زميل صحافي كبير مطلع، على تواصل دائم مع قيادة حماس في الدوحة، ويلتقيهم باستمرار، نقل لي على ذمته ولسياسي أردني مخضرم، أن رسالة وصلت من غزة بخط يد يحيى السنوار إلى قيادة حماس في الخارج الموجودين في العاصمة القطرية الدوحة قبل شهر رمضان.

ملخص الرسالة أن المقاومة في غزة قادرة على الصمود والمواجهة لستة أشهر مقبلة، وقادرة على إيقاع خسائر مؤلمة بجيش الاحتلال الصهيوني، وأنهم في "انتظار المواجهة الكبرى في رفح، فلا تقلقوا علينا ..”.

ويضيف السنوار "نحن بخير وما يؤلمنا فقط ما يتعرض له شعبنا من المدنيين من قتل وتشريد وتجويع…”.

العدوان مستمر على قطاع غزة من قبل قوات الكيان اللعين، ومستمر في ارتكاب المجازر البشعة ضد المدنيين، وبمئات الشهداء يوميا، وبعضها يبث على الهواء مباشرة، أو تنقلها "الجزيرة” عبر ما تبقى لها من مراسلين ومصادر.

والعدوان مستمر في استهداف الصحافيين، وخطفهم، وفي محاصرة مشفى الشفاء والتنكيل بمن نزحوا إليه، ويقدر عددهم بنحو 30 ألف غزّي، وتكذب إسرائيل في إعلامها بأنها ألقت القبض على قادة من حماس وبعد ذلك تنفي المعلومة.

والعدوان مستمر في شهر رمضان الذي اقترب منتصفه، مع أن التوقعات والتحليلات كلها كانت تفترض أن يتوقف مؤقتا في حرمة الشهر الفضيل خوفا من انتفاضة عربية وإسلامية لم ولن تقع قط، وفي ظل صمت عالمي مريب وعربي وإسلامي مخزٍ.

والعدوان مستمر، ويوميا يهدد النتن ياهو أنه لن يترك رفح من دون تدخل بري حتى لو اضطر لمعاندة النداءات العالمية كلها، وحتى لو توسعت الحرب أكثر.

والعدوان مستمر، والإدارة الأميركية "تُفلّم علينا” بأنها تطالب بوقف الحرب وخوفها على المدنيين، ويتجول وزير خارجيتها بلينكن في الدول العربية، ويحط الرحال أخيرا في تل أبيب، في محاولة لإنجاح صفقات مؤقتة لا ندري ما هي الإجابات التي يحصل عليها من الدول العربية التي يزورها وينقلها خلسة إلى قيادة الكيان من أجل إغرائهم بوقف العدوان، والخوف أن يكون على حساب وعود وموافقات باستمرار التطبيع.

الدايم الله….

ــ الاول نيوز