الأخبار

خبراء ومختصون يحضون على تسريع توجه الأردن نحو التحول الرقمي

خبراء ومختصون يحضون على تسريع توجه الأردن نحو التحول الرقمي
أخبارنا :  

عمّان - خولة أبوقورة

يتفق خبراء ومعنيون بالاقتصاد الرقمي على أهمية المؤتمرات والندوات والدورات التدريبية وأي فعالية ترتبط بالتحول الرقمي في الأردن، لما لها من مساهمة إيجابية في الانغماس في هذا المجال الحيوي الذي سيشكل قيمة مضافة للاقتصاد الأردني إذا استثمر كما ينبغي.

وفي لقاءات أجرتها «الرأي» على هامش مؤتمر التحول الرقمي والتكنولوجيا المالية بالأردن المنعقد حاليا في عمّان، أشار عدد من الخبراء إلى أن التحول الرقمي هو الطريق للوصول إلى الاقتصاد الرقمي، وشددوا على ضرورة تسريع التعمق فيه.

ويتفقون كذلك على أن أمام الأردن إمكانات كبيرة للوصول إلى التحول الرقمي، وبخاصة الموارد البشرية، خصوصا وأن التكنولوجيا أصبحت حاجة وليس خيارا.

ويؤكد الرئيس التنفيذي لجمعية «إنتاج» نضال البيطار أهمية أية فعالية تدعو للتحول الرقمي في الأردن خصوصا وأن المملكة تمشي على خطى كثيرة ثابتة في موضوع التحول الرقمي وهناك العديد من الأنشطة في هذا المجال وبعد أن أصبحت كلمة «التحول الرقمي» مشهورة كثيرا، لكن «علينا أن نعرفها بعمق أكثر».

كما يشدد رئيس المنظمة العربية للتحول الرقمي البروفسور سامر المصري على أن الهدف من التحول الرقمي هو الطريق للوصول إلى الاقتصاد الرقمي.

ويشير المصري إلى أن هناك تنافسا ضخما بين كل الدول للوصول إلى اقتصاد الرقمي وضرب مثالا «شركة أمازون» التي يبلغ عدد موظفيها مليونا ونصف المليون موظف، وبلغ دخلها عام 2023 نحو 575 مليار دولار أي أكثر من دخل 74 دولة مجتمعة مع عدد سكان يفوق مليارا ومئتي مليون نسمة بأراضيها وثرواتها.

ويرى أن التحول الرقمي يمكّن الشركة أو الدولة من أن تصل إلى قدرات اقتصادية هائلة وقيم هائلة كإرضاء العميل وسرعة الوصول إليه وسرعة معالجة المنتجات، وأن هذا مكمن أهمية التحول الرقمي.

ويعتقد المصري أن المشكلة الأساسية في التحول الرقمي أن معظم الناس لا تفهم التحول الرقمي بعمق وتفهمه على أساس تطبيق بعض التكنولوجيا الرقمية مثل الذكاء الاصطناعي.

لكن التحول الرقمي، من منظوره، منظومة ومظلة كبيرة يستوجب عقلية متنورة وخطة استراتيجية رقمية وبناء قدرات ومهارات لتنفيذ الخطة ويحتاج إدارة البيانات التي نفتقدها. كما يلزمنا أمن سيبراني وتطوير ميزة الابتكار التي تفتقدها معظم الشركات العربية. كما نحتاج مراكز للعملاء وقوانين وتشريعات متطورة وهي عناصر أساسية وفي غاية الأهمية.

ويلح المصري على أنه للوصول إلى التحول الرقمي عليا أن نتمتع بهذه العقليات المتنورة وأن نخاطر وأن نتحدى أنفسنا ونتعلم كل يوم من أجل أن نرى ماذا يجري في العالم ونستثمر بكل قوة من أجل أن نصل إلى هذه الأهداف الضخمة.

ويؤشر إلى أن لدى الأردن إمكانيات هائلة للوصول للتحول الرقمي، لكن «يلزمنا بذل المزيد من الجهود».

ومن التحديات الرئيسة التي يمكن أن تواجهنا: المهارات الجديدة مثل الذكاء الاصطناعي وتقنية سلسلة الكتل «البلوك تشين» والحوسبة الكمومية وهي مهارات جديدة لا يوجد أشخاص متخصصون فيها وهذا أول تحد على مستوى العالم وليس الأردن فقط.

والتحدي الثاني، بتقديره، هو البنى التحتية، وهل نمتلك البنى التحتية المناسبة؟ ولكن قبل كل شيء «لابد من وجود عقلية القائد» فلا بد من وجود إنسان متنور يؤمن أن عليه تدريب مهاراته، وبعد العقلية يأتي محاربة الفساد لأن وجوده لن ينجح أي شيء.

وينبه المصري إلى أن الفهم هو الأساس؛ لذلك «علينا التركيز على التعليم والتعلم المستمر وأن نحارب الفساد فنحن بحاجة إلى أناس صادقين ومتعلمين ذوي معرفة وتنوّر ويجب أن نرى تجارب الدول الناجحة مثل سنغافورة ودولة الإمارات».

المهندسة سميرة دحيات المديرة العامة لـ"المنتدى العربي للمدن الذكية»، المشارك في المؤتمر، توضح لـ"الرأي» أن المنتدى هو ذراع تقنية لمنظمة المدن العربية الموجودة في الكويت وتأسست عام 1967 وهي معنية بتنمية وتطوير المدن والبلديات العربية في المجالات كافة.

وتشير إلى أن المنتدى يحظى بدعم ورعاية أمانة عمان الكبرى وتستضيفه الأمانة منذ العام 2007 حيث تعمل على بناء قدرات البلديات العربية والبلديات الأردنية في جميع المجالات المتعلقة في التحول الرقمي والمدن الذكية والإدارة الحديثة.

وتبيّن أن المنتدى يتواجد في مؤتمر التحول الرقمي الذي ينعقد في عمان ويستقطب الخبراء وأصحاب القرار وصانعي السياسات وأهم المفكرين والأكاديميين والمهنيين العاملين في هذا المجال بهدف تسليط الضوء على أهم مجال وهو «التحول الرقمي في وطننا العربي».

وترى الدحيات أن التكنولوجيا أصبحت حاجة وليست خيارا؛ فاستخدامها أصبح حاجةً ملحةً في جميع مجالات الحياة إن كان على الصعيد الفردي في حياتنا اليومية للأشخاص أو على صعيد المؤسسات بمختلف أنواعها حكومية وخاصة ومؤسسات مجتمع مدني.

وتشير الدحيات إلى أننا في الأردن خطونا خطوات واسعة في هذا المجال وتحديدا «الخدمات الرقمية»، فنسبة كبيرة من خدماتنا الرقمية متوافرة اليوم في أغلب المؤسسات، لأهميتها في تسهيل حياة المواطن وتسهيل حصوله على الخدمة وتحسين تجربته.

وسلطت الدحيات الضوء على أمانة عمان التي كانت من أولى المؤسسات التي حولت خدماتها لخدمات الإلكترونية وهي 134 خدمة تم إجراؤها منذ ثلاثة أعوام، أما بقية المؤسسات فتقوم اليوم بقيادة وزارة الاقتصاد الرقمي بتفعيل خدماتها الإلكترونية.

وتؤكد الدحيات أن الخدمات الإلكترونية جزء من بناء المدن الذكية بمعنى بناء مدينة توفر خدمات باستخدام التكنولوجيا والحلول الذكية وهدفها الرئيسي هو تحسين جودة الحياة تطوير الخدمات المقدمة وتسهيل الحياة اليومية على مواطنيها في المدينة.

وتأمل الدحيات الخروج بتوصيات مهمة من المؤتمر يمكن تطبيقها والبناء عليها للأعوام القادمة وتأمل كذلك التطور التكنولوجي لكافة المدن العربية التي تعمل حاليا على تطوير نفسها في مجالات التكنولوجيا المختلفة وتقو إننا كعرب حاضرون في التصنيفات العالمية فيما يخص التحول الرقمي والمدن الذكية لكننا نطمح للمزيد.

وتشير الدحيات إلى أنه عند التحدث عن موضوع التحول الرقمي نتحدث عن أمور أساسية جدا وعوامل رئيسية لنجاح التحول الرقمي.

وترى أن من أهم هذه العوامل هو البنية التحتية، ونرى أن وزارة الاقتصاد الرقمي وهيئة تنظيم قطاع الاتصالات تعملان جاهدتين على توفير بنية تحتية وشبكات قوية أو شبكات، ونرى ذلك من خلال وجود خدمة «5 جي» وما إلى ذلك من المكونات البنية التحتية القوية حتى نستطيع استخدام وإدخال الحلول الذكية بما فيها الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء.

وتلفت الدحيات الى موضوع في غاية الأهمية؛ وهو «الشراكات بين القطاعين العام والخاص» وهو أمر مهم جدا لنجاح عملية التحول الرقمي وبالتالي بناء مدن ذكية، وتؤكد أنه بدون هذه الشراكات لن تنجح العملية.

فكما نعلم زي القطاع الخاص هو القطاع المعني بالاطلاع على أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا في العالم وبالتالي هو الأقدر إنه يحدد الحل الذكي المناسب لأي عملية أو أي قطاع النقل و المرور وقطاع التعليم و الصحة حيث يمكننا استخدام حلول ذكية في جميع هذه القطاعات أجل الارتقاء في الخدمة وتحسينها.

وتلفت الدحيات إلى محور في غاية الأهمية وهو «العنصر البشري» الذي علينا بناؤه وتطوير مهاراته الرقمية وتوعيته، وهذا «جزء من عملنا في المنتدى».

وتوضح أن المقصود بالتوعية أنه «علينا نشر الثقافة الرقمية والمواطنة الرقمية أيضا» لأن لاستخدام التكنولوجيا اليوم مخاطر كثيرة لابد من التحدث عنها والتوعية بها وعلينا دائما تشجيع الناس على استخدامها وبالتالي بناء القدرات في هذا المجال والتوعية وتحفيز المواطن على أن ينمي مهاراته الرقمية أكان طالبا أو موظفا أو أمّاً أو أباً في منزله مع أبنائه.

وتشدد على أهمية الجانب المالي، الذي تعتقد أنه يمكن أن نتجاوزه من خلال الشركات بأنواعها المختلفة. وتنبه إلى أن الاعتقاد بأن التحول الرقمي مكلف للغاية ليس دقيقا؛ إذ أن مردوده على المدى البعيد ممتاز بالإضافة إلى إنه يعمل على توفير وضبط النفقات بشكل كبير اضافة إلى تقليل الجهد. ـ الراي

مواضيع قد تهمك