ا. د. محمد طالب عبيدات : الأردنيات حرائر الإستقلال

معالي الدكتور محمد طالب عبيدات
وزير الأشغال العامة والإسكان الأسبق
رئيس جامعة جدارا السابق
ونحن نحتفل بعيد إستقلال المملكة الأردنية الهاشمية الذي صنعه الهاشميون الأطهار ومن خلفهم الأردنيون الشرفاء كمشروع نهضوي لدولة عصرية؛ ليس فقط في عدم التبعية للأجنبي فحسب بل تعزيز نهج الاستثمار بالإنسان الواعي والمدرك والمتعلّم؛ وترسيخ العدل والمساواة والمواءمة بين الديمقراطية والأمن؛ وإحترام الإنسان وكرامته وحريته المسؤولة؛ وتأطير القيم الأصيلة والإعتزاز الوطني وغيرها.
لعبت المرأة الأردنية دورًا مهمًا في مسيرة استقلال المملكة، من خلال مشاركتها في النضال الوطني والدعم المجتمعي. بعد الاستقلال، واصلت دورها الريادي في بناء الدولة، فساهمت في التعليم، والصحة، والسياسة، والعمل العام، وأثبتت قدرتها على القيادة والمشاركة في التنمية الوطنية المستدامة وتربية الجيل صوب حياة مستقرة وهانئة.
وأرى في حرائر الأردن النشميات وبجانبهن الرجال الأشاوس النشامى نموذجاً يحتذى للوقوف خلف القيادة الهاشمية دعماً لهذه التوجهات السديدة التي تعنى بالإنسان المبدع والمتميز والتي تحافظ على الجبهة الداخلية المتينة والوحدة الوطنية الراسخة.
والدتي العزيزة آمنة قاسم عبيدات 'أم محمد' وزوجتي الغالية حكمت حمزة عبيدات 'أم بهاء' كباقي النساء الحرائر من الأردنيات النشميات ساهمن بقوّة في تمكين الجيل والشباب كجهد جمعي مترادف خدمة للوطن ونهج الإستقلال؛ فقدّمن الشباب والصبايا المؤمنين بقدسية تراب هذا الوطن والمنتمين له حتى النخاع والممتلكين للقيم والأخلاقيات الراسخة حفاظاً على هويتنا الوطنية وسيادتنا على أرضنا.
فقد ساهمن في تقديم ما يربو عن خمس وستين من الأبناء والأحفاد من الجامعيين من حملة الشهادات العليا من الدكتوراة والماجستير والبكالوريوس في تخصصات الطب والهندسة والصيدلة والعلوم الطبية والإنسانية والتربويّة والإجتماعية والحاسوب وتخصصات العصر وغيرها؛ في مختلف القطاعات المدنية والعسكرية والقطاع الخاص؛ في مختلف المسؤوليات السياسية والإقتصادية والإدارية والتربوية والقانونية والطبية والأسرية والمهنية وغيرها؛ وطبعاً كل بيوت الأردنيين والأردنيات مناجم للتعليم والإبداع؛ ونظراً لإيمان الدولة الأردنية بالتعليم كسلاح لولوج الألفية الثالثة وليكون ذلك التطبيق العملي والواقعي على الأرض لروحية العطاء للوطن وحفاظاً على مكتسبات إستقلاله؛ ليمتلكوا جميعاً روحية العطاء والإنتاج والتميز والإبداع على سبيل خدمة الأردن وقيادته الهاشمية ومؤسساته العسكرية والأمينة والمدنية؛ ولسان حالهن يقول 'العلم يبني بيوتاً لا عماد لها- - والجهل يهدم بيوت العزّ والكرم'.
الأردنيات الأحرار في ظل تمكين المرأة والشباب كنّ حصان طروادة لبناء الأردن النموذج؛ وكنّ النشميات اللواتي حافظن على الهوية الوطنية الأردنية؛ وكنّ مصنع الرجال ومنجم الإبداع ومدرسة العطاء وجامعة الأخلاق والقيم؛ وكنّ الصابرات والمرابطات والمحتسبات والمنتجات والمتعلمات والمربيات والعاملات والقائدات والسياسيات والقاضيات والمديرات والنائبات والموظفات والوزيرات والمزارعات وغيرها؛ وذروة سنام كل شيء تربية الجيل الصالح والمواطن الفاعل والمنتمي لوطنه؛ وهذا يشكّل قمّة التمكين للمرأة التي نعتز بها من سويداء قلوبنا.
عيد إستقلالنا المجيد والمبارك هو ثمرة كفاح قيادتنا الهاشمية المظفرة ومن خلفهم الأردنيون والأردنيات النشامى؛ وما إستقرار الأردن وأمنه في ظل إقليم شرق أوسط ملتهب إلا دليل على حكمة ومهارة ووزانة ربّان سفينتنا وقائدنا المفدّى جلالة الملك المعزز عبدالله الثاني إبن الحسين وولي عهده الأمين سمو الأمير الحسين إبن عبدالله حفظهما الله تعالى؛ وصلابة مؤسساتنا العسكرية والأمنية والمدنية ونسيجنا الإجتماعي ووحدتنا الوطنية وجبهتنا الداخلية المتينة؛ ليكون الأردن وبإعتزاز دوماً شمساً مضيئة وقمراً ساطعاً في سماء العالم أجمع.