الأخبار

احمد الحوراني : عـمّـان وسـلـطـنـة عُـمــان

احمد الحوراني  : عـمّـان وسـلـطـنـة عُـمــان
أخبارنا :  

التطابق في وجهات النظر الأردنية العُمانية كانت العنوان الأبرز في المباحثات التي أجراها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين مع أخيه هيثم بن طارق سلطان عُمان في الزيارة الرسمية التي قام بها إلى عمان يوم أول من أمس والتي يمكن القول فيها أنها كانت مباحثات عميقة سادتها روح الأخوة والحرص الأكيد على مواصلة تطوير التعاون الثنائي في شتى المجالات، وبما يخدم المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين، ويعكس العلاقات الأخوية التاريخية الراسخة التي تجمعهما، فضلا عن رغبة البلدين في تكثيف التواصل وتبادل الزيارات بين مختلف الجهات المعنية من أجل استكشاف ومتابعة مزيد من فرص التعاون والدفع بها إلى آفاق أكبر وأشمل خاصة في ناحية تعزيز فرص الاستثمار المشترك في مختلف المجالات وتنمية العلاقات الاقتصادية عبر تنظيم وتنويع الفعاليات ذات الصلة، وتكثيف تبادل الوفود التجارية، وتوثيق التواصل والشراكة على مستوى القطاع الخاص، والنهوض بالتبادل التجاري وتنويعه.

لسلطنة عُمان مرتبة متقدمة في علاقات الأردن مع الدول العربية الشقيقة نظراً لعمق هذه العلاقات التاريخية التي اتسمت دائماً بالود والإخوة التي صهرتها الاهتمامات المشتركة والمصالح المتبادلة ومجموعة روابط دينية وقومية وعربية لا تتجزأ، فعمان وعلى رأسها الملك عبد الله الثاني وسلطنة عُمان وعلى رأسها السلطان هيثم بن طارق يمثلان ثقلًا سياسيًا لا يمكن الاستهانة بتأثيره القوي حين تطرح الأزمات العربية للبحث في مختلف المحافل وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وهي القضية المركزية الأولى للأمة العربية وبين حين وحين يتم الاتصال بين الأردن والقيادات العُمانية للتباحث حولها وحول مختلف المستجدات والتطورات والمتغيرات التي تجري على الساحات الإقليمية والعربية والإسلامية والدولية لتبادل وجهات النظر حيال أفضل السبل الممكنة للتعامل معها، بروح الإخوة العربية والمصالح المشتركة التي يجمع عليها العرب.

من هنا كان اتفاق جلالة الملك وأخيه السلطان هيثم واضحًا ومشتركًا إلى أبعد حدود التفاهم خاصة في الملف الفلسطيني عندما أجمع الزعيمان على ضرورة وقف الحرب التي تدور رحاها في غزة منذ اكثر من نصف عام حيث أكدا على أن استمرار الحرب سوف يقود المنطقة برمّتها إلى المزيد من الخراب والدمار الذي طال مقومات الحياة في غزة ومدنها كافة الأمر الذي لا بد إزاءه من بذل كافة الجهود على المستويات المحلية والدولية في سبيل إرغام اسرائيل على إيقاف حربها مع التأكيد على ضرورة إدامة إيصال المساعدات الإنسانية والطبية والغذائية فضلًا عن حماية المدنيين وعدم الاعتداء على المرافق الصحية والمستشفيات ودور الرعاية والإيواء، كما شدد الجانبان على أهمية إيجاد أفق سياسي لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين، ودعم الأشقاء الفلسطينيين في الحصول على كامل حقوقهم المشروعة وقيام دولتهم المستقلة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

خلاصة القول إن الأردن وسلطنة عُمان هما عينان في رأس الأمة العربية، وقلب واحد في جسد الأمة، يجمعهما وعي مشترك، ورؤية حكيمة وعمل متفانٍ يتجاوز كل المصالح الضيقة، ويقفز على الصعاب والتصنيفات ومحاولات الكيد التي ليس لها طائل، وهذا هو الواقع المبشّر بالخير بين بلدين وقيادتين وشعبين، تربطهما علاقة تاريخية أقوى من التقارب الجغرافي، إلى مصير مشترك، يظل ـ كما كان ـ هو الأبرز في العلاقات العربية- العربية. ــ الراي

Ahmad.h@yu.edu.jo

مواضيع قد تهمك