الأخبار

د. جورج طريف : ذكرى الاستقلال ويوم الجيش

د. جورج طريف : ذكرى الاستقلال ويوم الجيش
أخبارنا :  

بكل معاني الفخر والاعتزاز يحتفل أبناء الأسرة الأردنيّة الواحدة في الخامس والعشرين من شهر أيار الجاري بالذكرى ال79 لاستقلال المملكة الأردنية الهاشمية ويوم الجيش يحدوهم الأمل بمستقبل مشرق ومزدهر، مُستذكرين أسمى معاني التضحية والوفاء والانتماء لوطنهم، بما تحقّق من منجزات أعلت من شأنه ورسّخت من مكانته بقيادة الملوك الهاشميين ابتداء من الملك الشهيد عبد الله الأول بن الحسين ومن بعده الملك طلال بن عبدالله والملك الحسين بن طلال طيب الله ثراهم وصولا إلى جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه.

وفي هذا اليوم الوطني الأغرّ، يُواصل الأردنيون مسيرة العمل والريادة والإنجاز، والإصرار على البقاء نموذجاً للدولة الحضارية، التي تستمدّ قوتها من تعاضد أبناء شعبها وثوابته الوطنية، والمبادئ والقيم الراسخة التي حملتها رسالة الثورة العربية الكبرى بقيادة الشريف الحسين بن علي طيب الله ثراه، التي كان الأردن وما يزال وسيبقى وريثها السياسي وحامل مبادئها، مُتحمّلين مسؤولياتهم تجاه وطنهم والذود عن حماه، وصون مكتسبات استقلاله بعزم وثقة واقتدار.

وتأتي احتفالات المملكة بهذه المناسبة الخالدة خلود الوطن هذا العام مع السنوات الأولى من المئوية الثانية من عمر الدولة الأردنية، إذ يواصل أبناء وبنات الوطن العمل في مسيرة الإصلاح الشامل والبناء والتقدم التي انتهجها جلالة الملك عبدالله الثاني، مُتطلّعين بعزم وإرادة إلى المزيد من العطاء في مجتمع تسوده الديمقراطية والعدالة واحترام حقوق الإنسان وسيادة القانون، وتحقيق الاعتماد على الذات للوقوف أمام مختلف التحديات وتجاوزها، وصولاً لمستقبل أفضل.

ويؤرّخ يوم الاستقلال في ذاكرة الوطن، يوماً مشرقاً زاهياً توّجت فيه مسيرة عطاء وكفاح، بدأت منذ مطلع عشرينيات القرن الماضي، مُسيّجة بالإيمان والوفاء والمحبة بين أبناء الوطن، والإصرار على تنسّم الحرية التي لاحت بشائرها منذ قدوم الأمير العربي الهاشمي، المغفور له عبدالله بن الحسين إلى عمان عام 1921م، حين التف الأردنيون حول قيادته لتكون البداية المؤزرة في بناء الدولة الأردنية الحديثة، بإعلان قيام إمارة شرق الأردن، فيما نهض الأردنيون بمسؤولياتهم لتحقيق الاستقلال التام بثقة وإيمان عميقينفي الخامس والعشرين مكن أيار عام 1946م.

ورغم الظروف الاستثنائية التي مر ويمر بها وطننا الغالي من حروب ونكبات وكوارث وما تحمله من أعباء جراء ما يشهده الإقليم من تطورات مع استمرار العدوان الوحشي الاسرائيلي على قطاع غزة، إلا أن المواطن الأردني قد تصدّر جميع الأولويات الوطنية، واستندت الدولة الأردنية على مدى 78 عاماً الماضية، إلى قواعد راسخة في الإصلاح والعدالة والعيش المشترك وقبول الآخر والتكاتف والعمل، لتحقيق التنمية الشاملة والعيش الكريم لأبنائها، كما أرسى المغفور له بإذن الله، الملك عبدالله الأول المؤسس قواعد إنشاء دولة المؤسسات، أسندها المغفور له بإذن الله الملك طلال بن عبدالله بدستور حضاري، ورفع بنيانها وزاد من شأنها باني نهضة الأردن الحديث، المغفور له بإذن الله، جلالة الملك الحسين بن طلال، طيب الله ثراهم.

وفي ذكرى الاستقلال ويوم الجيش، الذي نتفيأ ظلالها هذه الأيام يُثبت الأردن بحكمة قيادته الهاشمية ووعي شعبه العظيم، أنه يسير على درب واضح نحو المستقبل المشرق، رغم ما يحيط به من أزمات وما يواجهه من تحديات، عبر إيمانه المطلق بقدرته على تحويل هذه التحديات إلى فرص يمكن استغلالها، والمضي بتقدم وثبات نحو تحقيق مستقبل أفضل بالمجالات كافّة.

استقلال الأردن ويوم الجيش مفخرة وطنية ومناسبة عزيزة وغالية على قلب كلّ أردني وعربي حر... حفظ الله اردننا الغالي... وحفظ لنا قيادتنا الهاشمية وكل عام وشعبنا وجيشنا بألف خير.

tareefjo@yahoo.com

مواضيع قد تهمك