الأخبار

د . محمد كامل القرعان يكتب : اهمية تقييم الأداء المهني للمؤسسات الصحفية ...

د . محمد كامل القرعان يكتب : اهمية تقييم الأداء المهني للمؤسسات الصحفية ...
أخبارنا :  

د محمد كامل القرعان :

تهتم كثير من الدول والحكومات بعملية تقييم الأداء لمؤسساتها الاعلامية خلال فترة محددة ، باعتبارها الركيزة الأساسية التي تمكن الحكومة من قياس النتائج المتحققة من أهدافها المنشودة ، والتأكد من كفاءة التنفيذ، ورصد الصعوبات التي عرقلت تحقيق بعض الأهداف، وتشخيص أسبابها، والتوصية بكيفية العمل على حلها ، تفاديًا لتكرار الأخطاء في المستقبل. وتقييم الأداء كعملية لها مدخلاتها التي تتمثل في الأهداف المنشود تحقيقها من قبل العاملين بمختلف قطاعات المؤسسة ، تتطلب مجموعة من الأنشطة التنفيذية التي يؤديها هؤلاء العاملون، في سبيل الوصول إلى المخرجات "النتائج المتحققة" التي يمكن من خلالها الحكم على مدى نجاح المؤسسة في تحقيق أهدافها المنشودة. ولكي تتم عملية تقييم الأداء بشكل موضوعي يوضح ما تحقق من إنجازات وما لم يتحقق، فإن ذلك ينبغي أن يتم وفق مؤشرات واضحة محددة يمكن قياسها، ومنبثقة من رؤية المؤسسة ورسالتها وفلسفة العمل داخلها، لكن المدقق لأغلب أوضاع المؤسسات الصحفية في الاردن يجدها تعاني حالة من التخبط والعشوائية في أدائها المهني ، نتيجة تدني مستوى المعالجات التي تقدمها بعض هذه المؤسسات في طريقة التعامل مع الاحداث والظروف ضمن سياق توجهات الدولة وبما يخدم مصالح هذه الدولة ، وعزوفها عن مناقشة القضايا الجادة ، وتراجع مسئوليتها المهنية والمجتمعية تجاه المجتمع، فضلًا عما تعانيه من انخفاض نسبة المتابعين مقارنة مع تصدر المشهد مؤسسات اعلامية اخرى ، وتراجعها ، والمنافسة الشديدة التي تواجهها مع وسائل الإعلام الإلكترونية، وجمود الفكر الإداري والتنظيمي وعجزه عن التطوير. وفي ظل الإشكاليات السابقة التي باتت تهدد بقاء صناعة الصحافة واستمراريتها - ليس في الاردن بل والعالم العربي- تبرز أهمية تقييم الأداء المهني والاقتصادي والإداري للمؤسسات الصحفية بشكل مستمر، على نحو يمكن كل مؤسسة من رصد أوجه التميز والقصور في تحقيقها لأهدافها، إلا أن أغلب هذه المؤسسات - بحسب الدراسات والبحوث المعنية بتحليل صناعة الصحافة- تفتقر لمؤشرات موضوعية ومحددة يمكن من خلالها قياس كفاءة أدائها، لا سيما في ظل افتقار كثير منها لوحدات ومراكز "الجودة"، المنوطة بالأساس بعملية تقييم الأداء المؤسسي ككل، سواء على مستوى أداء العاملين في إطار أقسامهم، أو أداء الأقسام في إطار السياسات العامة للمؤسسة، أو أداء المؤسسة في إطار التفاعل مع البيئة المحيطة بمتغيراتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وفق مؤشرات تعتمد على الكفاءة والفعالية والإنتاجية وجودة المنتج، كما أن عملية تقييم الأداء داخل بعض المؤسسات الصحفية لا تأخذ الطابع العلمي المنهجي، بل تستند لمعايير شخصية تضعها القيادات لتقييم العاملين بالمؤسسات، ما يترتب عليه عدم موضوعية التقييم، حتى التقارير التي تصدرها الجهات المنوطة بقياس الراي العام والحرية وبتنظيم شئون الصحافة والإعلام مقصورة على مدى التزام الصحف بالمعايير المهنية والأخلاقية ، دون التطرق لتقييم الأداء الإداري، وقياس كفاءة الأداء الاقتصادي، رغم أنه لا يمكن فصلهما بأي حال عن الأداء المهني، إضافة إلى أن الدراسات والبحوث لم تتوصل إلى مؤشرات محددة يمكن من خلالها تقييم الأداء الصحفي. وفي ضوء ماسبق، يأتي هذا الموضوع للتاكيد على دراسات تطبيقية توضح الخطوات المنهجية والإجرائية لعملية تقييم الأداء الصحفي، وفق أسس علمية ومنهجية سليمة، ويوضح أهم الأدوات البحثية، والنظريات العلمية، والمناهج، ووحدات القياس، والآليات التي يمكن الاعتماد عليها في عملية تقييم الأداء، والجهات المنوطة بتنظيم شئون هذه المؤسسات ، في تقييم أدائها وفق مؤشرات علمية، واضحة، محددة، قابلة للقياس. ورصد وتحليل كفاءة أداء الادارة والجهاز التحريري بهذه المؤسسات ، ورصد التأثيرات المختلفة لتكنولوجيا الاتصال الحديثة علي الأداء التنظيمي للمؤسسات الصحفية، ويعرض بصورة نقدية لمقاييس تقييم الأداء الصحفي بمستوياته المختلفة المهني والاقتصادي والإداري في المدرستين العربية والأجنبية، وتقييم الأداء الصحفي بمختلف مستوياته "المهني، الإداري، الاقتصادي".

مواضيع قد تهمك