الأخبار

فارس الحباشة : هل فجرت إسرائيل مرفأ «بندر عباس»؟

فارس الحباشة : هل فجرت إسرائيل مرفأ «بندر عباس»؟
أخبارنا :  

المفاوضات الإيرانية/الأمريكية وصلت إلى المرحلة الرابعة، وتجري المفاوضات بسلاسة غير متوقعة. وأوقفت دبلوماسية الظل قرع طبول الحرب حول إيران. وهذا ما يستشف من تعليقات وتقارير أمريكية. إيران في حالة انكفاء جيوسياسي، بعدما تعرضت إلى سلسلة صدمات كارثية في الإقليم.

يبدو أن هناك رغبة إيرانية لاحتواء وامتصاص أي ضربة عسكرية أو تصعيد عسكري. إسرائيل لديها رغبة في جر أمريكا إلى حرب كبرى ومواجهة عسكرية مباشرة مع إيران. وفيما يحاول ترامب التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران يحمل بصمته وتوقيعه. ترامب، وإن كان يتعامل بعنجهية وديكتاتورية مع المنظمات الدولية الكلاسيكية، إلا أنه يطمح إلى أن يتقلد جائزة نوبل للسلام. انفجار مرفأ «بندر عباس» يحمل بصمة إسرائيلية، وذلك من أجل إرغام إيران على التصلب في الموقف والانسحاب من مفاوضات النووي. وبعد تفجير مرفأ بندر عباس، وبعد حوالي ساعة، أعلن الجيش الإسرائيلي أن لا علاقة له بالتفجير.

وجاء توقيت التفجير في يوم حاسم مع انطلاق الجولة الرابعة في مسقط لمفاوضات النووي الإيراني.

وما وراء التفجير، رغبة إسرائيلية لوضع المرفأ المتفجر على طاولة المفاوضات، والضغط على إيران، والقول بكلمة عسكرية وعملية التفجير إن إسرائيل حاضرة وليست بعيدة عن مفاوضات النووي.

وهي رسالة مشفرة إلى طرفي المفاوضات الإيرانيين والأمريكيين، والقول إن إسرائيل ليست بعيدة، وقادرة على تعطيل مسار التفاوض النووي، إن لم يؤخذ في عين الاعتبار شروطها وما يناسبها في الاتفاق المزمع إبرامه. أجواء المفاوضات، ودخلت المرحلة الرابعة، إيجابية. وكلا الطرفين الأمريكي والإيراني تحدثا عن تقدم إيجابي في المفاوضات.

إسرائيل ترغب استراتيجيا في تدمير النووي الإيراني، سواء بتوجيه ضربة عسكرية مدمرة للمنشآت النووية أو بالتوصل إلى اتفاق ضاغط على إيران لتفكيك البنى التحتية للسلاح النووي.

وأمس، أكد نتنياهو في خطاب ألقاه في القدس على تفكيك البنى التحتية للنووي الإيراني، وقال إنه يجب أن تكون إيران غير قادرة على تخصيب اليورانيوم. وهدد بتدمير المنشآت النووية، وإعادة إيران عشر سنوات إلى الخلف، بعدما ظنوا أنهم اقتربوا من تصنيع السلاح النووي. وأضاف نتنياهو أنه تم قلب الطاولة على إيران وتقويض كثير من تهديداتها لنا في المنطقة. وأشار إلى أن «إسرائيل» حطمت المحور الإيراني، لكن ما زال أمامنا الكثير ننجزه، وأكد أننا لن نقبل بتسوية ملف إيران النووي إلا على الطريقة الليبية.

والطريقة الليبية، يبدو أن إيران ترفضها. فعندما تخلى القذافي عن كل ما لديه من بنية تحتية لصناعة السلاح النووي، ودعا أمريكا إلى تفكيكها وأخذها كما تشاء، وهذا ما حصل. وبعد أن جردت القذافي من قوته وسلاح الردع، غزت قوات الأطلسي ليبيا وأسقطت حكمه.

خطاب نتنياهو في القدس شبه اعتراف وتحمل مسؤولية العدوان على مرفأ بندر عباس. وهي ردود فعل إسرائيلية ورغبة في صناعة اختناق إقليمي قد يجر أمريكا إلى حرب كبرى.

وفي الأيام الأخيرة عاد نتنياهو إلى توسيع دائرة جبهات القتال والعدوان، من الغارة على الضاحية الجنوبية في بيروت، إلى تفجير مرفأ عباس في إيران، وتوسيع العدوان الأمريكي على اليمن، والتصعيد العسكري الجنوني في العدوان على غزة.

مواضيع قد تهمك