حسن فهد ابو زيد : في ذكرى ميلاد الحسين.. أغلى الرجال وأشرف النسب
في مثل هذا اليوم من كل عام، الرابع عشر من تشرين الأول، يقف الأردنيون وقفة وفاء وإجلال لذكرى ميلاد الراحل الكبير جلالة الملك الحسين بن طلال، طيّب الله ثراه.
الحسين القائد... أغلى الرجال وأشرف النسب، الذي عاش لأجل وطنه وشعبه، وبنى نهضة الأردن الحديثة على أسس من الإخلاص والكرامة والإيمان بالإنسان، وأطلق شعاره الخالد: «الإنسان أغلى ما نملك».
لم يكن الحسين مجرد زعيم سياسي، بل كان أبًا لكل الأردنيين، حمل همّهم في قلبه، وعاش بينهم بروح الأب والراعي والقائد القريب من الناس تميّز بالحكمة والشجاعة والصدق في القول والعمل، حتى غدا رمزًا وطنيًا خالدًا في وجدان كل الأردنيين
خلال فترة تسلمه دفة الحكم والتي قاربت على نصف قرن تقريباً كانت هناك إنجازات خالدة على المستويين المحلي والعربي.
على الصعيد المحلي، أرسى الحسين دعائم الدولة الأردنية الحديثة، وبنى مؤسساتها الدستورية والعسكرية والتعليمية على اسس حديثة ومتطورة ، واهتم بتطوير البنية التحتية والتعليم والصحة، وبناء الإنسان الأردني القادر على المشاركة في التنمية والبناء والاعمار
كما جعل من القوات المسلحة الأردنية الجيش العربي في مقدمة أولوياته، حتى غدت نموذجًا في الاحتراف والانضباط والتميّز، وتم تطويرها من حيث التدريب والتسليح باحدث الأسلحة والمعدات وهي وأحد أهم ركائز الأمن الوطني.
وعلى المستوى الخارجي، أصبحت القوات المسلحة ثالث أكبر قوة عربية مشاركة في قوات حفظ السلام حول العالم، لما عُرف عنها من سمعة طيبة وكفاءة عالية.
أما على الصعيدين العربي والدولي، فقد كان الحسين صوت الحكمة والعقل في زمن الاضطراب دافع عن قضايا الأمة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وسعى لتحقيق السلام العادل والشامل القائم على الحق والكرامة.
وقد حظي بمكانة عربية ودولية مرموقة، جعلت من الأردن محور توازن واحترام في المنطقة.
في ذكرى ميلاده، نستذكر الملك القائد الإنسان، ونجدد العهد على المضي في دربه، تحت راية جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، حفظه الله فكان خير خلف لخير سلف وواصل المسيرة بالإخلاص والحكمة ذاتها، ليبقى الأردن كما أراده الحسين وطن العز والكرامة والإنسان.
ونحن نُحيي هذه الذكرى، ننحني إجلالاً وتقديرًا لعطاء الحسين، رحمه الله، ونستلهم من مسيرته الإيمان والتصميم على مواصلة رحلة الخير والبناء بثقة راسخة وعزيمة لا تلين، نستمدها من حامل الراية وراعي المسيرة قائدنا وسيدنا أبا الحسين، حفظه الله ورعاه، وسدّد على طريق الخير خطاه.