الدكتور عادل محمد الوهادنة/ الينوي

تقوم القوات المسلحة والأجهزة الأمنية بعمل شائك ومعقد وذي كلفة عالية لمنع دخول العقاقير والمواد المخدرة للأردن على نطاق حدودي واسع. وتعمل الأجهزة الأمنية المعنية على محاربة تفشي هذه الآفة بتجفيف مصادرها داخل الوطن.
وهذه الجهود مجتمعة كانت على قدر كبير جدا من الفاعلية لمنع وتخفيف وجود المواد المخدرة والتجارة بها واستخدامها وانتشارها ووضع برامج توعية متعددة للحد من خطورتها بشكل استباقي.
كما سعت وزارة الصحة للقيام بالدور التثقيفي والعلاجي والتأهيلي لحماية المجتمع وإعادة المدمن بعد تأهيله ليكون فردا فاعلا داخل المجتمع.
ومع كون هذا الوباء أصبح أكثر انتشار وتأسست عصابات الشر لتجذره بكل ما تملك من قوة، أصبحت محاربة هذه الآفة تستهلك جزءا لا بأس به من إمكانيات الدول. ويبقى السؤال: هل أصبحنا في الأردن بحاجة لوجود تخصص منفرد ضمن الاختصاصات المعترف بها في المجلس الطبي الأردني يسمى «اختصاص طب الإدمان؟».
لقد أصبح من الضروري وجود تخصص في الطب يسمى طب الإدمان، فقد سعت دول مختلفة لإدخاله ضمن برامجها التدريبية بعد الحصول على اختصاص طب الأسرة والباطنية والنفسية ليعمل ضمن مفرداته بشكل كامل وليس جزءا فقط من الاختصاصات المذكورة أعلاه.
ما هو الإدمان :
الإدمان هو حالة معقدة ومتعددة الأبعاد تتطلب نهجًا متخصصًا للإدارة والعلاج الفعّالين.
ما هي الأسباب التي تبرز أهمية
وجود طب الإدمان كتخصص مستقل:
** تعقيد الإدمان ذو الطبيعة المتعددة الجوانب:
يشمل الإدمان عوامل وراثية ونفسية وبيئية واجتماعية. يؤثر على الاستجابات الفسيولوجية والكيميائية لكل اعضاء الجسم وخصوصا الدماغ لذا تراه واضحا في مجمل سلوك المدمن عند التعاطي والانسحاب مشتركا مع العديد من الامراض الاخرى، مما يجعله حالة معقدة للعلاج هذا وكما يعاني العديد من الأفراد الذين لديهم إدمان من اضطرابات نفسية مرافقة مثل الاكتئاب، والقلق، واضطراب ما بعد الصدمة، مما يستدعي نهجًا علاجيًا شاملاً ومتكاملًا.
خصوصية المعرفة والمهارات
المتخصصة والخبرة التشخيصية:
يتدرب متخصصو طب الإدمان على التعرف بدقة على اضطرابات تعاطي المواد والإدمان والحالات المرتبطة بها.
أساليب العلاج:
يستدعي التعامل مع هذ النوع من الافات ان يكون للعاملين معرفة واسعة بأساليب العلاج المختلفة، بما في ذلك العلاج بمساعدة الأدوية (MAT)، والعلاجات السلوكية، واستراتيجيات تقليل الضرر.
مهارة إدارة الاعراض الانسحابية :
يعتبر التعامل الآمن والفعال مع أعراض الانسحاب أمرًا بالغ الأهمية، ويتدرب المتخصصون على معالجة هذه الحالات.
التأثير الواضح على الصحة العامة:
- اظهرت نسب التعاطي في العديد من الدول ما يكفي لادراجه ضمن الامراض الوبائية:
وصلت اضطرابات تعاطي المواد، خصوصًا إدمان الأفيون، إلى مستويات وبائية في العديد من أنحاء العالم، مما يتسبب في أزمات صحية عامة كبيرة.
مهارات ادارة الرعاية الوقائية:
يحتاج المتخصصين لمهارات عالية تشمل التركيز على استراتيجيات الوقاية، والتثقيف الصحي العام، والدعوة لسياسات للحد من حدوث الإدمان.
الإدارة طويلة الأمد
والطبيعة المزمنة للإدمان:
** من البديهيات ما يكون الإدمان حالة مزمنة تتطلب إدارة ودعم مستمرين. يتدرب المتخصصون على توفير خطط رعاية طويلة الأمد تتضمن الوقاية من الانتكاس ودعم التعافي، كما يتطلب التنسيق مع مقدمي الرعاية الصحية الآخرين لضمان استمرارية الرعاية ذاتنهج علاجي شامل.
تقليل الوصمة بالدعوة والتثقيف:
يساعد وجود تخصص معترف به في تقليل الوصمة المرتبطة بالإدمان من خلال التعامل معه كحالة طبية بدلاً من فشل أخلاقي.
تعزيز مهارات التدريب والوعي :
يشجع على تحسين التدريب والوعي بين مقدمي الرعاية الصحية، مما يؤدي إلى رعاية أكثر تعاطفًا وفعالية للمرضى.
البحث وتطوير المعرفة:
يساهم المتخصصون في الأبحاث حول أسباب الإدمان وعلاجه وطرق الوقاية منه، مما يؤدي إلى تحقيق تقدم في هذا المجال باستخدام ممارسات مبنية على الأدلة بما يضمن أن تكون بروتوكولات العلاج مستندة إلى أحدث الأدلة العلمية.
ادارة المرض ضمن
النهج متعدد التخصصات:
غالبًا ما يتضمن طب الإدمان العمل مع فريق من المهنيين، بما في ذلك الأطباء النفسيين، وعلماء النفس، والأخصائيين الاجتماعيين، ومقدمي الرعاية الصحية الآخرين لتقديم رعاية شاملة.
العلاج الشامل:
يتطلب التعامل مع الجوانب الجسدية والنفسية والاجتماعية للإدمان نهجًا متعدد التخصصات يكون المتخصصون مجهزين بشكل جيد لتقديمه.
الخلاصة
إدراج طب الإدمان كتخصص مستقل يعترف بالتحديات والتعقيدات الفريدة المرتبطة بمعالجة اضطرابات تعاطي المواد. يضمن ذلك أن يحصل المرضى على رعاية متخصصة وشاملة ورحيمة، مما يحسن النتائج الصحية ويساهم في تعزيز الصحة العامة. ــ الدستور