الأخبار

خلدون ذيب النعيي : شبهتك بعجلون وبالثلج الأبيض على حرمون وحوارات وطن

خلدون ذيب النعيي : شبهتك بعجلون وبالثلج الأبيض على حرمون وحوارات وطن
أخبارنا :  

كلمات معبرة تملأها العزة والنقاء قالتها السيدة فيروز في احدى مقاطع مسرحية بترا حيث تخاطب الملكة النبطية زوجها الحارث الرابع في أتون معاركه مع الرومان الذين وجدوا في دولته تهديداً لنفوذها الشرقي في وقت امتدت فيه دولة الانباط من الفرات وحلب شمالاً الى مصر والحجاز جنوباُ، عجلون مثلت بكلمات الرحابنة عزة العلو والعطاء بزيتونة وزيته فيما مثل حرمون وهو التسمية الآرامية لجبل الشيخ النقاء والبياض في ثلوجه المكللة للحيته، وعجلون وحرمون تجمعهما القداسة الدينية ان علمنا ان عجلون هو اسم لراهب آرامي مشهور فيما حرمون هو مسكن الآلهة الكنعانية ويشرف على مساحات واسعة من شمال ووسط الاردن حتى جبال البلقاء وعمان، وما زال البعض شعبياً ان أراد وصف انسان بطيبه وكرمه يقول عنه رايته بيضاء وعالية بعلو جبل الشيخ.
تطرق السيد احمد الكركي المختص بالهوية الوطنية بهذا المقطع الفيروزي خلال مداخلته في فعالية حوارات وطن التي اقامتها الجامعة الهاشمية وجمعته مع صانع المحتوى التراثي محمد العجارمة والمغامر السياحي حسام عودة، الكركي اشار ايضاً الى جلعاد والحسا ومؤاب وعمون وبطن الغول وجدارا وجرش وبيلا وام الجمال كمشاعل حضارية يجهلها كثير من شبابنا تؤكد عمق وتاريخ الاردن وحواضره في تاريخ المنطقة والعالم ككل، فعلاوة على مساحة الدولة النبطية وعمون ومؤاب فالكثير لا يعلم ان ابرشية ام الجمال كان يتبع لها فيما مضى دمشق وتبوك والغساسنة، مثل هذه المعلومة غائبة عن شبابنا ومثلها الكثير الذي يقع على عاتق الجامعات ومؤسسات الوطن المعنية توضيحها لهم.
لنكن واقعيين في أن هنالك حملة قائمة لذبذبة تواصل شبابنا مع تاريخ وطنه وثقافته وتراثه واساس الحملة الاشارة لشبابنا ان الاردن طارئ على التاريخ والجغرافيا وليس بعيداً عن ذلك ما اشار اليه وزير الدولة لشؤون الاعلام الدكتور محمد المومني خلال محاضرته الأخيرة في معهد الاعلام الاردني من وجود جهاد خارجية تحاول العبث بالراي العام الاردني وتوجيهه، فالكثير من الشباب لا يعرف عن تواريخ الاستقلال وتعريب قيادة الجيش علاوة عن قيمتهم التاريخية بل وقد يسمع عن وصفي التل وفراس العجلوني وحابس المجالي ولا يعي دورهما السياسي والعسكري في تاريخ الاردن، وما نشهده حالياً وفي خضم الاحداث الاقليمية الحالية من استهداف لدور الاردن السياسي وتضحيات شعبه وقيادته وجيشه في سبيل الحفاظ على فلسطين وشعبها ليس عن ذلك كله ببعيد.
حسناً فعلت الجامعة الهاشمية بتنظيم هذه الحوارية التي نحن بحاجة اليها في هذا الوقت، فقد استطاعت الجامعة من خلال ضيوفها المحاورين المزج بقالب جميل ومفيد بين اصالة تراثنا وثقافتنا مع العصرية التي يعيشها شبابنا وبشكل كان قريباً من فكرهم بعيداً عن الرتابة التقليدية في الحوارات التي لم تعد ذات جدوى لدى هولاء الشباب، وهي هنا جمعت بين عفوية لهجة العجارمة البدوية الاردنية مع عصرية لباس احد المحاورين العصرية الذي يلبس الجينز ويضع القمطة الدارجة بين شبابنا على رأسه وبشكل يوضح ان التراث والاصالة والعصرنة بالحياة واللباس لا يتعارضان، عميد شؤون الطلبة الدكتور باسل المشاقبة طبتم وطابت افكاركم الرائعة المميزة.. أقولها بلسان كل من حضر الحوارية شاكراً : عافاك انت وفريقك العامل فقد كان التفاعل رائعاً ومفيداً بين المحاورين وجمهورهم الشباب.

مواضيع قد تهمك