الأخبار

مؤتمر الأجناس الأدبية في النثر العربي القديم يواصل جلساته

مؤتمر الأجناس الأدبية في النثر العربي القديم يواصل جلساته
أخبارنا :  

واصل مؤتمر "الأجناس الأدبية في النثر العربي القديم" جلساته، اليوم الخميس، والذي ينظمه مجمع اللغة العربية، بالتعاون مع مبادرة "ض"، في مقر المجمع.
واشتملت الجلسة الأولى التي حملت عنوانا:"المقامات والمنامات" ضمن المحور الثالث للمؤتمر، على ورقة قدمها الدكتور عبد الكريم الحياري بعنوان: "غلبة النقد البلاطي على نظرية الأدب عند العرب".
ورأى الحياري أن اهتمام النقد العربي وتصنيفه للشعر والأدب، انطلق من المديح كغاية كتابية وصُنعة، جعل الاهتمام النقدي منصبًّا على غرض المديح وأدبائه، والانصراف عن غايات الأدب الأخرى.
واستشهد الحياري، في الجلسة التي أدارها عضو المجمع الدكتور سمير الدروبي، بعدد من الحوادث والحوارات والآراء الأدبية القديمة التي فصلت بين المديح والغايات الأدبية الكتابية الأخرى، معتبرًا أن المقامات لم تحظ باهتمام عال في نظرية الأدب عند العرب.
وفي ورقة قدمها الدكتور فايز القيسي في الجلسة ذاتها، بشأن أدب المنامات، بعنوان "جماليات الخطاب السردي في منامة بهاء الدين الإربلي"، قراءة في التشكيل اللغوي، تناول القيسي فيها المنامة المشار إليها بدراسة مستفيضة، مبينا أن الإربلي استخدم طيف المحبوبة موضوعًا له وهو أول استخدام للطيف في النثر خارج نطاق الشعر.
وذهب الدكتور القيسي إلى أن الإربلي وإن كان استخدم الإيقاع والانزياح والتصوير والمجاز وغيرها؛ من الظواهر التي تكسب الكلام شعريته، وتقرب المسافة بين الشِّعر والنثر، ما جعل خطابه النثري قريب من المنظوم، إلا أن هذا لم يخرجه عن خصوصيته العامة، أو يلغي انتماءه إلى جنس أدبي معروف هو السَّرد.
وفي الجلسة الثانية التي حملت عنوانا "الزرزوريات والمناظرات" ضمن المحور الرابع للمؤتمر، وترأسها الدكتور إبراهيم السعافين، قدم الدكتور إبراهيم الياسين من جامعة الطفيلة التقنية بحثًا تناول فيه ملامح الشعرية في المناظرات الأندلسية، مستشهدًا بمناظرة أبي بحر صفوان بن إدريس بين مدن الأندلس.
‎وهدف البحث المقدم إلى دراسة الشعرية في المناظرات الأندلسية، بوصفها ظاهرة أسلوبية لها عناصرها، تسهم في تشكيل البنية اللغوية والدلالية في النص، وتساعد في نقل أحاسيس الكاتب ومشاعره، والتعبير عن آرائه وأفكاره.
وفي بحث قدمه الدكتور خليل عودة من جامعة النجاح الوطنية في فلسطين (عن بُعد)، بعنوان: "السرد الثقافي في نماذج من رسائل الزرزوريات".
‎ والزرزوريات من الآداب التي ظهرت في الأندلس، وهي تعكس بحسب الباحث وضعا خاصا بالأدباء ذوي المواهب الخاصة، الذين لايعترف بهم، ولا تقدر مواهبهم في مجتمعهم.
‎ورأى عودة أن سبب تسمية هذه الرسائل بالزرزوريات؛ لأنها تحمل دلالات رمزية تجمع بين طائر الزرزور المعروف بحركته وتنقله الدائم في البحث عن الرزق، وبين شخصيات الرسائل الذين يؤدون دورا مشابها في حركتهم وبحثهم عن موارد الرزق.
كما قدمت الدكتورة عائشة الشامسي من الإمارات العربية المتحدة، بحثا معنونا بـ"البنية الحجاجية في فن المناظرة بين الرجل والمرأة في العصر الأموي.. مناظرة معاوية بن أبي سفيان وسودة الأسدية أنموذجا".
ومصطلح الحجاج من الحُجة، وهي وسيلة للإقناع، يستخدمها المتحاورون، إذ استخدمت الدكتورة الشامسي المناظرة المذكورة، للتعريف بهذا الأدب وتطوره منذ نشأته في العصر الأموي وآلياته اللغوية والبلاغية وشبه المنطقية للتأثير في المتلقي وإقناعه، مشيرة إلى أن المناظرات لها مفهوم واسع وخصب للدراسات والبحوث التي يحتاجها هذا النوع الأدبي.
وفي الجلسة الثالثة، التي ترأسها الدكتور محمد عصفور، ضمن المحور الخامس للمؤتمر بعنوان: "الأمثال والحكم والوصايا"، قدمت الدكتورة ثناء عياش والدكتورة خلود العموش من الجامعة الهاشمية، بحثًا مشتكرا معنونًا بـ:"الفاعلية التواصلية للخطاب في أدب الوصايا عند العرب: وصية أكثم بن صيفي لبني تميم نموذجًا".
وذهب البحث الذي قدمت عرضًا عنه الدكتورة العموش إلى أن خطاب المعمرين الحكماء الذين يتركون وصايا لمن بعدهم تقوم على ذكر الحقائق الثابتة في الحياة، لذلك يعتمدون على الجمل الخبرية غالبًا، ويوظفون الجمل الفعلية في وصف المواقف التي تحتاج إلى اتخاذ موقف من المتلقي في سياقات بعينها، كما يختارون الفواتح الملائمة لضمان إقبال المتلقي ولتوضيح غرض الخطاب، كما يستعينون بالجمل القصيرة المكثفة، التي تأتي على صورة ومضة دالة، مجبولة بالصورة الاستعارية التي يرسمها المثل على شكل حكمة تمتاز بالتأثير.
وقدم الدكتور خالد اليعبودي من جامعة الشارقة في الإمارات العربية المتحدة بحثًا بعنوان: "الثراء الدلالي بالأمثال والأقوال السائرة المدونة بكتاب ثمار القلوب في المضاف والمنسوب للثعالبي"، أكد فيه، أن الغرض من اللجوء إلى الأمثال والأقوال السائرة هو التكثيف الدلالي الذي يتجلى في تنوع المعنى وعمقه مع اختزال العبارة من زاوية الكمّ اللفظي، وأن الأمثال ترد بأشكال متعددة من الاستعمالات المعجمية والخطابية، وتغدو في الكثير من الأحيان مولّدة للتسميات والاصطلاحات في مجالات دلالية محددة.
وذهبت الدكتورة ليديا راشد من جامعة فيلادلفيا، في بحث قدمته بعنوان: "الحكايات على ألسنة الحيوان بين ابن المقفع وإخوان الصفا، مقاربة أسلوبية"، إلى أن ازدهار هذه الحكايات عربيًا أدى إلى إغناء فن النثر العربي، لتصبح هذه الحكايات مصدرًا غنيًا بأساليب السرد ونمطًا أدبيًا لامعًا له خصائصه الجمالية المعروفة، مشيرة بهذا الصدد إلى أن ازدهار فنون النثر في العصر العباسي أدّى إلى تطور السرد في فن الحكاية، وذلك بسبب متغيرات الأحوال الاجتماعية والسياسية ووفرة النزاعات المذهبية التي فرضتها الاختلافات الفكرية، الأمر الذي قاد تلقائيًا إلى تطور الأساليب، واللجوء إلى التواري عبر طرائق التعبير الرمزي والكتابة المقنّعة، وذلك على غرار ما ورد في رسائل إخوان الصفا وخلان الوفا من مشاهد درامية.
--(بترا)

مواضيع قد تهمك