوقت الراهن، مؤكدة على ما ورد في البيان الذي أصدرته بتاريخ 31 تشرين الأول 2023، بخصوص السفر إلى لبنان، استنادا إلى الاستعدادات وخطط الطوارئ التي أعلنت عنها الجهات الرسمية في لبنان في حينه. ويرى رئيس الجمعية الأردنية للعلوم السياسية، الدكتور خالد شنيكات أنّ المشهد في لبنان يشير إلى أن مستوى التوتر والاشتباكات سيبقى من النوع المحدود والمحسوب، فلا نية لدى حزب الله بالتوسع في الحرب، ما لم ترد إسرائيل بشكل كبير، ومن المتوقع أن يبقى نمط مشاغلة القوات الإسرائيلية كأداة من أدوات الضغط لإيقاف الحرب، وهذا ما يفكر به حزب الله في ضوء التزامات متعددة.

وبين شنيكات في تصريحات لـ»الدستور» أن إسرائيل يهمها الانتصار على حماس والفصائل الفلسطينية كرسالة ردع، وحتى إذا لم يرتدع حزب الله فقد تقوم بمواجهة مباشرة، وإسرائيل ليست في عجلة من أمرها في فتح جبهة مع لبنان، خاصة أن حزب الله كل ظروف الإمدادات متاحة له، على النقيض من غزة التي تعيش حالة من الحصار، فالصورة مختلفة تماماً، ومن هنا فإن الاحتمال الأكبر يتجه نحو شن هجوم نظراً إلى كلفته بالوقت وأن الإدارة الأمريكية لا ترغب في ذلك، ولإسرائيل لغاية الآن لم تحقق الأهداف التي أعلنتها في غزة، المتمثلة بالقضاء على حماس واستعادة الأسرى، والحرب الآن في شهرها التاسع ومن الواضح أنه ليس هنالك نهاية قريبة لهذه الحرب وربما الذهاب إلى خيار الصفقات هو الأفضل.

وواصل شنيكات بالقول «إن التحذيرات من الخارجية الأردنية تأتي من باب التحوط، وهو إجراء احترازي واحتياطي حرصا على سلامة المواطنين، وهذا التحذير يعد أمرا طبيعيا».

من جهته قال أستاذ العلوم السياسية الدكتور جمال الشلبي إنه من الواضح أن الوضع معقد جدا، ولكن لن يصل الأمر إلى توسيع الجبهات، فالاحتلال الإسرائيلي منهك في غزة، ولكنه سينفذ ضربات محدودة في عمق لبنان، وبطبيعة الحال فإن الوسطاء سيعملون على التهدئة والتدخل خاصة من الجانب الفرنسي، حتى لا تنزلق بوصلة هذه الضربات وتتوسع.

وأضاف: من الطبيعي أن يوجه الأردن تحذيرات للمواطنين الأردنيين من التوجه إلى لبنان، وهذه التحذيرات مبنية على معلومات على أرض الواقع، وعلى المواطنين أخذ الأمور على محمل الجد، فالأوضاع متوترة، وهذه التوصية والنصيحة تأتي من باب حرص الدولة على مواطنيها.

في السياق، قال أستاذ العلوم السياسية من جامعة آل البيت، الدكتور هاني أخورشيدة، إنّ الأمور في لبنان على حافة الهاوية، ولكن ضمن المعادلة الإقليمية والدولية، فمن المتوقع أن لا تتجه الأمور إلى مشهد مشابه لما حصل في عام 2006، كما أن الاحتلال يشعر بالإنهاك بسبب الحرب على غزة، وهو يعاني على مستوى الآلة العسكرية والروح المعنوية وكذلك على مستوى الأسرى والجرحى. وبين أخورشيدة في تصريحات لـ»الدستور» أن التوقعات تصب نحو خيار الضربات المحدودة، وهنالك اعتراض من قبل دول عدة للحرب على لبنان، وخاصة أن لبنان علاقته مع الغرب جيدة، والتوجه إلى حرب إقليمية سيعقد المشهد الدولي ولا يصب في مصلحة أحد، والهدف من الضربات المحدودة هو توجيه رسالة لحزب الله وإيران، وتحاول اسرائيل أن تخرج من شعور المأزق خاصة أنها لم تحقق لغاية الآن أهدافها في غزة.

وواصل أخو رشيدة بالقول إنّ جلالة الملك عبدالله الثاني حذر مرارا وتكرارا من خطورة الحرب الإقليمية التي ستؤدي إلى تدمير المنطقة وإلى الكساد الاقتصادي وغيرها من مضار، وقد حذرت الخارجية الأردنية الأردنيين من التوجه للبنان ويأتي هذا التحذير انطلاقاً من الاهتمام بالمواطن.

ولفت أخو رشيدة إلى أن الغرب والإدارة الأمريكية لن تسمح لنتنياهو بشن حرب، بل من الممكن القيام بعمليات جراحية لحفظ ماء وجهه، لا سيما أن فشل الحرب على غزة هو عنوان هذه الحرب.

مواضيع قد تهمك