تأتي أهمية المشاركة في الانتخابات من حاجة الوطن إلى تجسيد إرادة شعبه وضمان استمرارية العملية الديمقراطية. وبعد صدور التوجيهات الملكية وتحديد تاريخ الانتخابات. ينبغي لنا التحضير بجدية لضمان نجاح هذا العرس الديمقراطي. الانتخابات تمثل فرصة للمواطنين للتعبير عن آرائهم واختيار ممثليهم في الحكم وهي وسيلة حقيقية للمشاركة في صناعة المستقبل وعلينا أن ندرك أن المشاركة في الانتخابات ليست مجرد حق بل هي واجب وطني حيث يمكن للمواطنين من خلالها اختيار الأفراد الذين يمكنهم تمثيل مصالحهم بشكل أفضل في المجلس النيابي كما تساهم المشاركة الواسعة في الانتخابات في تعزيز الشرعية السياسية للمؤسسات الديمقراطية وتعزيز الاستقرار السياسي والاقتصادي للبلد.

إن عملية التحديث السياسي تشمل إصلاحات هيكلية وتعديلات على القوانين والسياسات التي تعزز دور المواطن في صنع القرار وتحفز النمو الاقتصادي فالأردن بدأ هذا المسار منذ عام ٢٠٢١ حيث تم تحديث قوانين الأحزاب والانتخابات لتشجيع المشاركة السياسية الفعالة وتوفير البيئة الملائمة للتنافس الديمقراطي من خلال تعزيز حرية الانتماء الحزبي والمشاركة السياسية يمكن للمواطنين اختيار الأحزاب والبرامج التي تعبر عن مصالحهم وآمالهم بشكل أفضل.

يتمثل التحديث الاقتصادي في إطلاق سلسلة من الإصلاحات الاقتصادية والسياسات التحفيزية التي تهدف إلى تحفيز النمو الاقتصادي وتعزيز الاستثمار وخلق فرص العمل وتشمل هذه الإصلاحات تبسيط الإجراءات البيروقراطية وتحسين بيئة الأعمال وتعزيز الشفافية ومكافحة الفساد وتحفيز الابتكار والريادة بهذه الطريقة يتم تعزيز الديمقراطية وتحفيز النمو الاقتصادي مما يساهم في خلق بيئة مناسبة للمشاركة الفعالة للمواطنين في صنع مستقبلهم ورفع مستوى الرفاهية العامة.

تتيح الانتخابات الفرصة للمواطنين للمشاركة الفعالة في صنع مستقبلهم السياسي والاقتصادي وعلينا جميعًا استغلال هذه الفرصة لضمان استمرارية التحديث السياسي والاقتصادي في البلاد فالمشاركة في الانتخابات ليست مجرد واجب وطني بل هي أيضًا فرصة لتحديد مسار المستقبل وتحقيق التطور والازدهار ومن خلال المشاركة الفعالة في الانتخابات يمكن للمواطنين اختيار الممثلين الذين يمثلون مصالحهم ويسعون لتحقيق تطلعاتهم كما يمكن للشعب أن يعبر عن رغباته ومطالبه من خلال الاقتراع مما يساهم في توجيه رسالة قوية بضرورة تلبية احتياجاتهم ومطالبهم.

بالإضافة إلى ذلك يجب على الشعب الأردني أن يتحلى بالحكمة والتفكير في اختيار ممثليهم من خلال التحليل الواعي لبرامج الأحزاب وقدرتها على تحقيق التنمية ومكافحة الفساد وتحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي ويمكن للمواطنين أيضًا المساهمة في الاستفادة من الفرصة الذهبية لضمان استمرارية عمليات التحديث السياسي والاقتصادي عن طريق المشاركة في الحياة السياسية والمدنية بشكل عام من خلال المشاركة في الحوارات والمناقشات والمبادرات التي تهدف إلى تعزيز الديمقراطية والتنمية المستدامة. ــ الراي