حسين دعسة : صورة أخرى للشهيد يحيى السنوار.. ومآلات حماس: المشاء بين الشوك والقرنفل.. أغتالته حريته!.
*بقلم :حسين دعسة.
نقف، بعد 24ساعة من اغتيال الشهيد يحيى السنوار، نعيد ترتيب معنى الحرية، والمقاومة، والإبادة، تختلط الحقائق، تظهر صورة، بورترية ضاحك، نادر للسنوار الذي ترك لي مكاتب ان ارسم له رؤى، وجدتها ثلاث:
*الرؤية الأولى:
[ موت على حرية التراب] .
باستشهاد القيادي في حركة حماس، تحديدا في قطاع غزة يحيى السنوار،، تكون الحرب العدوانية الإسرائيلية على غزة ورفح والضفة الغربية والقدس، دخلت في مرحلة جديدة، لها حساسيتها على المنطقة والمجتمع الدولي، بينما خصوصيتها الداخلية، تمور في واقع غزة ورفح الكارثي، الإبادة الجماعية مساعي السفاح نتنياهو نحو التهجير والتصفية وإعادة احتلال القطاع .
*الرؤية الثانية:
[عائلات الرهائن المحتجزين في غزة] .
.. شكل آخر من الحرب النفسية، إذا قتلوا الحرية، السنوار حلق، وهم؛اليهود الصهاينة بتطرفهم، قبل أن يؤكّد جيش الاحتلال الإسرائيلي استهداف السنوار، سارع منتدى: "أعيدوهم إلى الوطن الآن" الذي يمثّل عائلات الرهائن اليهود المستوطنين من غلاف غزة وغيرهم، والمحتجزين في غزة إلى الترحيب بـ"القضاء على زعيم حماس في غزة"، كما ورد في المعلومات .
المنتدى في بيان، أطلق شرارة إنّ "عائلات الرهائن تحضّ على استخدام هذا الاختراق الكبير للتوصل إلى اتفاق فوري لتأمين عودة الرهائن. نحن ندعو الحكومة الإسرائيلية وزعماء العالم والدول الوسيطة إلى تحويل هذا الإنجاز العسكري(..) إلى إنجاز دبلوماسي فذ"، فأي حرية الرهائن اغتالوا قيادي، كان يتشوق لدحر العدو، وإيقاف الحرب، بينما السفاح نتنياهو، وجيش الكابنيت، كانوا أمام قادة المنتدى ولم يتحركوا، هم القتلة.
*الرؤية الثالثة :
[عندما ينافس الشوك.. القرنفل] !
في رواية الشوك والقرنفل، التي كتبها الشهيد القيادي، رئيس حركة حماس الذي اغتيال امس، في موقعه في حي تل السلطان في غزة، كتب في صفحة 184، من الرواية، يصف، بطريقة أو أخرى صورة للتعايش:
"في صباح السبت الساعة الـ11:00، توقفت العديد من الحافلات في ساحة فلسطين بمدينة غزة، ونزل منها مئات اليهود، رجالا ونساء، وبدأوا بالتجول في المدينة وأسواقها. مجموعات مجموعات، يسيرون ويضحكون ويشترون ما يحلو لهم، يأكلون ويشربون. شارع عمر المختار، في المنطقة التجارية التي تربط بين ساحة فلسطين وساحة الشجاعية، مكتظ بهم. يتحدثون بالعبرية، ينطقون بكلمة هنا وكلمة هناك بالعربية المكسرة. الباعة يضحكون، ويضحكون معهم".
*.. ورثة الدم.
النبش في حرية الشهيد السنوار، هو نبش في مسار الحدث القادم في اليوم التالي من استشهاد القيادي، الذي حجز السفاح نتنياهو جثمانه،... وبرغم ذلك، تتكشف الوثائق والحالات ومسارات الحرب، أن في جعبة حركة حماس، أكثر من قيادي بوزن وحرية ونضال هنية أو السنوار، وهم باتوا "ورثة الدم"؛ من بينهم شقيقه.. 4 أسماء مرشّحة لقيادة حماس بعد السنوار.
عمليا،وقد انشغل العالم بالحدث : أكد جيش الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني، أنه جرى اغتيال رئيس حركة حماس، يحيى السنوار في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وذلك عقب اشتباك مسلح وقع في إحدى البنايات التي تواجد فيها مسلحون من "حماس". وقالت إذاعة جيش الاحتلال، إن الاشتباك مع السنوار وقع بتل السلطان برفح وكان يرتدي جعبة عسكرية ومعه قيادي ميداني آخر.
.. وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت، إن قياديين جرى اغتيالهما برفقة السنوار، وهما محمود حمدان وهاني زعرب.
.. الشهادة مقاومة راقية، وجاء
اغتيال السنوار، ليعيد، أو أعاد إلى الواجهة ملف قيادة حركة حماس.. والآن تبحث جهات ومراكز أبحاث وتجسس ودراسات سياسية وأمنية، عن إجابة لسؤال:من هم أبرز الأسماء القيادية، المتوقع أن تقود حركة حماس في هذا المسار الحاسم من معركة طوفان الأقصى، هل بدأت مسارات تكميلي ترتبط مع الواقع في جبهة جنوب لبنان ؟
.. الواقع، والتاريخ السياسي، يضعنا في دائرة ملفات قيادات كبيرة، قوية، لها حضورها:
*محمد السنوار: مسؤول الأنشطة العملياتية.
يعتبر محمد السنوار، القائد الكبير في الجناح المسلح لحركة حماس، والمسؤول عن جميع الأنشطة العملياتية له، اسماً مطروحاً بقوة لخلافة أخيه يحيى السنوار.
وتولى محمد السنوار خلافة محمد الضيف، خاصة أنه شقيق رئيس حركة حماس في غزة، وأحد أبرز القادة العسكريين للحركة، علاوة على أنه اكتسب في الأعوام الأخيرة قوة ونفوذاً من خلال العمليات التي أشرف عليها في القطاع.
وكما جرت العادة من المتوقع ألا تكشف حركة حماس مباشرة عن من سيخلف يحيى السنوار، بالإشارة إلى أن الحركة ومؤسساتها التنفيذية وأطرها الشورية تواصل أعمالها ولديها الآليات الفاعلة والعملية حتى في ظل استهداف قادتها.
*خالد مشعل:الأوفر حظاً.
تشير عدة تقارير إلى أن خالد مشعل، الذي تولى منصب رئيس المكتب السياسي للحركة لحوالي عشرين عاماً منذ 1996 إلى 2017 هو الأوفر حظاً لتولي تلك المهمة.
ويعيش مشعل خارج غزة منذ عام 1976، ويقيم حالياً في قطر، واختير رئيساً للمكتب السياسي للحركة بعد اغتيال قائدها المؤسس الشيخ أحمد ياسين، ومن بعده عبد العزيز الرنتيسي.
ونجا خالد مشعل بعد محاولة اغتيال تعرض لها في عام 1997، في عملية نفذها عملاء الموساد في الأردن، وكان مشعل حاملاً للجنسية الأردنية ومقيماً، وحُقن بمادة سامة أثناء سيره في أحد شوارع العاصمة عمّان.
وبعد ضغوطات من العاهل الأردني أنذاك الملك الحسين بن طلال والرئيس الأميركي في ذلك الوقت بيل كلينتون، سلمت السلطات الإسرائيلية ترياق "المادة السامة" التي حقن بها خالد مشعل ليتماثل للشفاء بعدها.
*موسى أبو مرزوق:تأسيس المكتب السياسي.
من أبرز المرشحين لخلافة السنوار موسى أبو مرزوق وهو صاحب فكرة تأسيس المكتب السياسي للحركة، وأول من تولى علناً هذا المنصب من 1992 إلى 1996 ويتكون المكتب السياسي في حماس من 15 عضواً.
ويُعد أبو مرزوق وجهاً معروفاً في حماس، وأحد كبار مسؤولي المكتب السياسي للحركة.
ويتبنى أبو مرزوق نهجاً براغماتياً في المفاوضات، فهو يؤيد "وقف إطلاق نار طويل الأمد" مع إسرائيل، والقبول بحدود الحرب العربية الإسرائيلية لعام 1967 كحدود للدولة الفلسطينية، ولكن هذا الأمر لا يزال محل خلاف داخل الحركة نفسها.
وتم توقيف أبو مرزوق عندما كان مقيماً في الولايات المتحدة في فترة التسعينيات، بتهمة جمع الأموال للجناح المسلح لحركة حماس، وبعدها ظل في المنفى، لا سيما في الأردن ومصر وقطر.
وفي كل مرة كان يخلو فيها منصب رئيس المكتب السياسي للحركة، يُطرح اسم أبو مرزوق من بين الخلفاء المحتملين لقيادة ذلك المنصب.
*خليل الحية:وزير خارجية حماس.
يُعتبر خليل الحية مرشحاً أيضاً لتولى هذا المنصب، وهو مقيم في قطر حالياً، وقاد الحية رأس وفد الحركة في المفاوضات مع إسرائيل، ويتمتع بعلاقات خارجية جيدة.
كما يُعد الحية بمثابة "وزير خارجية" حماس، فهو مسؤول العلاقات الوطنية والدولية داخل الحركة.
ويُعرف عن الحية، وهو نائب رئيس الحركة في غزة، أنه مقرب من المقربين ليحيى السنوار، الذي تقول إسرائيل بأنه أحد العقول المدبرة لهجوم السابع من تشرين الأول.
وكان الحية يتولى قيادة كتلة حماس في المجلس التشريعي في عام 2006، بعد فوز الحركة في آخر انتخابات فلسطينية نظمت منذ ذلك الحين.
كما يُعرف الحية بأنه من أبرز مؤيدي الكفاح المسلح لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية.
ونجا الحية من عدة محاولات اغتيال، لا سيما في عام 2007، حين أدى استهداف منزله شمالي قطاع غزة إلى إستشهاد عدد كبير من أفراد عائلته.
ولا تتوفر معلومات كثيرة عن الهيكلية التنظيمية في الحركة، نظراً للسرية التي تحيط بنشاطاتها وحركة قياداتها، وللتعقيدات التي تواجه التنسيق بين أعضائها في الداخل والخارج وفي السجون.
عادة؛ يصوّت أعضاء مجلس الشورى في الداخل والخارج، لاختيار أعضاء المكتب السياسي، ورئاسته في انتخابات معقدة وسرية تجرى كل 4 أعوام، نظراً للتهديدات الأمنية التي تواجه قيادات الحركة، وهي الآن تحت المجهر، للتراب بين الأحداث المسارعة في جبهة لبنان و المقاومة في حزب الله، وحركة حماس، بعد مجازر حرب خطة الجنرالات في غزة ورفح وجباليا. .
*الاقتراب من شمعة الحرية.. ماذا بعد إعلان يحيى السنوار؟.
لأكثر من عام، بقي يحيى السنوار، سواء حين كان رئيسًا لحركة حماس في قطاع غزة، أو بعدما سُمّي رئيسًا للمكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، بعد اغتياله في العاصمة الإيرانية طهران، بمثابة "الشبح" الذي فشل الاحتلال في تعقّبه، رغم المحاولات المتكرّرة، وهو الذي صُنّف "المطلوب الرقم واحد" لإسرائيل التي تصنّفه "العقل المدبّر" لعملية "طوفان الأقصى" التي نفّذتها فصائل المقاومة الفلسطينية في السابع من تشرين الأول 2023، وهذا وصف الكاتب والمحلل اللبناني حسين خليفة، الذي قال في منصة لبنان 24 ان : نُسِجت الكثير من الروايات حول السنوار، الذي بدا بحدّ ذاته مثيرًا للكثير من الجدل، بين من يرى فيه "البطل" الذي حقّق "ضربة معلّم" بعملية "طوفان الأقصى" التي أعادت إحياء القضية الفلسطينية، وحرّكت الرأي العام العالمي بصورة غير مسبوقة، ومن يحمّله في المقابل، مسؤولية "توريط" المنطقة برمّتها في حربٍ لم تكن محسوبة، ومن يتّهمه بمحاولة "إبرام" صفقة تضمن سلامته، ولو على حساب دماء الشهداء، وحتى قضية الأسرى.
خليفة، أكد المعروف تلقائيا :بقيت إسرائيل على مدى عام كامل، تبحث عن مجرّد "معلومة" تفضي إلى الكشف عن مكانه أو ملاحقته، إلى أن تحقّق الأمر يوم الخميس، بشكلٍ لم يكن أحد يتوقّعه، مع إعلان الجيش الإسرائيلي "مقتله" في عمليّة إسرائيلية، يصعب توصيفها بـ"الاستهداف الدقيق"، أو "الاغتيال"، باعتبار أنّها تمّت بمحض الصدفة، ومن دون أيّ معلومات استخباراتية سابقة، إثر استهداف مبنى يقول الإسرائيليون إنهم اكتشفوا لاحقًا أنه كان موجودًا داخله..
*الصيد الثمين للعدو.. وقد يكون كارثي!
تلتبس، في تحليلات خليفة، تداخل المصطلحات، إذ يبول:
ليس اغتيالاً إذاً، ولا استهدافًا دقيقًا، ولو أنه في النتيجة يشكّل "صيدًا ثمينًا" للجانب الإسرائيلي،(...) بالنظر إلى المكانة الاستثنائية التي يمثّلها السنوار، الذي كان رأسه مطلوبًا لإسرائيل منذ اليوم الأول لعملية "طوفان الأقصى"، وقد شكّلت عدم القدرة على اغتياله "فشلاً استخباراتيًا" بالنسبة إليه، لم تحجبه الاغتيالات النوعية الأخرى التي نفذتها، بما في ذلك الاغتيال الصادم لرئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية، الذي يدرك الإسرائيليون أنّ دوره لم يكن بحجم دور السنوار.
.. وليس من اللائق ان يكون استشهاد السنوار، بوصفه صيدا ثنينا للعدو الصهيوني، إذ يمكن وهذا متوقع، أن يشكل اغتيال السنوار، محطات، قد يصعب تصور نتائجها لان الواقع وحال المنطقة والعالم والتشتت السياسي في الإدارة الأميركية والبنتاغون، واوروبا والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، يحيلنا إلى إدامة لغة الأسلحة، دون أفق لأي سلام أو حل.
.. هنا قال خليفة، انه ومع إعلان الجيش الإسرائيلي "مقتل" السنوار في عملية خاصة في قطاع غزة، قد لا يكون ممكنًا له الحديث عن "انتصار عسكري" حقّقه، ولو أدرجه ضمن الاغتيالات النوعية التي نفذها بين لبنان وغزة، كما قد لا يكون ممكنًا له أيضًا الحديث عن "تفوق استخباراتي"، باعتبار أنّ "الصدفة" هي التي لعبت دورًا في هذه العملية، بدليل "الضياع" الذي أظهره الاحتلال حين اكتشف بالصدفة، وبعد ساعات من العملية، أن من قتله "قد يكون السنوار"، ويرى هذه الحقائق :
*الحقيقة الأولى :
إنّ العملية العسكرية الإسرائيلية، على أهمية نتيجتها بالنسبة لإسرائيل، تأتي أيضًا لصالح السنوار نفسه، لناحية "تكذيب" البروباغندا التي اعتمدتها إسرائيل طيلة الفترة الأخيرة، فالسنوار قضى وفق الرواية الإسرائيلية في اشتباك مباشر، في الخطوط الأمامية في تل السلطان برفح، وكان يرتدي سترة عسكرية، وبالتالي فليس صحيحًا أنّه كان "مختبئًا" تحت الأرض، ولا أنه رفع الراية البيضاء، ويفاوض على سلامته فقط.
*الحقيقة الثانيه :
استشهاد يحيى السنوار، يطوي صفحة أساسيّة من الصراع منذ "طوفان الأقصى" وما قبلها، وبالتالي أنّ تأثيرها سيكون كبيرًا على مجريات المعارك على الأرض، في غزة وخارجها، الأمر الذي لا يمكن تجاهله بأيّ شكل من الأشكال.
*الحقيقة الثالثة :
على الرغم من "الثابتة" التي تكرّرها مختلف حركات المقاومة، بأنّ الاغتيالات لا تشكّل "نهاية المطاف" في مسيرتها، وأنّ هدف "القضاء عليها" المُعلَن إسرائيليًا، لا يتحقّق باستهداف القادة وقتلهم، وأن كل قائد يستشهد يأتي من يستلم مكانه، إلا أنّ الثابت أيضًا أن سقوط القادة لا يبقى بلا أثر، معنوي بالدرجة الأولى، على الجمهور والبيئة الحاضنة، ومادي بالدرجة الثانية، باعتبار أنّ الخبرة التي راكمها هؤلاء على مرّ السنين، لا تعوّض بسهولة.
*الحقيقيه الرابعة:
إنّ ما حصل سيطيل أمد الحرب، باعتبار أنّ الحركة لن ترضخ بعد الخسائر التي تكبّدتها، فيما تميل الثانية إلى اعتبار أنّ الحرب قد تكون أوشكت على نهايتها، باعتبار أنّ إسرائيل ستزعم "القضاء" على معظم "رؤوس" الحركة، وبالتالي إنجاز المهمّة، ما قد يعبّد الطريق أمام المفاوضات.
.. بين الحقائق، انسلخ السفاح نتنياهو، ليقول إنّ: "هذا هو اليوم الذي يلي حماس"،، هل ذلك إقرارًا إسرائيليًا بأنّ أهداف الحرب لم تتحقّق بعد، وقد لا تتحقّق، وبالحدّ الأدنى، أنّ صورة "اليوم التالي" كانت من أكاذيب نتنياهو والإدارة الأميركية والبنتاغون، موافقات غبية من أوروبا الاستعمارية، هنا المرجح، أن وضع غزة قد يدخل في حرية أكبر.
.. وبهذا المعنى، أو ضمن فهمنا السردية الحرب التي تدعمها، وتدعم خيارات والاغتيالات، الإدارة الأميركية، التي تبدأ في الوقت الحرج داخليا، مع اقتراب التصويت للانتخابات الرئاسية الأميركية، متاهة الصراع القاتل بين ترامب وهاريس، الديمقراطي والجمهوري،. لهذا نرسم أو يمكن أن نقول بكل حرية، إن ما بعد اغتيال الشهيد يحيى السنوار، لن يكون حال غزة ورفح والضفة الغربية والقدس والداخل المحتل كما كان قبله، أو قبل يوم السابع من تشرين الأول أكتوبر 2023، لأن الاغتيال، و معركة طوفان الأقصى، هما تلك الحدود، التي شكلت، مسارات محور الممانعة وبالتالي عززت محور المقاومة كما محور الإسناد، وأصبحت الذهنية السياسية والأمنية، ليست هي التي كانت سائدة لدى الجميع قبل 8 تشرين الأول أكتوبر من العام 2023، فقد تغير مدى قدرة غزة ورفح والضفة الغربية والقدس على الصمود مقاومة نهضت من الرماد، أمام هول ما نزل بها من مجازر وإبادة وحصار ومجاعات.
*تصدع العلاقات الأميركية الإسرائيلية.
قبل أيام من اغتيال الشهيد يحيى السنوار، برزت مؤشرات، عن العلاقة الملتبسة ظاهريا، والمتصدعة شكليا بين الرئيس جو بايدن ورئيس حكومة اليمين المتطرف، السفاح نتنياهو، وهي علاقات حسمها المصالح والادوار التحالفات التي فتحتها الولايات المتحدة الأمريكية لدعم حرب السفاح نتنياهو وجيش الكابنيت، لهذا تم توجيه رسالة، قد تبدو قاسية، لكنها دبلوماسية إلى وزير الدفاع يوآف غالانت ووزير الشؤون الاستراتيجية رون دريمر وليس إلى نتنياهو نفسه. إن أميركا تشعر بالقلق إزاء الأزمة الإنسانية في غزة وانخفاض المساعدات الشهر الماضي، وقد تفاقمت مخاوفها بفضل دعوات الجنرال المتقاعد في جيش الدفاع الإسرائيلي جيورا إيلاند لإسرائيل بتقييد المساعدات إلى شمال غزة من أجل ممارسة المزيد من الضغوط على حماس. ونفى نتنياهو تبني الحكومة الإسرائيلية لهذه الخطة، لكن افتقار بايدن إلى الثقة في أي شيء يقوله نتنياهو يزيد الأمور تعقيدًا إلى حد كبير".
.. الآن تعتبر الرسالة احترقت، فاللعبة القادمة، استمرار المجاعة والإبادة، للوصول إلى الرهائن واستكمال تنفيذ خطة الجنرالات، وليس ما يضمن أن مجرد السماح بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة من شأنه أن يحدث فرقاً كبيراً، فهناك صعوبات كبيرة تؤثر على توزيع إمدادات المساعدات في القطاع ويرجع هذا إلى الذين يستولون على الإمدادات، بدعم إسرائيل، ويظل من الصعب إيصال المساعدات، أو تحقق المزيد من الاستجابة الإنسانية في غزة أو لبنان أو غيرها، من ذلك القانون الذي يعمل عليه السفاح مع الكنيست الإسرائيلي، وهو مشروع قانون من شأنه قطع العلاقات مع وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا".
.. وفي ما بعد احتجاز جثمان السنوار، أعتقد أن الحراك الأميركي، الأوروبي، وربما من دول المنطقة، يراقب كيف أن السفاح نتنياهو و الكابنيت، تحاول القول إن دولة الاحتلال الإسرائيلي العنصرية، لا تريد تعريض علاقتها بالولايات المتحدة، أو بعض الدول الأخرى للخطر، فهي تعتمد بشكل كبير على حليفتها في الحماية والدعم السياسي والأمني، وفي استمرار إمدادات الأسلحة، بما في ذلك الصواريخ لنظام الدفاع "القبة الحديدية". وبالتالي، لم يتبق أمام نتنياهو سوى خيارات قليلة أهمها تهدئة الأمور وتلبية مطالب البيت الأبيض، والذي سيعمل لأنهاء اي أزمة وفق مسارات الجبهة ومن سيكون خليفة السنوار.
*وثيقة حرب:
*الاحتلال عرض على السنوار الخروج الآمن من غزّة
11-09-2024
أفاد تقرير لوكالة "بلومبيرغ" بأن "إسرائيل اقترحت منح زعيم "حماس" يحيى السنوار، خروجا آمنا من غزة في محاولة لإنهاء الحرب".
وقال المبعوث الإسرائيلي للرهائن، غال هيرش، في مقابلة مع "بلومبيرغ"، إن "إسرائيل عرضت على السنوار الخروج الآمن من قطاع غزة مع أفراد أسرته في محاولة لإنهاء الحرب".
وأضاف أن "مسؤولاً إسرائيلياً كبيراً ذكر أن إسرائيل اقترحت أيضا تخلي حماس عن السيطرة على القطاع".
وأوضح أن "هدفه إعادة الرهائن وتأمين إدارة جديدة لقطاع غزة بعيدة عن التطرّف"
.. هل ذلك يعني ان الشهيد يحيى السنوار، كان، كما وصف بأنه مهندس تعزيز العلاقات مع طهران والذي كان يركّز على القضايا العسكرية، والأمنية، وهو بذلك كان رجلاً قيادي و سياسياً في لحظات حاسمة من الحرب العدوانية الإسرائيلية على غزة ورفح والضفة الغربية والقدس، وينظر في جبهة محور الإسناد ودعم حزب الله، وكان يؤمن، بطريقة أو أخرى بالحلول السياسية، ولكن وفق حق المقاومة وإنهاء الاحتلال وإيقاف الحرب.
قطعا لن ترى حركة حماس، انها مضطرة إلى تغيير سياستها، أو امنها، لأن حالة جبهة غزة ورفح والضفة الغربية والقدس، باتت متقاربة وتخطر من بداية الحرب، ولن يؤثر القادم على كل ما يتعلق بالمفاوضات أو بالحرب أو الرهائن الذين في حوزة حركة حماس
استشهاد قادة حماس، قبل استشهاد السنوار، رسم خط البداية والنهاية، فالنتيجة الرئيسية لاستشهاد السنوار، ستكون لم يخلفه، كما كانت عند اسماعيل هنية، حالة حرب سياسية، يمكن أن تدخل الحوار والمراجعة، سواء باستئناف المفاوضات لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، وتبادل السجناء وحل معضلة الاحتلال.
غالبا، لم يكن عند الشهيد السنوار رؤية تفصيلية قادرة على التفاعل خلال أسابيع المفاوضات التي جرت على مدى عام برعاية الدول الوسطاء الثلاثية: أمريكية-قطرية-مصرية، وهي توقفت نتيجة التعنت القاتل من السفاح نتنياهو،.. وهناك من قال انها توقفت وفشلت كمفاوضات في التوصل إلى أيّ اتفاق أو حلول جديدة، في ظل حكومة اليمين المتطرف التوراتي، لهذا كانت الوفود تصطدم بعقبات، غالبا إسرائيلية مع تعنّت اطرف النزاع، مع وجود الخلافات على الأرض والحدود.
.. للحرية ارتقاء لا يعرفه الا من أحس بوخز الشوك، أو رائحة القرنفل.
ــ الدستور المصرية
* huss2d@yahoo.com