شتوة تشرين.. تعيد الأمل للمزارعين بموسم جيد
إسراء خليفات
شهدت المملكة في الأيام القليلة الماضية أولى الشتوات الفعلية لهذا الموسم، حيث تساقطت الأمطار بغزارة في مناطق مختلفة من شمال ووسط الأردن، فيما جاءت متوسطة إلى خفيفة في الجنوب والبادية. هذه الأمطار حملت معها ارتياحا نسبيا للمزارعين الذين كانوا يترقبونها بفارغ الصبر بعد فترة جفاف امتدت لأسابيع حيث بدأ القلق ينتابهم وتخوفهم على محاصيلهم ومن إنتاج هذا الموسم.
وأكد مدير عام اتحاد المزارعين محمود العوران أن هذه الأمطار تساعد في إنعاش الأراضي البعلية، خاصة في محافظات إربد وجرش وعجلون، حيث بدأت بذور القمح والشعير المزروعة بالإنبات بشكل أفضل. كما ساهمت في تحسين رطوبة التربة وزيادة مخزون المياه الجوفية، وهو ما يعد مؤشرا إيجابيا لبداية الموسم الزراعي.
وبين العوران أهمية هذه الشتوة؛ إذ إن الأمطار عززت فرص نجاح المحاصيل الشتوية، كما ساعدت في تقليل الاعتماد على الري المكلف؛ ما يخفف الأعباء المالية عن المزارعين، وساعدت في رفع معنويات المزارعين الذين كانوا يخشون تأخر الموسم المطري.
وأوضح العوران أن التخوف ما زال موجودا لدى المزارعين، مشيرا إلى أن الشتوة أعادت الأمل لهم وساهمت في تحسين ظروف الزراعة البعلية، ومع ذلك، يبقى التحدي في استمرارية الهطول المنتظم لضمان موسم إنتاجي ناجح ينعكس إيجابا على المزارع والمواطن معا.
وأشار الخبير الزراعي المهندس حسين الحبيس إلى أن الأمطار الغزيرة المفاجئة قد تؤدي إلى انجراف التربة في بعض المناطق الجبلية، إضافة إلى احتمال تضرر بعض المزروعات المكشوفة مثل الخضار الورقية، مؤكدا أن استمرار الموسم المطري بشكل متقطع قد يضع المزارعين أمام تحديات في التخطيط الزراعي ولذلك فإن الحل يكمن في تعزيز الزراعة المستدامة وتطوير تقنيات الري الحديثة لتقليل الاعتماد على الأمطار وحدها.
من جهته بين المزارع قاسم النجداوي أن هذه الشتوة فرصة لإنقاذ موسمه الزراعي، حيث ساعدت على إنبات المحاصيل وتقليل كلفة الري، إلا أن التحدي يبقى في استمرارية الهطول المنتظم لضمان موسم إنتاجي ناجح ينعكس إيجابا على الجميع.
وأضاف النجداوي أن هذه الشتوة أعادت الأمل للمزارعين بإنقاذ الموسم الزراعي، لكنها في الوقت ذاته أكدت هشاشة القطاع أمام التغيرات المناخية وضرورة تطوير سياسات زراعية ومائية أكثر استدامة. ــ الدستور