محمد داودية يكتب : فتحُ الحدود (2)

فتحُ الحدود الأردنية يعني بكل دقة ووضوح: خوض الحرب مع الكيان الإسرائيلي، والحرب مرتعها وخيم، ولن يكون دعاة فتح الحدود من ضحاياها !!
فهل كان مجاهدو البكبات، الذين يهتفون بفتح الحدود، يعرفون إلى أين تجر مطالباتهم ؟!
لم تكن هتافات فتح الحدود بريئة !!
أغلق وكلاء إيران في لبنان، جماعة الممانعة ووحدة الساحات، الحدودَ التي فتحوها، بعدما جرّ فتحُها، أهوالًا تمثلت في سحق قرى جنوب لبنان، سحقًا يشبه سحق قطاع غزة، وبعدما أصبحت ضاحية بيروت الجنوبية، يبابًا وخرابًا.
أغلق حزب الله الحدود، بعدما مزق اختراقُ البيجرات، أسرارَه وهيبته وصورته، فتوقف الهبد والجبد والخرط والمعط والمزاعم والتهديدات التلفازية، وخاصة التهديد بحرق إسرائيل، وقصف ما بعد بعد حيفا !!.
فتح حزب الله الحدود وأغلقها، بعدما قتل العدو الإسرائيلي 3000 لبناني، وأوقع 13500 جريح، وتسبب في نزوح 1.4 مليون جنوبي.
فتحوا الحدود فدمر جيش الكيان الإسرائيلي 37 بلدة في جنوب لبنان، وأكثر من 40 ألف وحدة سكنية.
اليوم، يفتح الحوثيون «الحدود الجوية» مع الكيان الإسرائيلي، بصواريخ بالستية تديرها
الوحدة 6000 من فيلق القدس.
فتح الملالي هذه الحرب العبثية لرفع سعرهم ومركزهم التفاوضي، لا كما يزعمون، لرفع السيف الإسرائيلي عن العنق الفلسطيني !!
يخشى المشغّل الإيراني إطلاق الصواريخ من بلاده، كي لا يتعرض إلى رد مفرط، فيهربها إلى اليمن ليطلقها الوكلاء الحوثيون، ولتصبح جزءًا من أوراق القوة التفاوضية الإيرانية، بعدما أصبح شبه مستحيل تهريبها إلى حزب الله اللبناني عبر سورية، وعبر الموانئ اللبنانية التي كان حزب الله يسيطر عليها ويديرها ويبيض منها أموال مخدرات ماهر وبشار الأسد.
لقد أدى إطلاق الصواريخ الحوثية إلى تدمير منجزات اليمن خلال خمسين عامًا بيوم وليلة.
تم تدمير مطار صنعاء، وتدمير الطائرات اليمنية المدنية على أرض المطار، وتم تدمير ميناء الحديدة تدميرًا كليًا، وتدمير مصنع أسمنت باجل، ومصنع أسمنت عمران، ومحطة كهرباء حزيز، ومحطة كهرباء ذهبان، وميناء رأس عيسى.
وحدث ولا حرج عن ضحايا القصف الإسرائيلي. المهم أن حفرة غلاف مطار بن غوريون كانت كبيرة. ــ الدستور