الأخبار

سهير بشناق : حب دون مقابل

سهير بشناق : حب دون مقابل
أخبارنا :  

منذ أن بدأنا نتعلم الحب بالحياة ونحن على قناعة بأن أجمل أنواع الحب أن يكون دون مقابل أن نمنح به كل ما نملك من قدرة على العطاء والتفاني بالوجود والتضحية لأجل من نحب.

لم نتعلم كيف يمكن للعطاء بالحب أن يكون متساوياً ليصبح حقيقي فالعدالة بين القلوب تمنح الحب شرعية أن يكون مساحة من الشعور بالرضى عن الذات قبل الآخر.

لم نتعلم أن الحب لا يعني المطلق عطاء بلا حدود ونكران الذات واغتيال أحلامنا لاجل من نحب.

ولم نتعلم أن الحب دون مقابل احتراق شيء ما بقلوبنا ومنح الذين نحبهم موافقات مسبقة على أن يوجعوا قلوبنا دون أن يحول هذا الوجع لتغيرنا وكأننا بأيامهم بقاء أبدي.

كل الذين نحبهم دون مقابل تحت مسمى «عطاء» الحب بلا مقابل أطفؤوا فينا الكثير،

اعتادوا على أن يمروا فوق أوجاعنا ووجودنا وغربتنا دون أن يكونوا لنا مرفأ بالعمر ومكانه نستريح فيها من كل ألم أو انكسار وخيبات.. فأصبحوا هم وجعنا وأحلام كانت لنا كالحياة لا تتكرر ولا نقوى أن نستعيدها مرة اخرى.

لا شيء بالحياة «دون مقابل» حتى أرقى أشكال الحب والمشاعر تلك حقيقهة تعلمنا إياها الحياة والتجارب.

ندركها أمام كل وجع يتكرر وكل خيبة نعتقد أننا «محصنين» منها بالحب بلا حدود وبعطاءات لا تنتهي وبالغاء جزء كبير من كياننا لأجل من نحب فلا نحن نصل بالحب لمكانة نشعر بها بالرضى ولا هم يتغيرون، فقط لأننا كنا لهم مساحات لا حدود لها من العطاء بلا مقابل فلم يعودوا يرون كم تغيرنا.

كي نبقى نمتلك القدرة على «الحب» دون أن نُجيد تمثيله.. وأن نمنح الصدق والحقيقية فيما نشعر.. وأن تبقى بقلوبنا نافذة لا تغلق أبداً لمن نحبهم وأجنحة لا تكسر تحلق دوماً في كل مرة نضعف بها وكل ألم يعترينا كي تبقى للأيام معنى.. وللعمر حكاية لا تنتهي بفصل خريف

لا يدوم.. يجب أن ننصف قلوبنا وعطاءنا لمن نحب ولنفوسنا التي تستحق ألا يعتريها الندم

والخيبات المتتالية فقط لأننا آمنا يوماً أن الحب بلا مقابل.. وأن القلوب لا تتغير ابداً. ــ الراي


مواضيع قد تهمك