د. فواز الحموري : الإعلام الرياضي
ما أجملها من لحظاتٍ عند فوز منتخبنا الوطني في مسيرته الرياضية، وإهداء الإنجاز للوطن وللقائد ولنا جميعا، لنفرح بحق ونطرب لكل تقدم نحرزه معا على درب الرياضة والمنافسة النظيفة.
وما أعذبها من كلماتٍ وألحان الأغنيات الرياضية لصالح منتخبنا الوطني، التي تبث روح الانتماء والإخلاص لرسالة الرياضة السليمة، والقادرة على لمّ الجميع لمتابعة المنتخب من القلب، منتخبنا الوطني المقدام.
وما أصدقه من إعلامٍ رياضي أردني تطوّر عبر السنوات، وخرجت منه ثلّة من رواد الإعلام الرياضي من معلقين ومحللين وكتّاب وصحفيين ومصورين ومشجعين وداعمين، ومعدين لمواد فنية ذات مستوى متقدم وجذاب.
تحظى الرياضة باهتمام ومتابعة من سيدنا جلالة الملك المفدى، وولي العهد الأمير الحسين، وسمو الأمير علي، وسائر الأمراء، ومن الجميع؛ لما للرياضة من أثر طيب في صقل الشخصية، وغرس قيم المنافسة الشريفة، والعمل بروح الفريق، وإدارة الجهد، وتنظيم الخطط، ورسم الأهداف، وتحقيق النتائج بجدٍّ ومثابرة وتدريب وتأهيل.
من مقومات الإعلام الرياضي المواد الإعلامية التي أصبحت متوافرة في السوق المحلي بكثرة وذات قبول شعبي، تحرّك السوق باستمرار، ويمكن لهذا النشاط الإعلامي غير المباشر أن يتطور، حيث تتوزع مهامه وأنشطته ومنتجاته على العديد من الجهات.
أثبت الجمهور الأردني الرياضي تقدما ملحوظا في التشجيع الفردي والجماعي، وطوّر العديد من الوسائل الخاصة بهذا المجال، بل تفنن في أسلوب التشجيع من خلال روابط المشجعين والعديد من الأشخاص الذين يبتكرون الجديد.
تحية تقدير واحترام لرواد الحركة الرياضية من الإعلاميين المخضرمين، واللاعبين، والإداريين، والموثقين للمسيرة الرياضية، والذين نفتخر بهم ونتذكرهم. ولعل الحاجة تقتضي من المعنيين بالرياضة والإعلام الرياضي إصدار مؤلف توثيقي شامل يرصد تطور الحركة الرياضية، وروادها، وأجيالها، وحتى أدواتها وملاعبها وزيّها الرياضي المميز عبر السنوات وألوانه الزاهية.
صناعة الفرح من خلال الإعلام الرياضي تخصص حديث، ولعل المتابع لصفحات الرياضة في صحفنا المحلية يستطيع ملاحقة تطور الأداء الصحفي بالكلمة والصورة والتعليق والتخصص، بل والحرفية المهنية، وكذلك الحال بالنسبة للمحطات الرياضية المتخصصة، وبأسلوب شبابي مميز.
نفتخر بما حققته الرياضة الأردنية من تقدم وإنجاز في مختلف الألعاب، وبدعم وطني مؤسسي وفردي؛ فلم يقتصر الأمر على كرة القدم، بل اشتمل على العديد من الأصناف الأخرى، وإحراز البطولات المحلية والعربية والدولية بعزم وإصرار ومثابرة.
كما أشرت، فإن الإعلام الرياضي اليوم متنوع ومجال رحب للإبداع والتميز من خلال الكلمة، والصورة، ومقاطع الفيديو، والكثير من الأدوات الفنية المتاحة التي تساهم في رفد الساحة الرياضية بالمستجدات لصناعة الفرح الرياضي بامتياز.
حول العالم، تُحدث الرياضة الفرق، وخصوصًا في مجال التعريف بشعوب الدول وثقافتها وحضارتها، ولعل منتخبنا الوطني خير سفير في الخارج بما يمثله من التزام وشجاعة وخلق، ولعب نظيف، وأداء مشرف.
الإعلام الرياضي رديف للفوز على أرض الملعب والساحات، وهو القادر على صناعة الفرح في المدرجات والشاشات والورق، وبما يبدعه من تخصص فني شامل يستحق المتابعة والتقدير خلف الميكروفون، بالصوت الذهبي والأحرف الناطقة بالسمو.
لمنتخبنا الوطني في حله وترحاله، وسعيه وجهده وحلمه، الكثير مما نصبو إليه ونتمنى تحقيقه وتسجيله. فعلًا، هم النشامى ويستحقون اللقب. معا، معا نسعى لرفع راية الأردن خفاقة وفي القمة؛ فما أسمى الهدف، وما أجمل الفوز حين يتحقق بشموخ أردني قوي وجميل. ــ الراي