الأخبار

أ. د. وائل عبد الرحمن التل : يوم تأسيس المَملكة العربيّة السّعودية

أ. د. وائل عبد الرحمن التل : يوم تأسيس المَملكة العربيّة السّعودية
أخبارنا :  

نحتفلُ باعتزازٍ وفخرٍ بالمناسبات الوطنيّة للمَملكة العربيّة السّعودية احتفالُنا بالمناسبات الوطنيّة لمملكتنا نظراً للعلاقات الأخويّة بين القيادَتين الحكيمتين، ولطبيعة العلاقات الاستراتيجيّة بين المملكتين، وللامتداد القَبَلي والعشائري، وللعلاقات الاجتماعيّة الوطيدة التي تربِطُ بين الشّعبين نَسَباً وصِهْراً وصَداقةً.
ومن المناسبات الوطنيّة التي تحتفلُ بها المَملكة العربيّة السّعودية هذه الأيام «يوم التّأسيس»، تأسيس الدولة السّعودية الأولى عام 1727م، وعاصمتها «الدِّرعِيّة»، ووَسْمُه «يوم بَدينا»، وهو يومٌ يرمِزُ إلى ثلاثة قرون من العمق التاريخي والحضاري والثقافي للدولة، ويعبّر فيه السّعوديون عن اعتزازهم بجذور دولتهم الرّاسخة، وبما أرْسَته من دعائم الاستقرار والأمن، وبما حقّقته من الوحدة الوطنيّة، وباستمرار البناء والتنمية، وبإنجازات ملوكهم، وبارتباطهم الوثيق بقادتهم.
ما يُعجبني في قصّة التّأسيس شمولية القصّة، وتفاصيل الاحتفال، بِدءاً من شِعار يوم التّأسيس، ورمزِه، وخَطِّه، مروراً بنَخْوة العوجا، والعَرْضَة، والمَجلِس، والمرأة، والأطعمة، والأزياء والمنسوجات، والفنّ وأدواته، والطّراز المعماري للمساكن والقصور والحُصون والمساجد، والرّاوي والرّواية، والأرض؛ فمثلاً، يُحتَفلُ في يوم التّأسيس بشعاره ورمزه وهو «العَلَم السّعودي، والنَخْلة، والصّقر، والخَيل العربيّة، والسّوق»، وبخَطِّه، وهو من نَمط الخَطّ التاريخي الذي كُتِبَت به إحدى المخطوطات التاريخية التي تؤرّخ أحداث الدولة السّعودية الأولى، وبنَخْوَةِ العُوجا، وهي النداء الذي يَبثُّ الحماسَ والفخرَ وروحَ الانتماء للوطن، وبالعَرْضَة، وهي في طريقة أدائها بإظهار الكثرة العددية أمامَ الأعداء وبأصوات قَرْع الطّبول وبترديد القصائد الحماسية تُعَدُّ قوّة دافعة للصّمود والتّصدي وإخافة الأعداء، وقوّة دافعة لبثّ روح الحَماسة ورفع الرّوح المعنويّة والحَميّة والشّجاعة في نفوس المقاتلين، وقوّة دافعة للاعتزاز بالنّصر وللابتهاج به بِفَخْر.
كما يُحتفلُ في يوم التّأسيس بالمَجلِس، لما يُمثّلُهُ المَجلِسُ من رمزيةٍ للتآلف والتّقارب بين أبناء المجتمع، وأحد المنابِع الأساسية لتعليم الأعراف والتّقاليد، وتدور فيه مناقشة أمور الحياة وما يطرأ فيها من أحداث، ويزخرُ بالشِّعر والأدب والقصص والحكايات، حتى أصبحَ المَجلِسُ جزءاً من الحياة اليوميّة للسّعوديين ومظهراً من مظاهرهم الاجتماعية والثقافية.
ويُحتَفلُ في هذا اليوم بالمرأة لدورها الكبيرُ في بناء المجتمع داخل أسوار الدولة السّعودية الأولى، حيث رَبّت أبناءَها على الشجاعة، وهي مصدر فخرها واعتزازها، وعلى إجارة الخائف «الدّخالة»، وعلى الكَرَم والصّبر، ولدورها الجليلُ في السّكن وشؤون البيت والأعمال المنزلية، ولمشاركتها الفاعلة في تأمين المتطلبات الحياتية، ولما ازدانت به من عقل ودين ومعرفة، كما يُحتفلُ فيه بالأطعمة التي كانت تَعُدُّها المرأة في ذاك الوقت، وبالأزياء والمنسوجات القطنيّة والصّوفيّة السّائدة وقتها للرَّجُل والمرأة، مثل ثوب وقميص الكِرْباس، وثوب الحرير، والخزّ الأحمر، والعباءة القَيْلانية، والحرير الهندي الملوّن، إضافةً إلى الخلاخِل والكُحُل والحنّاء والعِطر المصنوع من المسك والعنبر.
كما يُحتفلُ بالفن وبأدواته التي صُنِعَت في الدولة السعودية الأولى مما توافر فيها من مكوّنات الطبيعة، حيثُ كَيَّفَ الإنسانُ وقتها مما حولَه من مكوّنات الطبيعة بما يتناسب مع الحالة التي يعيشها؛ فصنع أهل وسط الدولة آلة الطّبل، واستخدموها في الحرب وفي رقصاتهم، مثل العَرْضَة والسّامِري، وقد ظهر الشِّعر رافداً لتلك الحالة، وصنع أهل كل منطقة آلَتَهم من مكونات طبيعة مناطِقهم، كما كان لهم فنّهم الشّعبي الذي اشتُهروا به.
أخيراً، كلّ عامٍ والمَملكة العربيّة السّعودية قيادةً وشعباً بخير، وأصدقائي النبلاء في كلّ مناطق المملكة بخير، وأهلي وأصدقائي الشّرفاء بجازان «المنطقة والجامعة» التي عشتُ فيها لأكثر من عشرين عاماً بخير، وصاحب السّمو المَلَكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان بخير، «يا حليلْها جازان» و»يا حليل احتفالاتها»، والسّلام. ــ الدستور

مواضيع قد تهمك