الأخبار

صالح الراشد يكتب : الحكومة الصهيونية تتساقط ولآلىء غزة تتوهج..

صالح الراشد يكتب : الحكومة الصهيونية تتساقط ولآلىء غزة تتوهج..
أخبارنا :  

صالح الراشد :

تذود المحارة عن نفسها وتحمي ما فيها بتشكل أكياس من اللآلىء داخل قشرتها كطريقة للدفاع عن نفسها من الطفيليات الخارجية، لتكون اللآلىء استجابة مناعية ضد الاعداء من الخارج كما حصل في غزة التي صنعت جواهرها ولآلئها الخاصة لتحميها على شكل مقاومين من لؤلؤ خالص، ليشكلوا خط الدفاع المتين في وجه القوات الصهيونية الساعية لتحطيم غزة وقتل من فيها، لكن لآلىء غزة ثبتوا وأثبتوا نقاء صناعتهم الدينية المنبثقة من القرآن الكريم والمتخلقة بسيرة الحبيب المصطفى.

وجلس العالم العربي العقيم يتفرج على الملحمة التاريخية البطولية التي سطرها أبطال غزة، فالعدو الخارجي صُعق بصلابة اللآلىء وضعف قدرته على النيل منها والإمساك بها كما اعتاد على إمساك قطع الحديد الصدئة دون مقاومة، بل تستسلم له بسهولة لعل العدو يلمعها ويستخدمها لمصالحة، ويكبر حلم الحديد الصدء بنيل منصب كبير بمرتبة عبد ذليل، ليشعر بوجوده ويصنع له قيمة خادعة خوفاً من أن يُستخدم في صناعة أحذية الخيل، فيما الؤلؤ يوضع حول الاعناق فشتان بين من يُداس ومن يكون تاج على الراس.

في غزة يصارعون الموت ويحاربون صُناعه بلا خوف أو وجل مثبتين أنهم جيل الحق والفضيلة والرجول والفداء طلباً للحرية ولحماية الأبرياء من المدنيين، وفي دول أخرى نجد جيل الخيانات والعمولات والنفايات والدعارة والتنسيق والتطبيع، نجدهم كالسنابل الفارغة يرفعون رؤسهم معتقدين أنهم العارفون بكل شيء وأنهم على حق، لكن حين شاهدوا الجباه الساجدة لله المرتفعة على الأعداء أدركوا أنهم أموات يسيرون على درب الصدف البحري لإنتاج أجود وأثمن أنواع اللآليء التي تتحدى القراصنة.

لآلىء العالم رجال غزة ونسائها وأطفالها وأبطالها الذين احتملوا القهر العالمي، وأسقطوا بيني غانتس وغادي آيزنكوت والبقية على الطريق، وما زالوا صامدين على تراب وطنهم رافضين مغادرته إلا للجنان، مسطرين أروع أنواع البطولة ومقدمين للعالم درساً في الصمود فاق صمود ستالينغراد، التي وقف ورائها الاتحاد السوفيتي في الحرب العالمية الثانية فيما الولايات المتحدة تدعم الصهاينة بأحدث وأخطر الأسلحة وأكثرها جرمية، وتبقى غزة تحارب منفردة وغالبية شباب العرب يجلسون في المقاهي يصنعون البطولات الوهمية.

آخر الكلام:

قال نزار قباني منذ سنوات واصفاً الحال العربي :
قاتلوا عنا إلى أن قُتلوا
وجلسنا في مقاهينا كبصاق المحارة
واحد يبحث عن تجارة
وواحد يطلب ملياراً جديداً
وزواجاً رابعاً

مواضيع قد تهمك