كمال زكارنة يكتب : قرار مجلس الامن وربع الساعة الاخير للعدوان
كمال زكارنة :
لجأت الولايات المتحدة الامريكية الى مجلس الامن الدولي ،لاصدار قرار يدعو الى وقف الحرب على قطاع غزة ،هروبا من الوقوع في معصية ممارسة الضغط اللازم على الكيان الغاصب ،واجباره على وقف عدوانه على الشعب الفلسطيني في القطاع،وعدم الغرق في حرج القسوة غلى الحليف الاستراتيجي في الشرق الاوسط والعالم والابنة المدللة اسرائيل،حتى لا يسجل التاريخ ان امريكا قامت يوما بالوقوف في وجه اسرائيل واغضابها،لذلك ارتأت الادارة الامريكية ان يكون القرار دوليا ،حتى لا تتحمل هي المسؤولية الكاملة عن جريمة بحجم اغضاب ربيبتها المدللة اسرائيل.
قبل عرض مشروع القرار على اعضاء مجلس الامن الدولي الدائمين وغير الدائمين،وأثناء مناقشة المشروع وبعد اقراره ويصبح قرارا،حاولت الولايات المتحدة الامريكية ،توجيه البوصلة نحو المقاومة الفلسطينية ،بأتها ترقض القرار ،في محاولة لاستفزازها واظهارها بأنها هي التي ترفض وقف الحرب ،لكن فصائل المقاومة فاجأت الجميع واعلنت ترحيبها بمضمون القرار واستعدادها للتعاون والتفاوض الغير مباشر لتنفيذ القرار كاملا.
وقالت حماس في بيان لها : "ترحب حركة المقاومة الإسلامية حماس بما تضمنه قرار مجلس الأمن وأكد عليه حول وقف إطلاق النار الدائم في غزة، والانسحاب التام من قطاع غزة، وتبادل الأسرى، والإعمار، وعودة النازحين إلى مناطق سكناهم، ورفض أي تغير ديموغرافي أو تقليص لمساحة قطاع غزة، وإدخال المساعدات اللازمة لأهلنا في القطاع.".
وأضاف البيان: "تود الحركة التأكيد على استعدادها للتعاون مع الإخوة الوسطاء للدخول في مفاوضات غير مباشرة حول تطبيق هذه المبادئ التي تتماشى مع مطالب شعبنا ومقاومتنا.".
وأكدت "حماس" على "استمرار سعينا ونضالنا مع كل أبناء شعبنا لإنجاز حقوقه الوطنية، وفي مقدمتها دحر الاحتلال وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس، وحق العودة وتقرير المصير.
بهذا الموقف الايجابي لحركة حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية ،تكون ردت الكرة الى البيت الابيض اولا،والى مجلس الامن الدولي ثانيا.
وقبل الافراط بالتفاؤل بهذا القرار ،علينا ان نتذكر بأن اكثر 700 قرار صدرت عن الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي ،لم يطبق ولم ينفذ منها حرفا واحدا ،وما تزال تغرق في غبار ارشيف الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي ،فهل سيلحق هذا القرار بها ،ام ستضمن الدول التي صوتت لصالح القرار ولم تعارضه، تنفيذه في الوقت والسرعة المناسبة.
المقاومة وهي تعلن ترحيبها بالقرار ،لم تركي البندقية ،ولم ترخي العزيمة ،بل ازدادت قوة وصلابة وارادة قتالية ،وتكبد الاحتلال خسائر فادحة جدا ،حتى وصل الجيش الغازي الى حافة الانهيار،ميدانيا على الجبهات،وداخليا على صعيد القيادتين العسكرية والسياسية في الكيان الغاصب.
قرار مجلس الامن الدولي هذا يؤكد حقيقة استراتيجية في غاية الاهمية،وهي ان العدوان الاسرائيلي لم يحقق اي هدف من اهداف الحرب على غزة،رغم دخول الحرب شهرها التاسع،وهذا القرار يشكل اعترافا امريكيا واسرائيليا ضمنيا ،بفشل الحرب في تحقيق اهدافها ،وان القرار يعتبر نصرا حقيقيا وواضحا للمقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني ،رغم عشرات آلاف الشهداء والجرحى والمفقودين والمعتقلين،وتدمير قطاع غزة بشكل شبه كامل ،وحرق ارض القطاع واخراج القطاع كاملا من الحياة.
لم تترك الولايات المتحدة واسرائيل وسيلة ولا طريقة ولا اسلحة، الا استخدموها،لتحقيق اهداف عدوانهم ،الا انهم فشلوا وهزموا ،ولأول مرة في تاريخ الصراع الفلسطيني الاسرائيلي ،يلجؤون الى مجلس الامن الدولي لوقف حربهم على الشعب الفلسطيني.
آليات ووسائل تنفيذ القرار اهم من القرار بحد ذاته،والسؤال المطروح ماذا ستفعل الولايات المتحدة ومجلس الامن الدولي ،اذا رفضت اسرائيل تنفيذ القرار،هل ستتعامل مع اسرئيل كما تعاملت مع العراق وليبيا وسوريا وغيرها من الدول.
والسؤال الثاني ،ماذا يعني نص "ان مجلس الامن الدولي يتبنى قرارا يدعم المقترح الامريكي بوقف الحرب "،ولماذا لم يتبنى المجلس القرار بشكل مباشر وصريح،وهل هذا النص يضعف الزامية تنفيذ القرار ام لا.