الأخبار

د . قشوع : الرياح قادمة كما تشتهي السفينة

د . قشوع : الرياح قادمة كما تشتهي السفينة
أخبارنا :  

د . حازم قشوع :

على الرغم من رؤية الرئيس بايدن الواضحة حيال المنطقة والية ترتيبها الا ان اجندة تل ابيب مازالت تعارضها بل وتقوم بعرقلة مجهودات الاستقرار المركزي للقضية الفلسطينية وتعمل على عرقلة الجهود الرامية للوصول الى اتفاقية مصرية سودانية اثيوبية حيال سد النهضة وكما تقوم بعرقل الجهود المبذولة في فيينا للوصول الى تفاهمات حيال الملف النووي الايراني وهذا ما يجعلها تقوم بدور محراك الشر في المنطقة، الامر الذي جعل من وزير الدفاع الامريكي لويد اوستن يقوم بزيارة الى تل ابيب تحمل رسالة مهمة للقيادة الاسرائيلية تطال حراكها وطبيعة تحركها في المشهد العام الذي يتوقع في حال استمرار انجرار المنطقة الى منزلقات خطيرة، وهو ما جعل بعض المحللين يصفون هذه الرسالة برسالة تحصين الملف المركزي الفلسطيني في المنطقة كما الملف المصري وكما ملفات اقليمية اخرى يعول عليها لتكون مشاركة في ترسيم المشهد القادم .
نتنياهو الذي مازال يحلم بتفيذ صفقة القرن استفاق من حلمه على واقع جديد لم يحقق له شيئا فعليا سوى صفقات نقل الاموال التي يقوم بها بهدف استثمارها في بيوت استثمارية عاملة وقادرة على الاستيعاب فوجد ضالته في بعض العواصم في المنطقة اما في الاتجاه السياسي فلقد اصحبت الاجواء المصاحبة لصفقة القرن اجواء باردة غير مناسبة للعمل مما ادى الى توقف العمل ببرنامجها نتيجة تغير بيت القرار في واشنطن وعدم وجود دعائم ضاغطة تحقق عناصر الاستجابة للاطراف الرئيسية في المعادلة يقوم نتنياهو الان بتصدير ازمته الداخلية في تشكيل الحكومة الى الفضاء الاقليمي عله يظفر برافعة تدعم تمكينه على سدة الحكومة الاسرائيلية وهذا ما يجعله يقوم بافعال استخبارية وعملياتية لا تخدم المنطقة ولا حالة الاستقرار فيها بقدر ما تخلصه من مسالة الدوران في الساقية الانتخابية التي مازال يستخدمها للخلاص من نهايته السياسية .
وقد يكون ليس من صالح تل ابيب السير وفق خطى نتياهو الذي يتوقع ان ينهي سيرتة وتنتهي مسيرته في ظل عدم ادراكه للمستجد المؤثر على واقع المشهد العام، وفي ظل حالة التبدل التي تسود مراكز الاعتماد الامني والعسكري في المنطقة، فان البيت الابيض بات يمتلك خيارات اخرى قد لا تشكل اسرائيل محورها بقدر ما قد يؤول بها الدور باتجاه وظيفي يخدم تطلعاتها في الامن والاستقرار لكنه لا يخدم تطلعاتها في ترسيم النفوذ والسيطرة فان برنامج العمل القادم كما هو متوقع سيجعل من اسرائيل دولة طبيعية في المنطقة لكن ذلك لن يؤهلها لتكون في دور الصدارة تاخذ زمام القيادة كما كانت تامل ان تكون وهذا ما قد يجعلها تنال صفعات سياسية من اطراف عديدة في حال عدم قبولها بالبرنامج وفي دورها الوظيفي القادم كان اخرها في اربيل والخليج كما يصف ذلك بعض المتابعين، فالبرنامج تقوده واشنطن وليس تل ابيب وهذا ما يجب ان يكون معلوما وواضحا.
وفي انتظار انقشاع ضباب الوباء ودخول المنطقة ومجتمعاتها في مرحلة الانعاش المعيشي والحراك الاقتصادي في الصيف القادم كما توقع البعض، فان الاجتهادات الذاتية في ظل هذه الاجواء قد لا تكون مناسبة او مطلوبة لان الحركة الذاتية قد تضعف الحوامل الوظيفية، وهذا غير مفيد لذا فان التمتع في المشاهد مع بعض الاحتراز قد يكون خيرا من العمل دون بوصلة اتجاه، فان الرياح تبدو قادمة كما تشتهي السفينة. ــ الدستور

مواضيع قد تهمك