كمال زكارنة :
افتعلت كل من الولايات المتحدة واسرائيل، حالة من اجواء الحرب في المنطقة، تحسبا لهجوم ايراني واسع على اسرائيل حسب ادعائهما،وحددتا وقت وحجم الهجوم واهدافه المنتخبة ،وحشدتا قوات بحرية وجوية وبرية كبيرة لمواجهة الهجوم الايراني الافتراضي،وخلقتا مناخا متوترا ووضعتا الشرق الاوسط والعالم ،في حالة ترقب وانتظار لحرب مدمرة،وخلقتا جوا من الحرب والصراع والرعب والتوتر والانذار ،وعاش الشرق الاوسط والعالم عدة ايام ،وخاصة اليومين الاخيرين وهم يعدون الساعات والدقائق والثواني لبدء الهجوم الايراني ،وايران تتفرج وتحسب مع العالم وتنتظر ،وهي تشاهد مسرحية امريكا واسرائيل ،اللتان تحاولان جر ايران الى حرب شاملة تخدم اهداف نتنياهو وحكومة الاحتلال ،وبايدن يتبع الاعيب نتنياهو وهو مغمض العينين لا يعرف ولا يدري الى اين ذاهب به.
امريكا واسرائيل خلقتا حالة الحرب الوهمية في المنطقة،بحجة ان ايران تنوي وتخطط لشن هجوم كاسح على اسرائيل لعدة اهداف ،اهمها ،جر ايران لحرب واسعة ليست في الوقت المناسب بالنسبة لايران،وعدم تمكينها من ان تتحكم بالرد المناسب،والانتقال من ضرب وكلاء ايران الى ضرب ايران نفسها،وقص او اقتلاع الشجرة من الجذور وعدم الاكتفاء بخلع الفروع والاغصان،ثم حشد قوات عسكرية امريكية وربما غربية ضخمة في المنطقة العربية والشرق الاوسط ،بحجة حماية اسرائيل من ايران ،والحقيقة ان اسرائيل منهارة بسبب حرب غزة ،والحشود العسكرية الامريكية والغربية جاءت للحفاظ غلى ما تبقى من قوة اسرائيل العسكرية واعادة بنائها والمحافظة عليها ،كما تحمل هذه الحشود رسائل تهديد وردع لايران والدول العربية وتركيا ايضا وروسيا والصين ،مفادها ان امريكا والغرب لا يمكن ان تتخلى عن اسرائيل ،ولا عن مصالحها في الشرق الاوسط،وانها لن تتردد في خوض حرب عالمية من اجل ذلك،ولديها الاستعداد لاعادة استعمار واحتلال وتدمير دول اذا اقتضمت مصالحها ذلك.
صنعت امريكا واسرائيل اجواء حرب خيمت على المنطقة، وايران ليست بالوارد ،وبالكاد يصدر عنها تصريح صحفي لا علاقة له بالحرب،لا هجوما ولا دفاعا،فهل نجحت الحرب النفسية التي افتعلتها امريكا واسرائيل ،في منع هجوم ايراني على اسرائيل،وحققت اهداف الحرب الافتراضية المذكورة اعلاه!!
لن تتوقف الاعتداءات الاسرائيلية على ايران، في كل مكان تستطيع اسرائيل الوصول اليه،خاصة في سوريا ولبنان وايران نفسها ،وبحر العرب وغيرها.
ربما تفضل ايران ان تتحمل ضربات اسرائيلية محدودة،على شكل اغتيالات وتدمير منشآت ،وهجمات خاطفة وخسائر قليلة ،على خوض حرب مدمرة ستكون خسائرها فيها هائلة وباهظة جدا ،مقابل خسائر عسكرية امريكية ، وخسائر اسرائيلية اقل من الخسائر الايرانية،ومن غير المرجح ان تخوض ايران مثل هذه الحرب ،دون ان تضمن حماية روسية صينية ،مباشرة او غير مباشرة .
نتنياهو يسعى الى توريط امريكا في حرب واسعة مع ايران ،لتحقيق هدفين ،الاول تدمير ايران عسكريا واقتصاديا وسياسيا وايدليوجيا ،واجبار امريكا على البقاء في المنطقة لحماية اسرائيل من م خاطر افتراضية وهمية.
الايام القليلة الماضية ،التي ملأت خلالها امريكا واسرائيل،فضاء المنطقة بغيوم الحرب،غطت تقريبا على حرب غزة وجرائم جيش الاحتلال والمستوطنين ضد الشعب الفلسطيني ،في الضفة والقطاع على حد سواء.