محمد داودية يكتب : محاولةٌ فاشلة لخدش الوحدة الوطنية !!

كما هو متوقعٌ، وليس أي متوقعٍ غيره، ألقى الأمنُ العام القبض على ثلاثة أحداث من جنسية عربية ظهروا في شريط يشلعون العلم ويرمونه أسفل الجسر.
الأمنُ العام المحترف، لم يتوقف يومًا عن القبض على مخالفي القانون، حتى الجرائم الغامضة التي مرت عليها سنوات وعقود، فكفك شيفراتِها المعقدةَ، ووضع مقترفيها في الأغلال وخلف القضبان !!
يعوزنا بعض التريث.
بعض الصبر.
والتبيّن، الذي حضّنا ربُّ العزة على عدم اجتنابه حين أمر: {فتبينوا...}.
ذهب بنا التسرعُ -ولا شئ سوى التسرع- إلى الانغلاق، وإلى التوقف عند احتمالٍ واحدٍ أحد، هو الأصول والمنابت، في حين ان المنطق، حتى الصوري منه، يدعونا إلى طرح مختلف الاحتمالات، وثَمَّ، انتظار دور الأمن العام، الذي لا يشك أحدٌ في قدراته، الذي نطمئن تمام الاطمئنان إلى أنه "سيجيبها" وقد جابها !!
لا أخفيكم، أن من شلعوا الأَعلام شلعوا قلبي !! حزنت، كما حزنتم، وحاولت أن "أَتَمَقّلَ" صورَ الأولاد الأوغاد، الذين يشلعون الأعلام، وهم لا يدرون لغفلتهم أنهم لن يودوا بالإبل !!
حاولت أن أدقق في أشكالهم متوقعًا ومتمنيًا أن يكونوا قُصّرًا !!
طالت وحدتَنا الوطنية بعضُ الطراطيش لا شك، وهي بلا شك أيضًا أكثر جسامة من فعلة الأحداث الجهال الذين مسّوا علمنا.
ولا أخفيكم أيضًا، أن علمنا الحبيب ناله ظلمٌ فادحٌ فاضحٌ، طيلة أيام المظاهرات والمسيرات المنتصِرة لغزة، التي زادت على 600 يوم.
كنا نرقب تغييب علَمنا وصورَ سيدنا، ونستاء ونغضب على الشعارات الشعبوية، التي أرادت أن تصوّر الأردن ساحةً خلفية، لا بل أمامية،
لحركة حماس وحزب الله والجهاد والجبهة الشعبية، وللملثم المذيع أبو عبيدة، من نمط "كل الأردن حمساوية" و"إحنا رجال محمد ضيف" ... !!
لقد تم التجاوزُ على الهوية الوطنية الأردنية، التي هي هوية إنسانية قومية تقدمية منفتحة، معادية للصهيونية والاستعمار والتمييز بكل أشكاله.
جرت محاولةٌ عَرَضيةٌ فاشلة لخدش الوحدة الوطنية، سيفنا الفولاذي المسقي. التي هي مصالح عليا وأمن وحرية وديمقراطية واستقرار واستمرار، وأكثر أسلحة الأردن مضاءً على مر العصور !! ــ الدستور