الأخبار

اسماعيل الشريف يكتب : هل خسر الكيان الحرب؟

اسماعيل الشريف يكتب : هل خسر الكيان الحرب؟
أخبارنا :  

إسماعيل الشريف :

"إذا كنت مغرورًا لتتجاهلني، لدي كبرياء يجعلني أنسى من أنت." - جيفارا
في الأيام العشرة الماضية، قُتل مئات جنود الاحتلال ودمر مقاتلو حماس أكثر من مائة دبابة، رد الصهاينة بتنفيذ عشرات المجازر بحق المدنيين وزيادة وتيرة القصف كما وتفكك مجلس الحرب العسكري وتلاسن أعضائه.
على الرغم من الدمار الكبير غير المسبوق في التاريخ الذي حدث لغزة، وحوالي ستة وثلاثين ألف شهيد وثمانين ألف جريح، بالإضافة إلى عشرات الآلاف الآخرين تحت الأنقاض، إلا أننا نستطيع أن نطرح سؤالًا مشروعًا: هل كسبت حماس الحرب بعد أكثر من سبعة شهور من المعركة؟
أقول بثقة نعم مستندًا إلى ستة عشر نقطة:
1- هنالك أكثر من مائة ألف صهيوني مشرد من شمال وجنوب فلسطين المحتلة، لم يعودوا إلى منازلهم منذ أكثر من سبعة شهور.
2- الصهاينة يفرون من فلسطين المحتلة، وخاصة الأدمغة الذكية التي تعمل في التكنولوجيا المتقدمة، كما لم يعد الكيان بلداً يجذب مهاجرين جدد.
3- أوقفت العديد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى الكيان، خاصة في قطاع التكنولوجيا الذي كان مزدهرًا قبل الطوفان.
4- يشهد الاقتصاد الصهيوني حالة من الانكماش، حيث يوجه 5% من الناتج القومي الصهيوني لحرب الإبادة، وتم تخفيض التصنيف الائتماني للكيان، وكلفت الحرب الكيان ثمانين مليار دولار، بينما وحدها كانت فاتورة تصدي الكيان للصواريخ والمسيرات الإيرانية مليار دولار.
5- أصبحت القضية الفلسطينية الموضوع الأكثر إلحاحًا على جدول الأعمال الجيوسياسي العالمي، وأن مسألة الدولة الفلسطينية قد تكون مسألة وقت، ويعلم الصهاينة قبل الفلسطينيين بأن حربًا حتمية ستقوم بين الدولتين بعد إستقرار الدولة الفلسطينية.
6- أيقظت الحرب الرأي العام العالمي الكسول، وزادت من موجات العداء للصهاينة من تيارات اليمين، وأصبحت صورة الكيان الصهيوني كدولة إرهابية يحكمها مجرمون متطرفون في وعي الشعوب الغربية أسوأ من كوريا الشمالية والصين وروسيا.
7- بدأ الكيان يُعامل كدولة منبوذة لدى العديد من دول العالم، بعضها دول حليفة تقليدية.
8- لم يعد الإعلام الغربي المنحاز للرواية الصهيونية وأحد أدوات الإمبريالية يستطيع الاستمرار بنفس الاندفاعية في خدمة الصهاينة، فنشاهد على أكثر وسائل الإعلام المؤيدة للصهاينة تقارير تبين جرائمهم في غزة، كما نرى أكثر الصحفيين الصهاينة الغربيين يهاجمون الكيان.
9- بعيدًا عن تصريحات الساسة الأمريكيين المؤيدة للصهاينة، يبدو أن شرخاً بدأ يصدع في العلاقة بين البلدين.
10- كشفت الحرب أن الكيان لا يستطيع العيش بدون الولايات المتحدة، فبدأت تتسرب تقارير عن نقاشات ودراسات تشكك في أهمية بقاء الكيان كقاعدة متقدمة للولايات المتحدة تخدمها في المنطقة.
11- هناك العديد من أهم العقول الصهيونية التي تؤكد حتمية زوال الكيان.
12- حالة الانقسام الكبيرة في المجتمع الصهيوني التي لن تُرمم بعد نهاية الحرب.
13- الانقسام الحاد بين المؤسستين العسكرية والسياسية.
14- تدهور معنويات جنود الاحتلال، واعتراضات ذويهم على إرسال أولادهم إلى الحرب.
15- الكيان الصهيوني وقيادته المجرمة في قفص الاتهام في المحاكم الدولية بتهمة الإبادة الجماعية.
16- لم يستطع الكيان تحقيق أي من الأهداف المعلنة للحرب.
عند تقييمنا لهذه الحرب، يجب ألا يسقط من حساباتنا أن المواجهة هي بين "ما يسمى دولة" وبين جماعة مسلحة، لذلك فالحرب هي حرب عصابات لن يقدر الطيران وحده حسمها. يستطيع الكيان الغاصب حسم المعركة إذا ما أحكم قبضته على القطاع، وهذا لم يحصل، أو استسلام حماس، وهذا لن يحصل، أو القضاء على حماس، والتي تشير جميع التقارير والتصريحات السياسية إلى أن حماس ستبقى جزءًا من أي حل مستقبلي.
أنا على ثقة تامة بأن التاريخ سيذكر أن بداية نهاية الكيان قد بدأت بطوفان الأقصى.

مواضيع قد تهمك