الأخبار

حلم "النشامى" أمام المغرب في المشهد الختامي بكأس العرب

حلم النشامى أمام المغرب في المشهد الختامي بكأس العرب
أخبارنا :  

مهند جويلس

الدوحة - تتجه أنظار جماهير الكرة الأردنية والعربية نحو ستاد "لوسيل” عند الساعة السابعة مساء اليوم، لمتابعة المباراة النهائية لبطولة كأس العرب (قطر 2025)، والتي ستجمع المنتخب الوطني ونظيره المغربي.
ويتمنى الشارع المحلي تحقيق الحلم الذي طال انتظاره من خلال صعود المنتخب الوطني منصة التتويج ببطولة رسمية، حيث لا يملك المنتخب سوى لقبين لحساب دورة الألعاب العربية في مناسبتين العامين 1997 و1999.
والتقى المنتخب الوطني مع نظيره المغربي في 5 مناسبات سابقة سواء على الصعيد الرسمي أو الودي، إذ فاز "أسود الأطلس” 4 مرات، مقابل حضور نتيجة التعادل في مواجهة وحيدة.
وسبق للمنتخبين أن تواجهَا في بطولة كأس العرب الماضية بقطر قبل 4 سنوات في دور المجموعات، وانتهت بفوز المنتخب المغربي برباعية نظيفة، لتشكل هذه المباراة النهائية فرصة ثمينة لرد الاعتبار وتحقيق الفوز في أهم مباريات "النشامى” عبر تاريخ البطولة.
ويحتل المنتخب الوطني المركز 66 عالميًا و9 آسيويًا بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي للعبة "فيفا”، فيما يتواجد المنتخب المغربي في المركز 11 عالميًا والأول على صعيد القارة الأفريقية.
صراع مثير
تنتظر الجماهير الأردنية والمغربية خصوصًا والعربية عمومًا المباراة على أحر من الجمر، بعد أن أقنع المنتخبان في بلوغهما الدور النهائي بإقصائهما منتخبات كانت مرشحة قبل المسابقة للظفر باللقب، لكن "النشامى” و”أسود الأطلس” أبعدا جميع المنافسين وصولًا إلى القمة.
ويسير المنتخب الوطني في نسق تصاعدي منذ بدأ البطولة، حيث قدم مباريات على مستوى عالٍ بدور المجموعات، قبل أن يحافظ على نظافة شباكه في المباراتين الماضيتين بالأدوار الإقصائية، ويحقق الأهم في المباريات رغم غياب المهاجم يزن النعيمات الذي خضع لعملية جراحة أمس في مركز اسبيتار تكللت بالنجاح، عقب إصابته بقطع في الرباط الصليبي الأمامي.
وأنهى المنتخب أمس تدريباته استعدادًا للمواجهة التاريخية، حيث قاد المدير الفني للمنتخب جمال السلامي الحصة التدريبية بحضور جميع اللاعبين، وسط أجواء مريحة ومميزة لدى اللاعبين وثقة عالية في تحقيق الفوز وإسعاد الجماهير الأردنية.
وتعد جميع الأوراق متاحة أمام سلامي من أجل خوض المباراة النهائية باستثناء النعيمات، إلا أن التوجه يسير نحو الاعتماد بصفة أساسية في اللقاء على كل من يزيد أبو ليلى، عبد الله نصيب "ديارا”، سعد الروسان، حسام أبو ذهب، عصام سميري، نزار الرشدان، عامر جاموس، مهند أبو طه، محمود مرضي، محمد أبو زريق "شرارة” وعلي علوان.
بدوره، يسعى المنتخب المغربي لنيل اللقب للمرة الثانية في تاريخه، بعد أن تُوِّج باللقب بمناسبة وحيدة كانت في العام 2012 بالسعودية، تحت قيادة المدرب طارق سكتيوي، الذي نجح في الفترات الماضية مع المنتخبات الوطنية، ومنها "الأولمبي” بالحصول على الميدالية البرونزية في أولمبياد باريس.
ويبرز من المنتخب المغربي عدد كبير من اللاعبين الذين قدموا حضورًا لافتًا في البطولة الحالية، مع توجه سكتيوي للاعتماد على كل من المهدي بن عبيد، محمد بولكسوت، سفيان البوفتيني، أنس باش، زكرياء الموساوي، ربيع حريمات، مروان سعدان، أسامة طنان، أمين زوحزوح، عزيز بركاوي ووليد أزارو.
الجدير بالذكر أن بطل المسابقة يحصل على 7 ملايين و155 ألف دولار كجائزة من الاتحاد الدولي "فيفا”، فيما يكتفي صاحب المركز الثاني بالحصول على 4 ملايين و293 ألف دولار.
الطريق للنهائي
حقق المنتخب الوطني إنجازًا في النسخة الحالية من البطولة، بعد وصوله للمشهد الختامي، رغم الأوضاع الصعبة التي عاشها قبل المشاركة، إضافة إلى غيابات عديدة بمراكز حساسة، إلا أن رجال المدرب سلامي خالفوا التوقعات.

وبدأ المنتخب مسيرته في المجموعة الثالثة بفوز مثال على الإمارات 2-1، قبل أن يتخطى في الجولة الثانية بالدور الأول نظيره الكويتي بنتيجة 3-1، فيما فاز في مباراته الثالثة على المنتخب المصري 3-0. وتمكن "النشامى” من الإطاحة بالمنتخب العراقي خارج أسوار البطولة في الدور ربع النهائي، بعد الفوز عليه بهدف نظيف، كما تخطى المنتخب نظيره السعودي في المربع الذهبي بهدف دون مقابل. وفي الطرف المقابل، نجح المنتخب المغربي الذي يشارك بالبطولة بتشكيلة رديفة، في تصدر المجموعة الثانية برصيد 7 نقاط، بعد الفوز على منتخب جزر القمر بنتيجة 3-1، قبل التعادل مع منتخب سلطنة عُمان بدون أهداف، مقابل تجاوز المنتخب السعودي في ختام الدور الأول بهدف دون رد. وتجاوز "أسود الأطلس” نظيره السوري في ربع النهائي بهدف نظيف، قبل أن يحقق الفوز الأكبر في مشواره بالدور نصف النهائي، والذي جاء على حساب المنتخب الإماراتي بثلاثية نظيفة.
أرقام وإحصائيات
- استقبلت شباك المنتخب الوطني هدفين فقط في 5 مباريات، فيما تلقى المنتخب المغربي هدفًا واحدًا فقط كأقوى خط دفاعي.
- يملك المنتخب الوطني ترسانة هجومية مميزة في النسخة الحالية، مكنته من تسجيل 10 أهداف حتى الآن خلال 5 مباريات، بمعدل هدفين في كل مباراة، حيث يعتبر الأقوى هجوميًا في البطولة، مقابل 8 أهداف للمنتخب المغربي.
- يعد نهائي النسخة الحادية عشرة من بطولة كأس العرب الأول من نوعه الذي يجمع مدربين من البلد ذاته، علمًا بأن سلامي وسكتيوي التقيا في 7 مناسبات سابقة أمام بعضهما البعض في الدوري المغربي، وسجل سلامي الفوز في 4 مناسبات مقابل التعادل 3 مرات، دون أن يخسر إطلاقًا.
- يعد نهائي الليلة الرابع الذي يجمع منتخبا من عرب آسيا وآخر من عرب أفريقيا، بفوز المنتخبات الأفريقية مرتين، حيث تغلبت تونس على سورية في النسخة الأولى 1963، ومصر على السعودية في النسخة السادسة 1992، مقابل فوز العراق على ليبيا في النسخة الثانية 1964.
المؤتمر الصحفي
من ناحية ثانية، أكد المدير الفني للمنتخب الوطني جمال سلامي، أنه لا يمكن لأحد أن يشكك بحبه لوطنه المغرب، قبل اللقاء المرتقب بين "النشامى” والمغرب.
وبين سلامي في المؤتمر الصحفي الخاص بالمباراة أمس، أن المغرب لها الفضل الكبير في تكوينه كلاعب ومدرب، إلا أن هذا الأمر لن يحد من طموحه بالفوز في النهائي، متمنيا بأن يواصل المنتخب الوطني نتائجه المميزة في هذه البطولة.
وأضاف: "سنواجه منتخبا مميزا يمتلك عناصر قوية وقادرة على التتويج باللقب، ولدينا رغبة بالفوز على المنتخب المغربي الذي يقوده المدرب طارق سكتيوي، الذي حقق نجاحات مع المنتخب المغربي، لكن الأردن بحاجة للفوز والفرحة أكثر من المغرب”.
وأوضح سلامي أن الفريق جاهز لخوض المباراة بدون أي غيابات باستثناء يزن النعيمات، مؤكدا بأن اللاعبين أدهم القريشي وعامر جاموس وإبراهيم سعادة باتوا جاهزين لللعب، وأن الفريق يملك عزيمة للعودة إلى عمان رفقة الكأس.
وتابع: "أتمنى للمنتخب المغربي الفوز بكأس أفريقيا الفترة المقبلة، ولكن ثقتي كبيرة باللاعبين اليوم بأن نعود باللقب رغم قوة المنافس، ونحن مطالبون بالفوز لتعويض خسارة كأس آسيا في قطر العام الماضي، والبناء على هذا الإنجاز لخدمة مستقبل الكرة الأردنية”.
وأفاد سلامي بأن المنتخب الوطني حقق الفوز في المباراة الماضية على المنتخب السعودي بغياب 10 لاعبين، تعليقا على تراجع الأداء في الدور الثاني مقارنة بالدور الأول، مؤكدا بأن التاريخ يذكر الفريق الفائز وليس الذي لعب بطريقة أفضل.
وبدوره، كشف لاعب المنتخب الوطني سعد الروسان، عن أهمية البطولة التي دخل بها الفريق من أجل التتويج بلقبها، موضحا بأن الهدف إسعاد الجماهير وتقديم أداء يليق بالمنتخب، وأن إصابة يزن النعيمات شكلت دافعا إضافيا للصعود على منصة التتويج.
ولفت الروسان إلى أن عمل الجهاز الفني بقيادة سلامي خلال الفترة الماضية، ساهم في تحسين المنظومة الدفاعية للفريق بدليل استقبال هدفين فقط في 5 مباريات، والحفاظ على نظافة شباكه في 3 مباريات على التوالي، مشيدا بحارس المرمى يزيد أبو ليلى الذي يعطي الثقة للاعبين بفضل تألقه في البطولة الحالية.
من جهته، أكد المدير الفني للمنتخب المغربي طارق سكتيوي، جاهزية فريقه لخوض المواجهة النهائية، قائلا: "المباراة مهمة جدا وقوية، كما هو الحال في أي نهائي، نتمنى التوفيق وتحقيق الفوز من أجل إسعاد الجماهير المغربية التي تنتظرنا”.
وأضاف مدرب المنتخب المغربي: "مدرب الأردن جمال سلامي كفؤ ويشرف الكرة المغربية، والمنتخب الأردني محظوظ بالمدربين الذين أشرفوا على تدريبه من المغرب، ولا أؤيد كلامه بأن فريقه يحتاج للفوز أكثر منا، نظرا لبعض الظروف المحيطة بفريقي، حيث نحتاج إلى فرحة جديدة”. ــ الغد

مواضيع قد تهمك