الأخبار

محمد داودية يكتب : المؤرخة هند أبو الشعر تضيف فتغْني !!

محمد داودية يكتب : المؤرخة هند أبو الشعر تضيف فتغْني !!
أخبارنا :  

الكاتبة والمؤرخة الدكتورة هند غسان أبو الشعر تفضلت وأرسلت المادة التاريخية المرفقة تعليقا على مقالتي ( أول رصاص المقاومة كان أردنيًا ) المنشورة هنا يوم الثلاثاء 25 شباط الماضي.
(معالي العين الأستاذ محمد داودية المحترم،
تحية الود والتقدير الدائم وبعد،
قرأت باهتمام كبير مقالتك اليومية في صحيفة الدستور، وعنوانها : (أول رصاص المقاومة كان أردنيًا) وهي كالعادة تحمل فكر مواطن أردني غني بتجاربه الوطنية والفكرية والثقافية، ولأنك تعرف مدى ارتباطي بكتابة تاريخ هذا الوطن الغالي على قلوبنا، فقد أثارت بي هذه المقالة مشاعر الفرح الحقيقي، لأن ما أوردته يؤرقني كمؤرخة، وأتمنى ان نعيد كتابة تاريخ الأحداث المفصلية على أرضنا التي عرفت النضال النقي والنبيل دفاعًا عن فلسطين.
واسمح لي أن أضيف إلى ما ورد لديك هذه النقاط :
أولا : هذه الرواية متداولة في مناطق شمال الأردن، وقد سمعت الرواية الشفوية من أهلي في الحصن، والتي تضيف إلى هذه المعلومات مادة يجب أن نوردها، فقد حَضَرتْ من الحصن مجموعةُ خيالة مؤتمر قم، وكان من بينها جدي الشاب آنذاك توفيق سليم أبو الشعر، وكان في التاسعة عشرة من عمره، وشاركوا في المعركة، وشهدوا بعد عودتهم على الحدث البطولي الذي قاده الشهيد كايد المفلح العبيدات، عند مرورهم بقرية الطيبة ونزولهم في مضافة القرية.
ثانيا : وصلتني رواية الدكتور فايز عارف القرعان يوم 7 / 2 / 2025 م والذي سمع رواية جدي من مضافة القرعان بالطيبة، واكد فيها على استشهاد ثمانية من أهالي كفرسوم والطيبة والرفيد، ونقل عن جدي توفيق، الناجي من المعركة، أن الدلائل تؤكد على استشهادهم برصاص الإنجليز وفي الوقت نفسه على يد القناصة الذين كانوا في أعلى التل وهم من اليهود.
يقول الدكتور فايز في شهادته :
(وقد شهد الناجي من القتل في هذه المعركة توفيق أبو الشعر وهو من عائلة النمري، بأن استشهادهم كان برصاص الإنجليز وفي الوقت نفسه على يد القناصة الذين كانوا في أعلى قمة التل، وذلك بعد أن عاد إلى بيت الشيخ ناجي العزام رحمه الله تعالى، ومن ثم إلى الطيبة ليخبر عن نتيجة المعركة ).
ثالثًا : وهنا أضيف للرواية القصيدة التي قالتها شقيقته الخورية كرمه سليم أبو الشعر، والتي عاشت في الناصرة وطبريا سنوات طويلة، وكانت في طبريا عند حدوث المعركة، ولحسن الحظ حصلتُ على القصيدة من دفتر خالتي المرحومة الشاعرة والفنانة روضة أبو الشعر، والتي كانت تعد قبل وفاتها لنشر كتاب عن تاريخ الحصن من المرويات الشفوية، والفضل في وصولي للقصيدة يعود للدكتور فيصل نادر أبو الشعر ابن شقيقها معالي العين وزير العمل السابق ونائب الشمال المرحوم الدكتور نادر أبو الشعر.
تقول القصيدة :
أثاري إنك يا توفيق
غالي على القلب وعزيز.
فزعتك فزعة رجال
ما تهاب الإنجليز..!
هذا « سمرست « (...)
خان الملحة وخان الزاد.
والله وإن الله راد
غير نطرّ الانجليز.
وإن جابوا لينا اليهود
غير ننطزهم تنطيز.
بالقناوي والحجار
والبارود إله وزيز.
تسلم يا توفيق الزين
على راسي وفوق العين.
وتأتي الإشارة لسمرست وأنه خان ( الملحة وخان الزاد ) إلى معرفة الخورية كرمة له شخصيًا، وكان أثناء وجوده في إربد يتردد على بيت والدها عضو المجلس الإداري، ويتناول طعامه في بيته، وكرمة عمة والدي، وهي شقيقة كل من توفيق ونجيب أبو الشعر المحامي وعضو أول مجلس تشريعي أردني، وشقيقة أمين أبو الشعر الإعلامي ورجل القانون وعضو أول مجلس نيابي أردني.
وبعد،
فأظن بأننا أهملنا الروايات الشفوية في كتابة تاريخنا الحديث، وبأننا تأخرنا كثيرًا، حيث إننا فقدنا الكبار الذين صنعوا هذه الأحداث ولم نسجل رواياتهم، ومع ذلك، فما زال بين أيدينا القليل من المرويات الشفوية التي يجب على المؤسسات العمل على تدوينها وحفظها، لوضعها بين أيدي المؤرخين، لإعادة كتابة تاريخنا الذي نعتز به، ونفخر بما قدمه الأجداد من أجل القضية التي تعيش في وجداننا.
دمت وسلمت، وسلم القلم الذي رافق هذا الوطن بمحبة كبيرة.
الكاتبة والمؤرخة الدكتورة هند غسان أبو الشعر).

ــ الدستور

مواضيع قد تهمك