الأخبار

م . فواز الحموري : أطباء المستقبل

م . فواز الحموري : أطباء المستقبل
أخبارنا :  

يعجبني في رئيس الجامعة الأردنية الدكتور نذير عبيدات قربه من عالم الطب ومتابعته الحثيثة لمتطلبات التعليم في المستقبل وتطويره، وللحقيقة ورغم انشغاله في المناصب الوزارية والإدارية، إلا أنه ظل محافظا على التوازن المنشود بين عمله ومسؤولياته سواء البحثية منها والرسمية وبعض من التزاماته الاجتماعية والخاصة.

خلال محاضرة لعبيدات في ملتقى التعليم العالي الأردني الكردساتي 2024 والذي انطلق في كردستان بمدينة أربيل مؤخرا، أشار إلى أنه «لا ينبغي تعليم أطباء المستقبل بمناهج الماضي»، واستذكر عبيدات مقولة د. سيثورامان كرمان إن «أطباء الغد، يتعلمون على يد معلمي اليوم باستخدام مناهج الماضي»، في إشارة منه إلى ضرورة التطوير والتحديث المستمرين في مناهج وطرق تدريس العلوم الطبية الحديثة وتطرق أيضا إلى أن آفاق التعليم الطبي تحتكم إلى التغيرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، والتطور السريع للتكنولوجيا وعلوم الطب؛ إذ تكمن أبرز ?لمؤثرات في تغير بيئة الرعاية الصحية والتوقعات الطبية والتقنيات التربوية ودور الطبيب.

لهذا بين أنه إذا ما أردنا استشراف مستقبل التعليم الطبي، فلا بد من الوقوف على سياسات القبول، وتوافر معلومات دقيقة حول الخريجين، وتوضيح دور المساقات الافتراضية في التخصص وفرصها وتهديداتها، ومراجعة المناهج، داعيا لضرورة التحرك نحو المسؤولية المجتمعية.

ولفت الإنتباه، إلى أن القرن الـ21 شهد تحولات رئيسة في الطب، منها: تحديد تسلسل الجينوم البشري بالكامل، والطب العميق (الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي)، وطب الشبكات وطب Omics، وتغيير التركيبة السكانية للمرضى، وسياسات الرعاية الصحية، والطب عن بعد (الصحة الرقمية)، وكذلك اتجاه الاتجاهات االحديثة في الطب تسير نحو التأثير السريري لعلم الأمراض الجزيئية، وطب الجينيوم، والمعلوماتية الحيوية والبيانات الضخمة، والطب التنبئي والوقائي والشخصي والتشاركي، مضيفا أن وظيفة التعليم الطبي الحديث، تتمثل بتشكيل وتأهيل الطالب بوصفه ?نسانا من مختلف الجوانب (فردا ومواطنا وعاملا طبيا ماهرا وباحثا ومتخصصا).

الهام في خضم ذلك وكما يرى د. عبيدات أن العاملين في الصحة، يحتاجون لمواصلة التعلم طوال حياتهم المهنية، للبقاء على اطلاع بأحدث المعارف والمهارات، وأنه لا بد من تعليم الطلاب كيفية الوقاية من الأمراض وتعزيز الصحة وإدارة الحالات المزمنة، وكيفية اتخاذ الخيارات الصحية، وإدارة التوتر، والتعامل مع الشدائد، وتعليمهم كيف يعيشون حياتهم الخاصة ولهذا بين د. عبيدات وأكد على أن التغييرات في المعرفة والممارسة الطبية، وارتفاع توقعات المريض وصاحب العمل من الأطباء، والتقدم التكنولوجي في التعليم والرعاية الصحية، واختلاف التوقع?ت من المتدربين والمشرفين والمجتمع من مهنة الطب، تمثل مجتمعة، أبرز أسباب ودوافع التدريب الطبي.

جوهر الحديث وخلاصة القول والتصور حول كليات الطب المستقبلية وفقا للدكتور نذير عبيدات رئيس الجامعة الأردنية ووزير الصحة السابق يتمثل في أن تكون مدعومة بالتكنولوجيا، وذات تصميم ذكي ومرن (قاعات استماع أقل ومزيد من غرف المناقشة الصغيرة)، بالإضافة لاستثمار المحاكاة والواقع الافتراضي (المدرسة السيبرانية)، وتوفير بيئة تعليمية ودية وممتعة آمنة وإبداعية ومحفزة في مواجهة التحديات الجديدة ومن ضمنها الإرهاق بين الأطباء والممرضات الأخذ بالارتفاع، والمؤدي لترك عدد كبير من المتخصصين في الرعاية الصحية المهنة بالفعل أو امتل?كهم النية تركها، لافتا إلى أن النقص في أعداد الأطباء، قد يصل إلى مستويات «الأزمة» بحلول عام 2033 في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية.

لهذا بين أن مستقبل التعليم الطبي يتغير بسرعة، مدفوعا بالتحديات والفرص الناشئة، ما يؤكد الحاجة لأن نكون مستعدين وأكفياء لإعداد أطباء المستقبل، الذين بمقدورهم تقديم رعاية عالية الجودة، تتمحور حول المريض ضمن مشهد التغير السريع في الرعاية الصحية، مع ضرورة الاستثمار في البنية التحتية التكنولوجية، وتطوير أعضاء هيئة التدريس لدعم التنفيذ الفعال للتعليم الميسر بالتكنولوجيا، وتطوير أدوات وأطر تقييم موحدة للتعليم القائم على الكفاءة، لضمان الاتساق والعدالة، عبر تعزيز التعليم المهني المشترك عن طريق التمويل المخصص، وتدر?ب أعضاء هيئة التدريس، وتطوير المناهج المهنية المتداخلة.

ينبغي الاهتمام بما أشار إليه د. نذير عبيدات ونبه وأكد، فمضمون ذلك هام لأطباء المستقبل والذين نرجو لهم التوفيق والتميز. ــ الراي
fawazyan@hotmail.co.uk

مواضيع قد تهمك