خلدون ذيب النعيي : الملك في الفعل من التنسيق للإشراف المباشر
لم يكد يمضي على عودة جلالة الملك عبدالله الثاني من جولته الآسيوية
الأخيرة الى ارض الوطن سويعات قليلة حتى ارتأى تفقد المشارع الاقتصادية في
منطقة القسطل الصناعية، الملك في جولته التي زار فيها الدول الصاعدة
اقتصادياً في شرق وجنوب شرق القارة الاسيوية والتي ينظر لها انها بمثابة
اقطاب أقتصادية صاعدة سيكون لها دورها ومكانتها في خارطة الاقتصاد العالمي
على المدى القريب على حساب القوى الاقتصادية الغربية وضع في أولى اهدافه
استكشاف فرص توسيع التعاون الاقتصادي وبناء شراكات استراتيجية للأردن بما
يخدم القطاعين العام والخاص الوطنيين، ولا يخفى هنا ان المكانة والاحترام
التي يتمتع بها الاردن بقيادته الحكيمة فضلاً عن الاستقرار السياسي
والاقتصادي تؤهله بلا شك لبناء شراكات اقتصادية جديدة فضلاً عن تطوير
المشاريع الموجودة بشكل يشعر به المواطن الاردني بشكل مباشر في ظل الظروف
الاقتصادية الصعبة التي يعيشها العالم ككل.
الملك في جهوده واتصالاته
الخارجية في جذب الاستثمار الخارجي وتطوير الخبرات الوطنية والتي قادت
للنهضة الاقتصادية التي شهدها الاردن اثمرت بأن يكون في كل محافظة من
محافظات الوطن منطقتها الاقتصادية التي تساهم في تنميتها الاقتصادية
والاجتماعية على حد سواء، فتوفير فرص العمل لأبناء كل محافظة من الشباب
والشابات فضلاً عن تدريب اليد العاملة الوطنية وتأهيلها ليكون لها دورها
الإداري والقيادي في هذه المناطق كان من صلب الاهتمام الملكي في هذا
الاطار، ومن ذلك على سبيل المثال احد المشاريع الناجحة ممثلة بالشركة
المتحدة للأبداع في منطقة الضليل الصناعية تعتبر من ثمار الجهود الملكية في
جذب الاستثمار الخارجي مع بدايات تولي جلالته قيادة مسيرة الوطن، حيث
استطاعت هذه الشركة توسيع نطاق عملها مع دمج شركات صناعية أخرى فيها لتعزيز
دورها كهيكلية جديدة قوية يكون للعقول والسواعد القيادية الاردنية ويكون
لها و تدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية في محافظتي الزرقاء والمفرق من
خلال توفير فرص العمل لألاف الشباب الاردني من مناطق الفقر الشديد، فضلاً
عن برنامجها المتطور ضمن مسؤوليتها الاجتماعية سواء تجاه موظفيها او
المجتمع المحلي في هاتين المحافظين وهو الأمر الذي نجحت فيه الشركة ضمن
مسيرة عملها الطويلة.
الملك في جولته الآسيوية في بعديها السياسي
والاقتصادي ومع تعدد محطاتها وعناوينها لم تكن بالأمر الذي يقبل الا ان
تعطى كل جزئية فيها حقها التام لتحقق هدفها المنشود، فساعات الطيران
الطويلة والتحضير للمباحثات والالتقاء بالمعنيين والذي اشرف عليها الملك
شخصياً بكل حذافيرها رغم تعب وعناء الجولة ليس بالأمر الهين، ورغم ذلك كانت
الرؤية الملكية زيارة منطقة القسطل الصناعية وربط نتائج الجولة بما هو
موجود والبناء عليه سعياً لتطويره، ولا ريب ان نتائج الجولة الآسيوية ستكون
العنوان الابرز خلال اللقاءات الملكية القادمة والتي يحرص عليها جلالته مع
اعمدة الاقتصاد الوطني بشقيه بشكل دوري وذلك لتفعيل نتائج الجولة بالشكل
المطلوب، ببساطة الملك لم يألُ جهداً في هذه الجزئية رغم العناء فكان القول
الفصل لديه «دق الحديد وهو حامي» كما يقول المثل الشعبي الاردني.
الفعل
المنظم هدفاً ومراحل لا الكلام هو المعيار الحقيقي لصدق مقصد العمل هي
الرسالة المستنبطة من التتابع المباشر لزيارة الملك للقسطل مع جولته
الاسيوية، وهي الرسالة التي يجب ان يعيها الجميع بمن هم في موقع المسؤولية
فالأمور تحكم بخواتيمها، وفي هذا المعيار الحقيقي الذي نجح فيه الوطن
بنهضته الاقتصادية والاجتماعية وستتطور ان شاء الله ان وعينا جيداً
الرسالة الملكية المستنبطة.