م . باهر يعيش : .. والإضرار بالناس!
مضى شهر رمضان الكريم. شهر العبادة والتصوّف. وقد قام المؤمنون بواجب فريضة الصيام مع القيام والتعبد في المساجد والبيوت بكلّ تقى وورع وطمأنينة. وانطلق الدعاء والرجاء إلى المولى أن يستجيب سبحانه لدعائهم واحتياجاتهم الأخروية والدنيوية. كانت المساجد تكتظ بالمصلين في أوقات الصلوات الخمس كذا في صلاة التراويح بعد العشاء. وكان المصلون يؤمون المساجد من كل حدب وصوب.
البعض يأتي سيرًا على الأقدام كون بيوتهم تقع بقرب المسجد، والبعض حتى لو كانت منازلهم على بعد معقول من المسجد يفضلون السير على أقدامهم إليه خاصة في صلوات العشاء تقربًا للمولى عزّ وجلّ وزيادة في الأجر بل وكسبًا لمنافع السير على الأقدام. والبعض الآخر يفضل أن يأتي إلى المسجد بمركبته... سواء كان المسجد بعيدًا أو حتى في الجوار.
(البعض القليل) ممن بيوتهم قريبة ويستطيعون السير على أقدامهم لكن يصرّون على استعمال مركباته... يساهموا بشكل أو بآخر في خلق أزمة سير وعدم ترك مجالًا لمن لا يستطيعون المشي على أقدامهم من كبار السنّ و ممن لا تمكنهم قواهم من السير مسافات طويلة.
هؤلاء الأخوة كان في استطاعتهم أن يتركوا مجالًا للقادمين من بعيد لركن مركباتهم على مقربة معقولة من المسجد. الغالبية العظمى ممن يتوافدون (لدور العبادة) لأداء الشعائر الدينية خاصة في مواسم معينة أو في أوقاتها الاعتيادية أو في أوقات الصلوات اليومية يتوافدون إلى دور العبادة بواسطة مركباتهم، يقومون بركنها بحيث لا تسبب ضررًا لإخوانهم أو لجيران الدار.
لكن... البعض القليل قد يتسببون في حدوث أزمات مرورية بسبب عدم التزامهم بقوانين السير. الالتزام بتلك القوانين و إحترام حقوق الآخرين وعدم الإضرار بهم (ألإضرار بالناس)... ضرورة قصوى حضّت عليها جميع الأديان. البعض (القليل) من هؤلاء الأخوة يأتي باكرًا، فيجد مكانًا قريبًا لركن مركبته وربما أمام المسجد تمامًا.
البعض الآخر يأتي متأخرًا يصفّ مركبته بمحاذاة مركبات الأخرين مثنى وثلاث ورباع... يغلقون المسارب عنهم بل ويعطلون السير العام في جزء كبير من الطريق..يدخل المسجد يصرّ على الصلاة بالصفّ الأول من خلال مزاحمة المصلين الذين سبقوه في القدوم. تنتهي شعائر الصلاة بعدها... يجلس بمحاذاةًالصف الأول ويتناول المصحف الكريم ويبدأ وعلى مهل بقراءة ما تيسر من الذكر الحكيم أو يجتمع مع زملاء له في زاوية من المسجد يتناولون أمورًا عامة أو خاصة ومركباتهم تسد الطريق على إخوانهم ممن ينوون الذهاب إلى بيوتهم أو أعمالهم أو أما هو ضروري من أمور وربما ما يطرأ منها.
في الخارج... ينتظر المصلون الذين قام أخوهم المصلي بحجز مركباتهم ومنعها من التحرك بإيقاف مركبته وقوفًا مزدوجًا.... مثنى وثلاث ورباع. أخونا المصلي هذا لا يفطن أنه بفعله هذا فإنه سبب الإضرار بالناس. فلربما أحد المصلين يضطر لسبب قاهر أن يغادر المسجد قبل أو خلال الصلاة أو ما بعدها... مرض أو وعكة أصابته، حالة طارئة لفرد من عائلته أو للعائلة مرض حريق لا سمح الله بما يتوجب عليه الذهاب بأقصى سرعة... لكنه لا يستطيع إخراج مركبته من سجنها..!.
البعض (القليل)!! يركنون مركباتهم في وسط الطريق أو في مدخل الساحات المقررة لركن مركبات المصلين بل والممرات بينها، يغلقون طريق الخروج عليها بحيث لا يتركون ممر لرجل ليسير بين المركبات. هذا الموضوع يضرّ بالناس سواء المصلين أو المجاورين أو المارين بمركباتهم حين تتدلى المركبات في سعة الطريق. هب لا سمح الله لسبب أو لآخر أن تعطّلت مركبة تسدّ الطريق على باقي المركبات أو شبّت النيران فيها أو في مركبة وسط غوغاء الوقوف لسبب أو لآخر!!..كيف سيتم إخماد الحريق بل من يضمن أن لا تنشب النيران في باقي المركبات وتكون مصيبة كبرى لا سمح الله.
الإضرار بالناس ذنب كبير بشكل عام سواء من كان يؤم دور العبادة ويتسبب بذلك؛ أو في الممارسات اليومية في متجر أو دائرة أو مخبز ولو لدقائق. ــ الراي