أهالي مخيم غزة بجرش: شجاعة الملك أمام ترامب انتصار لفلسطين

جرش - نيفين عبد الهادي وكوثر صوالحة
يجدون في الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني سندهم، وعونهم، ومغيثهم، والأهم حامي حقوقهم الشرعية وفقا للقوانين الدولية، يهتفون باسم جلالة الملك حبّا ووفاء وشكرا بقولهم «يخلف على سيدنا أبو الحسين لما قدّم ويقدّم لغزة وللغزيين»، مثمنين انتصار جلالته للأهل في غزة بتراجع ترامب عن خطته بتهجير أهل غزة للأردن ومصر.
إنهم سكان مخيم غزة في جرش، هذا المخيم حيث باقي الوجع، وباقي الألم، في هذا المخيم بقيّة الحقيقة الفلسطينية وبقية سرديتها، وبقية وجع غزة وفرحها، غزة، أسطورة الصمود، التي تعيش اليوم الفرح الممنوع والحذر بوقف إطلاق النار على سلامها وأمنها وأطفالها وشيوخها ونسائها، لترى هذا الحال في مخيم غزة أو مخيم جرش، الذي يحتفظ بحقيقة غزة في ذكريات قاطنيه تحديدا من كبار السن، ليبقى شوكة في حلق مزوري التاريخ، ومغيري الحقائق.
أهالي سكان مخيم غزة أو مخيم جرش، يعيشون فرحا يصعب وصفه، وامتنانا لجلالة الملك عبدالله الثاني يبدأ ولا ينتهي من الشكر والعرفان لرفضه التهجير، معتبرين فكرة التهجير مرعبة لهم ولأهلهم في غزة، ليأتي جلالة الملك بصمود وموقف تاريخي يقولها أمام ترامب «لا للتهجير»، مقدرين لجلالته هذه الشجاعة التي عجز عنها الكثيرون، بل عجز عنها الجميع، فوقف جلالته أمام خطة أمريكية من شأنها أن تقضي على غزة، وعلى القضية الفلسطينية.
جريدة «الدستور» كما هي دوما تقف على واقع التفاصيل، وتنقل الحقيقة من أفواه أصحابها، وللوقوف على أهمية موقف جلالة الملك عبدالله الثاني في دعم الأهل في غزة، وموقف جلالته من التهجير، كان الاستماع مباشرة مع أقارب وباقي أسر الأهل في غزة القاطنين في الأردن، وتحديدا في مخيم جرش والمعروف شعبيا بـ»مخيم غزة»، هذا المخيم الذي يضم أعدادا كبيرة من اللاجئين الفلسطينيين ممن غادروا قطاع غزة عام 1967.
المخيم الذي يحظى باهتمام ورعاية ومتابعة من الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني بشكل كبير، يلقى دوما من كل قاطنيه الشكر والثناء ليس فقط لما يحظون به من اهتمام أردني كبير، وإنما أيضا للدور الأردني الاستثنائي والهام جدا والأكبر والأهم فيما شهدته غزة من حرب مسعورة، فكان الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني حاضرا دبلوماسيا وإنسانيا، وقانونيا، وصحيا، وليقدّم جلالة الملك الأهم للغزيين برفض جلالته التهجير، معتبرين ذلك إنقاذا لغزة وفلسطين.
جريدة «الدستور» وفي جولة في مخيم غزة وقفت على تفاصيل ما يحدث في غزة بعدما وضعت الحرب المدمرة نهاية لدمارها ومجازرها، وبعد إعلان ترامب تراجعه عن تهجير الأهل في غزة بسبب رفض جلالة الملك، لنجد كل ساكني المخيم يحكون بلسان واحد شاكرين لجلالة الملك على ما قدّم وموقفه من التهجير، منهم نسمع الكلمة كاملة والحقيقة الغزية كاملة، وهم الذين يتواصلون يوميا مع ذويهم ممن بقي منهم على قيد الحياة في غزة.
مخيم جرش أٌسس للطوارئ عام 1968 لإيواء 11 ألفا و500 لاجئ فلسطيني، غادروا قطاع غزة عام 1967، وتبلغ مساحة المخيم 750 كيلومترا مربعا، وعدد سكانه الحاليين 35 ألفا من المهجرين الذين سكنوا قطاع غزة بعد حرب 1948، إلا أنهم غادروا القطاع مجددا عام 1967، ويدير شؤونه اليوم دائرة الشؤون الفلسطينية التابعة لوزارة الخارجية وشؤون المغتربين، وعدد الوحدات سكنية بالمخيم 2850 وحدة، ويضم مركزا صحيا تابعا لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، وآخر خيريا، وفيه مدرستان (ذكور وإناث) تابعتان للوكالة، وتعملا بنظام الفترتين، ومدرسة حكومية.
أيام أحيت وجع التهجير
خلال الأيام الماضية، وبعد بدء الحديث عن خطة ترامب لتهجير الأهل في غزة إلى الأردن ومصر، عاد سكان «مخيم غزة» وجع أيام مضت، وذكريات لم تقوَ عليها السنون لنسيانها، يستعيدون تهجيرهم، ويأملون ألا يعيش من بقي في غزة هذا الوجع، علما بأن غزة تضم أعدادا كبيرة من اللاجئين والمهجرين، ليأتي موقف وشجاعة جلالة الملك عبدالله الثاني بأن «لا للتهجير»، ليعيد في نفوسهم ونفوس أقاربهم في غزة أمل وجودهم وحياتهم وبقاء غزة تتنفس الوجود، فهو انتصار «أبو الحسين» التاريخي لغزة ولفلسطين.
في حديثنا مع أهالي مخيم غزة، استحضرت الحرب ذكريات مؤلمة، بل أكثر من الألم بكثير، في تهجيرهم مرتين، ليحدثنا محمد وحنان وفريال عن واقع أهل غزة، وغيرهم، بقولهم: هل سيبقى الغزيون لاجئين ونازحين؟ في إشارة منهم لما كان ترامب يلوّح به من خطة وأدها الأردن ولم تر النور، وفي كلامهم الكثير من الحزن، لما فعلته الحرب بأهلهم وأقاربهم بغزة، وبما يسعى له الاحتلال ومن يدعمه بحق غزة وما بتنا نسمع في الضفة الغربية.
الطفلة لين
في بداية جولتنا وزميلتي كوثر صوالحة، وزميلي المصور خليل المزرعاوي كنا نبحث عن نقطة بداية لمادتنا الصحفية، لنتفاجأ، ونحن لم نكن نعلم أننا وصلنا «المخيم»، بأن عشرات المارة ومنهم أطفال سارعوا لمساعدتنا وإرشادنا من أين نبدأ، فعلى غير عادة العمل الصحفي، البداية لم تكن صعبة، وإنما سهلة حدّ كثافة الناس وسرعة المعلومة والتجاوب. حديثي بداية مع الأطفال حيث كان وقت مغادرتهم المدرسة في «الفترة الصباحية» وقد حملوا في ملامحهم فرحا بأنهم يعيشون حياة كريمة ويتلقون تعليمهم بفضل جلالة الملك عبدالله الثاني كما قالت لنا لين.
الطفلة لين لا تعرف من الحياة سوى الأردن، تنقل ما تسمعه من والديها أن لها أقارب في غزة لكنها لا تعرفهم، وهي سعيدة اليوم كون الحرب توقفت في غزة، وأن أقاربها سيعودون لبناء حياتهم وما دمرته الحرب، وبلغة بيضاء بسيطة تقول لين «أنا مبسوطة أن أهل غزة ما رح يجبروهم يتركوا بلدهم وهاد بفضل جلالة الملك عبدالله الثاني». بهذه الجملة من طفلة لم تتجاوز الثماني سنوات تحكي بلسان حال أمّة أن أهل غزة باقون على أرضهم ولن يجبرهم أحد على مغادرتها قسرا، بجهود وفضل جلالة الملك عبدالله الثاني.
تركتني لين وهي تبحث عن مكان تشتري منه سندويشة تتناولها خلال عودتها للمنزل، وهي تقول لي مبتسمة أنا «بروح وبرجع كل يوم لحالي بدون خوف الحمد لله إنا في الأردن».
فريال النجار
بعدما ابتعدت لين، توجهنا إلى منزل فريال النجار، السيدة التي تعيش في منزل مع ولديها وابنتيها، بدأت حديثها عن أملها بمساعدة ابنها الذي تعرض منزله لأضرار نتيجة الشتاء لإعادة ترميمه، وهي تقول «نحن نطمع بمن كرمهم يبدأ ولا ينتهي، فالأردن بلد أبو الحسين منحنا كرما بكل شيء، ومنحنا عيشا كريما وآمنا لا يمكن وصفه».
وقالت فريال «يخلف على سيدنا»، مشيرة إلى كل ما قدّم جلالته للأهل في غزة، منذ بدء الحرب، وحتى موقفه قبل أيام في الولايات المتحدة، وما نتج عنه من إعلان ترامب عدم تهجير أهلنا في غزة بسبب الموقف الأردني، فهذا الموقف الذي أحبط مخططات إسرائيل لتصفية القضية الفلسطينية وإفراغ غزة.
فريال التي تضع العلم الأردني في منزلها وترى به فخرا كبيرا، تقول «جلالة الملك حمى غزة، ويحميها، ودعمها ويدعمها، ونحن لا يمكننا أن ننسى هذه المواقف»، مشيرة إلى أنه الحرب في غزة، لم تبق من أقربائها سوى عدد قليل منهم، قالت «أتحدث معهم يوميا، وموقف جلالة الملك منحنا جميعا أملا وفرحا، ويقينا بأن جلالته السند الحقيقي لنا».
محمد ناصر
محمد ناصر قال إن موقف وشجاعة جلالة الملك أمام الرئيس الأمريكي من تهجير أهل غزة، يمثل انتصارا حقيقيا للقضية الفلسطينية ولغزة، ودون ذلك كانت تصفية القضية الفلسطينية ستكون واقعا يحقق أحلام إسرائيل وأمريكا، مؤكدا أن جلالة الملك حسم هذا الأمر، بل منع وقوع هذه الجريمة التاريخية.
وذكر محمد أن مواقف جلالة الملك لا يمكن حصرها منذ بدء الحرب على قطاع غزة، مبينا أن أهله في غزة يؤكدون له أن العدد الأكبر من المساعدات هي أردنية، علاوة على تنوّعها وأنها تلامس احتياجاتهم غذائيا وصحيا وإنسانيا وإغاثيا.
محمود أبو حليمة
محمود أبو حليمة قال «يخلف على جلالة الملك» لكل ما قدّم ويقدّم لقطاع غزة، وفيما أعلنه الرئيس الأمريكي بأن لا تهجير للغزيين بسبب موقف جلالة الملك عبدالله الثاني، وهو انتصار لغزة، لا يمكن أن يمحى من ذاكرتنا، هو انتصار للحق الفلسطيني، وحماية له، فلا يوجد ما يعبّر لنا عن فرحنا وعن فخرنا بجلالة الملك وهذا الإنجاز الوطني لغزة، وللقضية الفلسطينية.
وأكد أبو حليمة أن حالة من الخوف والقلق سادت الشارع الغزي، «وحتى نحن بتنا نخاف من أن يتمكن ترامب من تنفيذ خطته، ولكن بعد تأكيدات جلالة الملك برفض التهجير، بتنا واثقين أن أمريكا أن تمرر ما تسعى له من مخططات تدعم إسرائيل، ولتنتهي هذه المخططات بشكل نهائي بفضل موقف جلالة الملك بإعلان ترامب أنه لن ينفذ خطته بسبب موقف الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، وفي ذلك نقول شكرا سيدنا ملك الإنسانية والشجاعة».
أيمن الغبن
أيمن الغبن قال: لولا الأردن بقيادة جلالة الملك لما وصلت للجامعة، ومهما تحدثنا عن عظمة مواقف جلالة الملك لنا فلن نفي جلالته حقه، فقد وجدنا كل ما نحتاج في الأردن، كما قدّم جلالة الملك يد العون والسند لأهلنا في غزة لأكثر من عام وما يزال، وهو عون إنساني وإغاثي وصحي وغذائي وإيوائي، ونحن عندما نتصل بما بقي من أهلنا في غزة، يؤكدون لنا حجم العون الأردني الذي يصلهم وتنوّعه وأهميته.
وأَضاف: أسرتنا في غزة من رفح، وهم يعانون ظروفا أقل ما توصف به أنها قاسية، ولكن مع هذا فهم متشبثون بالأرض ويرفضون التهجير، وكان الخوف والقلق من أن ينفذ ترامب خطته بتهجيرهم، ليأتي موقف جلالة الملك الشجاع برفض التهجير، وحماية أهل غزة من تهجير جديد، ولا يسعنا إلاّ أن نشكر جلالة الملك عبدالله الثاني على ما قدّم ويقدم لغزة، وهو سندنا الأول والأخير، وكلنا فخر بانتصار جلالته لغزة بمنع تهجير أهلها.
حنان أبو رجيلة
حنان أبو رجيلة قالت: لا أجيد الكلام كثيرا، لكن شكرا للأردن ولأبو الحسين حفظه الله لكل ما قدّم لغزة ولنا في الأردن من عطاء إنساني كبير وعظيم، شكرا لجلالة الملك على موقفه الشجاع من عدم تهجير أهل غزة، وقد عشنا أياما صعبة خوفا من أن ينفذ ترامب خطته وكان أساس اتصالاتنا بغزة هذا الموضوع خوفا وقلقا، ليأتي موقف جلالة الملك الذي هو تاريخي بطبيعة الحال، ليمنع إسرائيل وأميركا من تنفيذ مخططاتهما، وكان واضحا بالطبع عدم تنفيذ خطة ترامب بسبب الموقف الأردني، وهي رسالة للعالم أن جلالة الملك النصير الحقيقي للغزيين وللقضية الفلسطينية.
وأضافت حنان: جميع شقيقاتي في غزة، كنا نخشى أن يتم ترحيلهن لكن الحمد لله نعيش فرحا بأنهم باقون، فغزة أرضنا ووطننا ولا يمكن انتزاع هذا الحق منا، وبفضل جلالة الملك سنحافظ على هذا الحق وسنصمد، نحن الغزيين تم تهجيرنا لأكثر من مرة، وما عادت هناك قدرة على هذا الأمر.
رمزية أبو شتورة
واتفقت رمزية أبو شتورة مع ما سبقها من آراء، شاكرة جلالة الملك على موقفه الذي نتج عنه تراجع ترامب عن تهجير أهل غزة، معتبرة ذلك الانتصار الأهم للغزيين، وأنه أكمل فرحة وقف الحرب على غزة، الذي عبرت عن أملها أن يستمر وألا تعود إسرائيل لمجازرها وجرائمها.
وبينت أبو شتورة أن الغزيين يعلقون الآمال على جلالة الملك عبدالله الثاني، الملك الشجاع الذي وعد فأوفى، ووقف بحسم وحزم رافضا التهجير، ليكون قرار ترامب بعدم تنفيذ خطته بناء على موقف جلالته، ليقدّم جلالته للغزيين فرحا يحتاجونه.
وبين أن كل أسرتها وأقاربها في غزة في وضع سيئ جدا يحتاجون كل شيء وينقصهم كل شيء، ومدّ اليد الأردنية لعونهم مسألة هامة جدا لتعزيز صمودهم ولعونهم على مواجهة ويلات الحرب التي لم تبق لهم شيئا من مقومات الحياة.
أمجد عبد الناصر
وقال أمجد عبد الناصر إن غزة مصابة موجوعة وأهلها مقهورون، وجلالة الملك عبدالله الثاني جزاه الله خيرا قدّم لغزة منذ بدء الحرب كل أشكال العون والسند الإنساني والإغاثي والصحي والغذائي، ومؤخرا الإيوائي، وبطبيعة الحال منع تهجير الغزيين، وكان الأردن أول دولة إن لم تكن الوحيدة التي كسرت حصار غزة، وكل هذه الجهود التي تبذل دبلوماسيا وإنسانيا لها أهمية كبرى وتأثير كبير، إضافة للوقفة الشعبية المميزة لكافة الأردنيين، ونحن نعجز عن تقديم الشكر لجلالته.
وأكد عبد الناصر أن منع جلالة الملك عبدالله الثاني بموقفه الشجاع تهجير الغزيين هو انتصار تاريخي لفلسطين ولغزة، ولأهل غزة، وفرحته توازي فرحة وقف الحرب، فهو كابوس أرعب الغزيين ليأتي أبو الحسين بشجاعة ويفرض موقفه الرافض للتهجير وينتج عنه تراجع ترامب عن خطته بسبب موقف الأردن.
وتابع: لا ننسى الدور العظيم لجلالة الملك في وقف الحرب على غزة، فنحن نشكر جلالته على ما بذل من جهود دبلوماسية ضخمة، لوقف الحرب، وكان لجلالته عظيم الأثر. واليوم يستمر جلالته بمد يد العون والسند لغزة وأهلها، ولكل ذلك تقدير كبير من غزة وأهلها، الذين لن يهجّروا بسبب الملك عبدالله الثاني.
الطفل عبد الكريم
خطانا أخذتنا نحو درب العودة إلى عمّان، خرجنا كما بدأنا جولتنا الميدانية بالمخيم مع طفل، حيث تحدثنا مع الطفل عبد الكريم، الذي يحمل من البراءة الكثير، وكذلك يبحث عن كلمات تصف فرحته بوقف الحرب على غزة، محاولا استجماع مفردات وكلمات يسمعها من أفراد أسرته بقوله الحرب مزعجة ومخيفة الحمد لله انتهت، و»يا رب ما ترجع».
وقال عبد الكريم: أنا فرحان أن الناس في غزة لن تفرض عليهم أمريكا أن يتركوها، وكله بفضل جلالة الملك عبدالله الثاني الله يخليه ويحفظه ويطوّل بعمر جلالته.
ــ الدستور