عدنان الطوباسي يكتب : فارس عوض : رحيل الصوت الشجي
د.عدنان محمود الطوباسي
تأخذك ايام الزرقاء ولياليها وفضائها الجميل..هناك وفي حي جناعة الخالد كانت معرفتي بالفتى القادم من ربوع مادبا..
كنا زملاء في مدرسة معاوية بن أبي سفيان في السبعينات من القرن الماضي..وبعد الظهيرة كنا نجتمع في بقالة والدي رحمه الله، في الحي العابق بالذكريات الجميلة..
كان فارس عوض وحيدا لوالديه الذين سعدت بمعرفتهم بطيب اخلاقهم ورقة مشاعرهم..وعندما يحين وقت الدراسة نحمل كتبنا ونمضي الى المناطق الخضراء التي كانت تحيط بوادي الحجر والجسور السته وسكة الحديد.. ونتوقف عند إحدى التلال حيث الاخضرار يمتد على مرمى النظر..
كان فارس يضع كتبه على إحدى الصخور ويمضي بصوته الشجي يغني جميل اغاني المطربين : طلال مداح، ذياب مشهور، وفهد بلان، وغيرهم، كان صوته يملأ الآفاق جمالا وحضورا وبهاء..
وذات يوم قلت له عليك أن تتقدم الى برنامج اذاعي يبحث عن الموهوبين من الشباب وأعتقد أن من كان يقدمه في ذلك الزمان الاذاعي المتألق المرحوم سالم العبادي..وفعلا كان صوته وموهبته تشد لجنة المقابلة..وتم استقطابه، ومع الايام اصبح مطربا من مطربي الاذاعة والتلفزيون الاردني المشهود لهم..وكان الى جانب ذلك طالبا في الجامعة الاردنية وكنا نلتقي هناك حيث كنت أعمل في رحاب الجامعة..
غنى فراس عوض : عمان، حبحبني على الخدين، يا بو خديد منقرش، مرعية يا البنت مرعية ، وغير ذلك من الأغاني الباقية على مر الزمان والمكان..
وكما تتساقط أوراق الخريف في أيلول..كانت ايام عمره تمضي بسرعة فخطفه الموت..خطف الفتى صاحب الصوت الشجي الجميل..
رحل فارس عوض في ربيع العمر ..رحل صاحب الصوت الفلكلوري العابق بالفرح..والسمعة الطيبة ..رحل تظلله المحبة وبساطة الناس الطيبين..رحمه الله وأسكنه الفردوس الأعلى.
**
للتأمل: قال الشاعر:
قل لي الى اين المسير
في ظلمة الدرب العسير
طالت لياليه بنا
والعمر لو تدري قصير
adnanodeh58@yahoo.com