الأخبار

ابراهيم عبد المجيد القيسي : الفايز إلى النهائي

ابراهيم عبد المجيد القيسي : الفايز إلى النهائي
أخبارنا :  

لهذه القلعة الأردنية الشامخة أركان صامدة، تدرك مدى قوتها وصلابتها وثباتها، حين تقترب منها أكثر، وأمس تشرفت بأن جلست في حضرة ركنين عتيدين من أركان دولتنا الأردنية الوازنة، ولأن الحديث الذي تدور حوله مقالتي، متعلق بالعاطفة الوطنية القوية الصادقة الراسخة، التي تستقر في ذهن ووجدان وتكوين كل أردني، فسوف أسرب لكم «لقطة انفعالية كتابية»، حول هذه المشاعر والعواطف الصادقة، رصدتها أمس بعفوية وبلا تصيد، حين كنت في جلسة مع الكبيرين دولة فيصل الفايز «أبو غيث»، ومعالي الأستاذ الكبير د رجائي المعشر، حيث صدر موقف عفوي، جامح بمشاعر العاطفة الوطنية الأردنية الصادقة، فيه دهشة جزلة، وشعرت أن دولة فيصل الفايز عاد لعمر العشرينيات، شاباً أردنيا بدويا عفويا تتقاذفه ولاءاته الأردنية الصادقة، الى ملاعب كرة القدم، بمشاعر فرح شعبية جارفة، لتشجيع منتخبنا الوطني.. وأثناء الجلسة سمعناه يقول لأحد أصدقائه عبر الهاتف (انا بكره رايح ع قطر، ودي أحضر مباراتنا النهائية)..
قبل ان أسمع هذه العبارة من دولة «ابو غيث»، كنت أغرق في تفكير بموضوع آخر بعيد جدا عن مشاعر الفرح الوطنية، وإشعاعاتها النفسية والفكرية والمهنية إن شئتم، لكنني انبعثت في روحي تلك الحالة العفوية الابتهاجية الصادقة التي كان يعيشها دولة فيصل الفايز، فوجدت نفسي ابتسم، ونظرت لمعالي د رجائي المعشر، فإذا به يعيش نفس حالتي من التأثر، فهو أيضا قد «اصطاد» اللحظة العفوية الابتهاجية الحماسية المدهشة التي بدرت عن دولة الفايز، حين ذكر الخبر لصديقه على الهاتف.. «ودي أحضر مباراتنا النهائية».
حين ترصد مثل هذه المشاعر الوطنية الابتهاجية الجامحة، لدى رجال دولة أوفياء، وتجدها تحمل نفس الدرجة من الوفاء والولاء التي يعبر عنها «عيال البلد» ..البسطاء والفقراء والأغنياء والصغار والكبار، تدرك بأننا حققنا فوزا أردنيا مهما، ليس فقط في لعبة شعبية ككرة القدم، بل في أردنيتنا الحقيقية.. وفي صدق وقوة انتمائنا وولائنا ومحبتنا لوطننا ودولته.
نحن على الصعيد الرياضي، وفي كرة القدم ومنتخبنا الوطني، نرضى بالنتيجة حتى الآن، ونعتبرها انجازا وطنيا ونفسيا كبيرا، فقد قدم منتخبنا فوق المطلوب خلال بطولة «كأس العرب»، التي انطلقت في دوحة العرب الغراء، وبغض النظر عن نتيجة لقائنا اليوم مع منتخب المغرب الشقيق، فأرقامنا وأداؤنا الرياضي والوطني، يدعو للفخر ويلزمنا أيضا بدعم كل ما هو وطني وأردني.. ومن حقنا أن نطمح للمزيد، ويمكننا تحقيق الأكثر والأكبر، ما دامت هذه الروح فينا، وما دامت قلوبنا تنبض بعفوية وطنية حرة صادقة، كتلك التي نلمسها في تعابير أبنائنا وبناتنا وسائر مواطنينا..
كل الشكر للمنتخب، ولمدربه، والشكر الأكبر لدولة فيصل الفايز، والذي قام من حيث لا يعلم، وبفرحه العفوي الشبابي الابتهاجي الأثير، بتحريري شخصيا من عزلتي وابتعادي عن الكتابة، وعسى ان تكون كل النهايات والبدايات سعيدة، وتشمل الأردن ملكا وجنودا أوفياء، وشعبا حرا عزيزا صامدا. ــ الدستور

مواضيع قد تهمك