عمران السكران : منافسة ساخنة بين الوجبات السريعة وأعمارنا
في عصرنا الحديث، يبدو أن أمراض العصر قررت أن تسرق الأضواء.. السكري، أمراض القلب، السرطان، وحتى كسل الغدة الدرقية أصبحت أشبه بنجوم المجتمع الصحي، تتصدر العناوين وتخطف الأرواح دون استئذان.
وكأننا نعيش سباقًا محتدمًا بين أعمارنا من جهة وشطيرة البرغر أو الشاورما والمشروب الغازي من جهة أخرى، بينما تنضم البطاطا المقلية بحنان ومداعبات الزيت الذهبي كعنصر رئيسي في هذا الصراع.
لنبدأ بالأسباب: أسلوب حياتنا هو المتهم الأول! الترويج للطعام الصحي يبدو أشبه بفيلم خيال علمي يُعرض في أوقات محدودة، بينما الواقع مليء بالوجبات السريعة التي تفرض نفسها كوجبات العصر.
هل تعلم أن الجلوس أمام التلفاز مع كيس من رقائق البطاطا قد أصبح «رياضة وطنية"؟ والنتيجة؟ السمنة التي تحولت إلى «ترند» عالمي، فوفقًا للإحصائيات.. السمنة وارتفاع نسبة السكر في الدم يُعتبران من أبرز العوامل التي تؤدي إلى الأمراض المزمنة، وهي بدورها مسؤولة عن حوالي 60% من الوفيات في الأردن.
وبما أننا نعشق الأرقام، إليك المزيد: تكلفة علاج مرضى السرطان وحده في الأردن تصل إلى 350 مليون دينار سنويًا، بينما تكلفة علاج الأمراض المزمنة غير السارية عمومًا تتجاوز مليار دينار سنويًا، وكأن الاقتصاد الوطني دخل في منافسة محتدمة مع مطاعم الوجبات السريعة لمعرفة من سيستنزف جيوبنا أولًا.
أما عالميًا، فتشير منظمة الصحة العالمية إلى توقعات بارتفاع عدد الوفيات في إقليم شرق المتوسط إلى 2.4 مليون وفاة سنويًا بحلول عام 2025 بسبب الأمراض المزمنة، يبدو أننا لا ننافس فقط على مستوى محلي، بل نشارك العالم هذا السباق غير العادل!
لنتعمق أكثر يا عشاق الأرقام: دراسة بريطانية حديثة تشير إلى أن أكثر من 75% من الأطعمة التي تُباع في سلاسل المقاهي والمطاعم الشهيرة غير صحية، والمشرفون على الدراسة أوضحوا أن ما بين 46% و78% من الأطباق الـ190 التي تم فحصها غير صحية، استنادًا إلى معايير السلطات البريطانية المختصة.
لكن لنكن منصفين، هناك جهود للحد من هذه الكارثة، الرقابة على المطاعم تحاول جعل الطعام أقل ضررًا، وكأنها تقول: «سنسمح لك بالأكل غير الصحي، ولكن بحذر»، ولا ننسى الحملات التوعوية التي تُذكرنا أن الفواكه والخضروات هي المفتاح السحري للحياة الأفضل.
والحل؟ الوقاية! لكن هل من السهل مقاومة سحر الطعام غير الصحي؟ من سيقول «لا» لبيتزا ساخنة أو كيس من الشيبس؟ يبدو أن الحل الواقعي هو إنتاج طعام صحي بمذاق البرغر أو اختراع مشروب غازي يعالج السمنة، أو بطاطا مقلية تحارب كتائب مقاومة الأنسولين.
حتى ذلك الحين، دعونا نتذكر أن الصحة هي الخيار الأكثر عقلانية، رغم أنها أقل إغراءً من طبق مليء بالبطاطا المقلية.. الأمر ببساطة: الحياة الصحية استثمار مكلف اليوم، لكنه أقل تكلفة بكثير من انتظار دورك في عيادة الطبيب غدًا! ,, الراي