كنّا نرى في أفلام السينما زمان؛ خاصة أفلام الصيادين أو أفلام عن الحياة البرية حيث يعيش سكانها على الصيد...اصطياد بعضهم بعضًا، كنّا؛ نرى ونحن على مقاعدنا في السينما أم تذكرة بشيلِم، نرى صيادًا من البني آدمين!!، أو وحشًا مفترسًا..!!، (هو ليس بوحش لأن المولى عز وجل خلقه بهذا الشكل) يلاحق قطيعًا من بقر.

يريد أن يصطاد بقرة أو ثور يستفيد من حومها وجلدها وكلّ ما فيها، أحيانًا يكتسب بعض البني آدميين هذا الوصف الذي يكتسبه بجدارة عندما يصبح.... مفترسًا.

ينسلّ الصياد تحت جنح السّكون، ليتمكن من الوقوف في موقع يمكنه فيه الانفراد بفرد من القطيع. ينتبه أحد الحراس من رَبع القطيع ينبه كبير القطيع حارسهم وحاميهم؛ ليطلق خواره... جرس الإنذار البقري أو الخاص بأي قطيع من الحيوانات المسالمة ظباء غزلان جواميس وحتى أفيال. يطلق حارس القطيع كبيرهم خواره عاليًا محذرًا ليشكل أفراد القطيع حزمة زنارًا على شكل دائرة يخورون يزمجرون يضربون الأرض بحوافرها فيتردد الصدى عاليًا يهزّ الصيادين فيلوذون بالفرار.

أحيانًا يختار قائد القطيع وسيلة الجري ويبدأ بالجري في اتجاه ما. يلحقه بقية القطيع لا يلوون على شيء وقد شكلوا حزمة من أبقار لا يستطيع أحد اختراقها. ومن كان سيتهوّر من الصيادين لاختراق تلك الحزمة الحامية؛ ستدوسه أقدامها إلى غير رجعة ويصبح...كما الكفتة، كما كان يبغيه لأحدى الأبقار أو الأغنام التي كان يسعى لاصطيادها.

أحيانًا يتفلسف أحد أفراد القطيع.. يركب رأسه.. يخرج عن القطيع ويأخذ خط سير آخر بعيدًا عن القطيع. يبدأ بالهرولة فيه وهو يرغي ويزبد يزمجر ويرعد، يخال أن في علو الصوت سلاحًا يبعد عنه الصيادين بشرًا كانوا أم نمورًا ثعالب ذئاب أو حتى كلاب من هنا وهناك. الصيادون الذين يلاحقون القطيع وبعضهم يحوّطونه من جهات عديدة إن كانوا أكثر من صيّاد؛ سيتركون ملاحقة القطيع ويتبعون (المغوار) الخارج عن القطيع...عن إجماع القطيع في اتجاهه في وحدته وفي الذود عن حقله. يلاحقونه يحوّطونه من جهات عدّة ليغبر اتجاهه في كل مرة... يدوخ تضطرب مساعيه تتلخبط خطواته.... يخور لينقض عليه أحد الصيادين برمحه إن كان صيادًا من الإنس أو بالشد على رقبته ليمتع عنه الهواء إن كان من رَبع مفترسي الغابات والحقول والأراضي وكنوزها.

كنّا نصفّق عندما يقطع القطيع نهرًا أو سيلًا من ماء ويقف على الضفة الأخرى ليشاهد الصيادين يلهثون على الضفة الأخرى وقد خارت قواهم. وبعد أن يشعرون بالأمان تمامًا يحلّقون حول قائد القطيع، ويتفقدون بعضهم بعضًا. ويخورون سويًا خوار الفرحة والانتصار. يتفقدون بعضهم بعضًا. لم يفقدوا أحدًا سوى... الخارج عن القطيع، أكلته...الذئاب.

ــ الراي