كمال زكارنة يكتب : ترحيل مراحل الاتفاق يبقي الاحتلال .
كمال زكارنة.
يصف الوسطاء عملية التفاوض بين المقاومة والاحتلال، حول المراحل التالية للاتفاق، بانها صعبة للغاية ،وان بحثها يحتاج الى جهد كبير ووقت اطول مما كان متوقعا ،حتى ذهب البعض الى اقتراح بتأجيل القضايا التي وصفها بالمعقدة .
وقف الحرب ونجاح الاتفاق يتوقف على اربعة اركان رئيسية ، انسحاب جيش الاحتلال من كامل قطاع غزة،انهاء الحصار وفتح المعابر وادخال المساعدات دون تحديد او قيد او شروط،بدء اعادة الاعمار في جميع مناحي ومجالات الحياة ،حتى تعود منظومة الحياة المتكاملة في قطاع غزة الى وضعها الطبيعي،والافراج عن الاسرى الاسرائيليين الاحياء والاموات،والباقي تفاصيل.
اسرائيل وامريكا تريدان ان تجعلا ،من العدوان على قطاع غزة ،قضية كبرى بتفاصيل كثيرة مليئة بالتعقيدات ،للفت الانظار عن ما يجري في الضفة الغربية ،وعن الاعترافات الدولية بالدولة الفغلسطينية ،واختصار القضية الفلسطينية بوقف الحرب على غزة،بهدف تدمير القضية الفلسطينية.
هناك مساع اسرائيلية امريكية ،للتحول من الابادة الجماعية ،والحقوق الفلسطينية السياسية وتقرير المصير للشعب الفلسطيني واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة،الى قضية انسانية معيشية ،وبدلا من بحث اقامة الدولة الفلسطينية يتم توجيه الانظار وتركيز الجهود حاليا، على عدد الشاحنات التي تدخل الى غزة وماذا تحمل ،وما هو المطلوب من الاحتياجات لسكان القطاع.
من الناحية العملية ،الحرب لم تتوقف لان الموت مستمر في قطاع غزة،هناك تجويع وموت بطيء للمجوعين والجرحى والمرضى،فلا خدمات صحية وعلاجية ولا تعليم ،ولا بنية تحتية،ولا مقومات للحياة ،وتحكم كامل للاحتلال بغذاء وماء ودواء ووقود القطاع ،وتنقل وحركة السكان وأمنهم وأمانهم واستقرارهم.
اما بنود وقف الحرب ،فان فيها ظلم شديد واجحاف كبير بحق الجانب الفلسطيني ،الذي انصبت كل الضغوط عليه ،على عكس المعتدي الذي يقوم بالعدوان والابادة الجماعية .
صفقة التبادل التي ادت الى تحرير الاسرى الاسرائيليين وجثثهم،وتحرير 250 اسيرا فلسطينيا من المعتقلات والسجون الاسرائيلية،اعتقلوا قبل عملية طوفان الاقصى،والف وسبعمائة معتقل من قطاع غزة اعتقلهم الاحتلال بعد عملية الطوفان،كانت مجحفة بحق الجانب الفلسطيني،وكانت العدالة تقتضي ،ان يطلق الاحتلال سراح الفين معتقل فلسطيني من المعتقلين قبل الطوفان،اضافة الى جميع الذين اعتقلتهم اسرائيل اثناء العدوان على غزة ،لان جيش الاحتلال جمعهم من المستشفيات والمدارس ومراكز الايواء والمنازل ومن كل الاماكن ،وهم مدنيون لا علاقة لهم بالحرب ،ولا يجوز ان يدخلوا ضمن حسبة صفقة التبادل،فهم لم يحاكموا قي سجون ومحاكم الاحتلال،لكن كل الضغوط كانت منصبة على الجانب الفلسطيني .
ان ترحيل اية قضية خلافية وتأجيلها ،يطيل امد الاحتلال في قطاع غزة ،ويعطي الاحتلال ذرائع جديدة لاستمرار وجوده في اراضي القطاع،وامامنا تجربة مريرة من اتفاق اوسلو الذي مضى على توقيعه اثنان وثلاثين عاما وما يزال يراوح مكانه ،بسبب المراوغة والرفض الاسرائيلي لتنفيذه،ومن عادة الاحتلال انه يجعل من كل كلمة وفقرة في كل اتفاق قضية تحتاج الى اتفاق جديد.
اسرائيل وامريكا تتطالبان يالاستعجال باستعادة جثث الاسرى الاسرائيليين ،وتهددان بحرق قطاع غزة ان لم تعيد المقاومة تلك الجثث بسرعة،وهنا تتجلى ابشع انواع العنصرية والنازية والفاشية الامريكية والاسرائيلية،لان اسرائيل قتلت اكثر من عشرة الاف فلسطيني ما تزال جثثهم تحت الانقاض وبين الركام والحطام،كما ان اسرائيل تحتجز مئات الجثث للشهداء الفلسطينيين منذ عقود طويلة في مقابر الارقام وفي الثلاجات،ولا احد يطالب بها او يشير اليها.
اسرائيل بالتنسيق الكامل مع ادارة ترمب،تتأهب لاستئناف العدوان على قطاع غزة ،بعد ان تستعيد جميع الجثث الذين قتلتهم هي في مخابئهم،وقد وضعت الخطط العسكرية لذلك ،واتفاق وقف الجرب يعتبرونه وسيلة لتحقيق اهداف العدوان.