ا .د. كميل موسى فرام : أميرنا الحبوب.. عريسنا زين الشباب

الاستعدادات الوطنية للإحتفال بحفل زفاف سمو ولي العهد الأمير الشاب الحسين بن عبدالله الثاني، تُجسد صورة اللحمة الوطنية الأردنية التي نشأنا عليها ونرعاها، حيث الفرحة هي القاسم المشترك بين أطياف المجتمع لأنها تترجم الشعور الحقيقي لحب العائلة المالكة التي حافظت على تميز الدولة الأردنية منذ التأسيس، والأمير الشاب ساكن بقلوب الأردنيين لقربه منهم بعد الوفاء بالعهد والنذر الذي أطلقه عميد آل البيت بأن يكون الحسين على العهد للأباء للمحافظة على تراب الوطن، فمسيرة أميرنا المحبوب تحكي حكايات وحكايات، فيها محطات للتعلم والتقييم، وفي كل منها حكمة ورسالة؛ الجندي البطل في أرض المعركة، رفيق السلاح المخلص لرفاق الدرب، المدرك لأهمية قطاع الشباب والتعليم بشتى أركانه وفصوله، المتابع لقضايا الوطن بشتى تضاريسه، الداعم الرئيسي للمواهب الوطنية، السياسي المحنك الذي يتتلمذ في المدرسة الهاشمية ذات النهج بتخريج الحكماء وأصحاب البعد والرؤية والصواب، يمتلك أقصى درجات التواضع والتقرب، ينهل من مدرسة أبيه الخاص بحُسن الاستماع وتواضع الأداء، بكلمات تنساب كرذاذ يروي الظمى، التقيته مرتين؛ كان خلالهما القمة في الحضور والابتسامة والحديث الذي يتشكل من ركن الحكمة والنور.
كلنا على موعد بيوم الزفاف الملكي لنفرح ونشارك بالفرح، كلنا على حماس للتوقيت والموعد المنتظر الذي أقسمنا له بأن نكون الأوفياء على العهد، فقلوبنا تعزف على أوتار السعادة والفرح بأنغام وطنية فيها نغمة المحبة الفطرية، نرى العالم ينظر الينا ليشاهد على الواقع الحسي أدق درجات التنظيم والأداء على كافة المستويات للفرد والعائلة،؛ نريد فرحاً يشعل الذات ويروي الأمنيات؛ نرقص ونغني على أنغام طربية من تراثنا الذي يجسد حكاية مئوية الدولة الأردنية، وعهدها الخامس بالتحديد.
استطاع أميرنا المحبوب أن يرصف لذاته طريقا آمنا للقلوب التي احتضنته وجعلت من جدارية القلب والأضلع جدار حماية تسكن وتنبض، تتغذى بالحب والفداء، عنوانها التواضع والاقتراب من مساحات الشعب المخلص، ليكون الشخص الأقرب بيده الحانية لمن طلب واحتاج وتوسل بمساعدة بعد أن ضاق أفق الزمان؛ مساق يدرس لأشبال المدرسة الهاشمية منذ التأسيس؛ يولدون وينذرون فداء للوطن وترابه، وأميرنا المحبوب بيوم سعادته ودخوله حياة الزوجية لمن اختارها القلب، يلبي النداء ويسطر نهجا ومنهاجا جديدا متجدداُ، فيه لمسات سحرية تصلح أن تكون مادة حياتية لأصول صناعة الفرق بالنجاح وسط عالم متغير مضطرب متسارع.
أميرنا المحبوب يحمل على عاتقه دعم المبادرات والمشاريع الشبابية باشتباك مباشر مع الحدث، لإيمانه أن المستقبل للوطن الغالي هو أمانة بضمير شباب هذه الأمة وهو قدوتها، سيكون الحصاد لجهد الأبناء الذين يواجهون تحديات الحاضر بقالب المستقبل بعد عقود من القهر والاحباط والحرمان، بعد سنوات من الانجازات المتواضعة نتيجة صراعات المنطقة التي قطعت أوصال هذه الأمة لأشلاء استعمارية بمحاولات إحياء أمجاد انتهت، ولكن أميرنا المحبوب قطع الوعد وشحن المسيرة بمشاركاته الشخصية ليكون عبء الصيانة والانطلاق والتجديد على عاتق هذا الجيل الذي أراه أمام منعطفات وتضاريس، فيها فرصة لإعادة البرمجة وترتيب الأولويات.
أميرنا المحبوب أريد أن أهمس وأسطر جدارية على بُردى الزمن باحتفالات زواجك الميمون، الذي اتسق بعاداتنا التي يمارسها والداك؛ فرحة الوالدين بزواج الإبن الأكبر وولي العهد المحبوب، رأينا السعادة بكل مفاصلهم وابتساماتهم، درس آخر من دروس المدرسة الهاشمية الأصيلة في التواضع الملكي؛ فرحة الأب والأم بزواج الإبن لا يمكن اختصارها أبداً، ولا يمكن الحياد عن أبجدياتها، حيث جرت مراسم التحضير والتنفيذ وفقا لعاداتنا الأردنية، وكنا جميعا شركاء بهذه الفرحة بدافع ذاتي؛ نحن المعزبين والضيوف على مساحة الوطن، البوق والقربة والطبل كان سيد الأدوات الموسيقية لأفراحنا، فالزفاف الملكي اشتمل بفطرته ودافعيته على قاسم مشترك لجميع مكونات المجتمع الأردني؛ أغانيه، أهازيجه، رقصاته، وفلوكلوره، مرورا بالموكب الملكي الأحمر لتحية الجموع الحاشدة التي توافدت للمشاركة ممثلة لفئات الشعب بشتى مدنه وقراه وبواديه.
أميرنا المحبوب: زواجك اليوم هو فرح أردني ولكل أردني لأنك منا ولنا وتمثلنا؛ أنت معنا شريكاً، ونحن معك شركاء هذا الفرح الوطني الذي نحن بأمس الحاجة اليه لحاجتنا لمناسبة تعيد الابتسامة التي اختزناها في بنوك الأمل والعهد، والمستقبل يا سيدي يحمل اليك منا دعوات الموفقية وطول العمر، بزواج يترجم أحلامك مع شريكة العمر التي فُتحت لها أبواب السعادة، فمبارك لك سيدي وللحديث بقية. ــ الراي