الأخبار

محمد خروب : ماراثون «الحوار» بين فتح وحماس «يتجدّد».. متى «تدفنان» الانقسام..؟؟

محمد خروب : ماراثون «الحوار» بين فتح وحماس «يتجدّد».. متى «تدفنان» الانقسام..؟؟
أخبارنا :  

في جديد «مارثون» الحوارات التي لم تفضِ إلى أي نتيجة تُذكر, اللهم إلآ إلى عودة حملات التخوين والتفريط والعمالة, بين حركتي فتح وحماس, ما كشفه السفير الفلسطيني لدى روسيا الإتحادية/عبدالحفيظ نوفل, عن إجتماع «يستعِد» للإنخراط فيه, ممثلو الحركتين المُتصارعتين على كعكة السلطة والإمتيازات, تحت يافطة مًن منهما هو الأكثر تمثيلاً للشعب الفلسطيني, وقُدرة على إستعادة حقوقه وتمكينه من تقرير مصيره, وإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني, بعد كنس آخر استعمار على وجه البسيطة. مُضيفاً/ نوفل.. أن الإجتماع (الذي لم يُحدِّد موعده بدقة), سيتم فيه مناقشة «التفاصيل بعد المحادثات في بكين».

وإذ لفت السفير الفلسطيني في مقابلة مع صحيفة «إزفستيا» الروسية, إلى أنه «بالنسبة للاجتماعات المُرتقبة في العاصمة الروسية، فمن المؤكد أنها ستعقد «قريباً»، لأن موسكو ـ أضاف نوفل ـ كانت ولا تزال جزء لا يتجزأ من المصالحة الفلسطينية، وتبذل جهوداً كبيرة وتلعب دوراً مهماً طوال الوقت، لكن الاستعدادات ـ تابعَ على نحو يدعو للتساؤل حقاً عن جدية وطبيعة تلك الإستعدادات ـ لهذه العملية جارية, لقد (حان الوقت بالفعل) لمناقشة هذا الأمر بالتفصيل، وسيتم طرح هذا السؤال (بعد الاجتماع في بكين).

صحيح أن «حوار» بيجين في أواخر نيسان الماضي, الذي لم يستمر سوى «جلسة يتيمة واحدة», ولم يُفضِ إلى أي نتيجة ملموسة تُذكر, باستثناء ما كان أعلنه مُتحدث الخارجية الصينية/ لين جيان, بأن ممثلين عن الحركتين عقدوا مشاورات في العاصمة بيجين بهدف تعزيز المصالحة الفلسطينية. مؤكداً أن الوفدين أجريا حواراً «معمقاً وصريحاً وأحرزا تقدماً إيجابياً»، لافتِاً أنهما اتفقا على مواصلة الحوار في حزيران المقبل في العاصمة الصينية, إلا ان خبراً اذاعته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية/ وفا, قبل يوم واحد من تصريح مُتحدث الخارجية الصينية, جاء فيه: إن وفديْن من فتح وحماس عقدا جلسة حوار وطني في بكين. مُضيفة.. أنهما إتفقا على ضرورة «إحياء اللجان المُشتركة لمعالجة أي إشكالات تطرأ بين الحركتين».

المُتابع لمسلسل حوارات ولقاءات الفصائل الفلسطينية, أو قُل على نحو أدقّ حوار فتح وحماس ومَن يصّطف من فصائل أقل حجماً وتأثيراً وجماهيرية حول كل منهما, لم يلحَظ أي تقدّم حقيقي من هذه الحوارات, التي أتعبتْ الوسطاء والمُستضيفين وأصابتهم بالملل, بل واستبدت بهم الشكوك في جدية المتحاورين, او حتى في قدرتهم على تجاوز «الأوصياء» والمُمولين (بافتراض توفر «الرغبة» لدى رهط المُتحاورين). ما يعني من بين أمور أخرى أن حكاية إتفاق المتحاورين في العاصمة الصينية, على ضرورة «إحياء اللجان المُشتركة لمعالجة أي إشكالات تطرأ بين الحركتين». لم تكن سوى قنبلة دُخانية, بدليل ما حفلت به الأيام التي تلت «حوار بيجين", من تراشق إعلامي وحملات تخوين وتشكيك في الوطنية وغيرها من مصطلحات تم «نحتها» منذ العام 2007, بما هو عام الإنقسام, المتواصل فصولا كارثية على الشعب الفلسطيني المنكوب.

تبقى الإشارة الى تطور او تحرّك «فلسطيني» جديد آخر, يُمكن وصفه بالمثير واللافت والباعث على التساؤل عن مدى جديته, وقدرته على إحداث «هزة» تستدرج «يقظة» في حال المراوحة الأكثر خطورة منذ النكبة الفلسطينية (الأولى 1948) التي يعيشها المشروع الوطني الفلسطيني, خاصة أن حرب الإبادة الجماعية والتجويع والتدمير والتهجير, التي يشنها تحالف الشر الصهيوأميركي, لم تنته بعد, وبالذات بعد إعتماد مجلس الأمن الدولي القرار2735 قبل يومين, والذي يكتنفه الغموض, ولا تتوقف الإدارة الأميركية عن الزعم بأن مجرم الحرب/نتنياهو «قبِل» به, فيما لم يصدرعن الفاشي/نتنياهو أي تصريح يؤكد ذلك. ناهيك عن التصريحات التي يدلي بها وزراء في إئتلافه النازي, كما أركان حزبه/ الليكود.

ما قصدناه بالتطور الجديد المثير واللافت هو سلسلة إجتماعات «علنية» (عددها ثلاثة حتى الآن), عُقدت في ثلاث عواصم أوروبية وعربية. الأولى في لندن والثانية في الدوحة/قطر والثالثة في الكويت, قال القائمون عليها انها ضمت مجموعة من الشخصيات الفلسطينية المقيمة في تلك العواصم، لبحث سبل تطوير المشاركة في مبادرة «المؤتمر الوطني الفلسطيني»، التي أُعلن عنها خلال المنتدى السنوي لفلسطين الذي عقد في الدوحة في شهر شباط الماضي. وناقش المجتمعون سبل المشاركة في المؤتمر وأهميته، والمكان المقترح لانعقاده، بالإضافة إلى التحديات المحتملة والأهداف المرجوة. وقيل أيضاً أن مبادرة «المؤتمر الوطني الفلسطيني». نجمت عن «حوارات مكثّفة أجراها عدد من الشخصيات الفلسطينية خلال وعقب «المنتدى السنوي لفلسطين». ووقّع عليها أكثر من ألف ومائتي شخصية فلسطينية من مختلف دول العالم، تضمّ فنانين وكتابا وصحافيين وباحثين وأكاديميين.

ما الذي يمكن أن يُسفر عنه ماراثون «الحوارات» التي لا تنتهي بين فتح وحماس؟. وما مدى النجاح الذي قد تُصيبه الإجتماعات التحضيرية لعقد «المؤتمر الوطني الفلسطيني»؟.

أحد لا يستطيع التكهّن على نحو واضح, وسط كل هذه الأجواء الدولية والإقليمية الخطيرة والمُعقدة والضبابية, التي تحيط بالمشروع الوطني الفلسطيني, وبخاصة وسط هذه الهجمة الصهيوأميركية العاتية والوحشية.

ــ الراي

kharroub@jpf.com.jo

مواضيع قد تهمك