ياسر كنعان يكتب : حل الدولتين وحل الصراع
كتب ياسر كنعان
لم تعد فكرة حل الصراع العربي الاسرائيلي بقضيتهم المركزيه فلسطين الدولة والأرض مقابل السلام وإنهاء الاحتلال لم تعد مجرد شعار او بيان في اروقة الأمم المتحده والمحافل الدوليه بل أصبحت خارطة طريق بات العالم مقتنع بها ويرسم تفاصيلها رغم الرفض الاسرائيلي والامريكي الدائم لأي حل عادل وشامل ودائم يعطي الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعه في تقرير مصيره واقامة دولته على ترابه الوطني
هذا الحق المشروع في إنهاء آخر احتلال على وجه الأرض بما اقرته الشرائع الدولية والمواثيق الاممية بحق التحرر والدفاع المشروع ومقاومته بكل الوسائل والذي عمل عليه الشعب الفلسطيني لعقود طويلة ولم يزل لغاية الآن بتضحيات كبيره ودماء فاقت التصور لامثلة التاريخ هذا الحق بالدفاع عن الأرض يعتبره الاحتلال ارهابا كما صورته آلة الاعلام الاسرائيلية واضلت به العالم في بروغندا شوهت الحقائق باعتبار الجلاد ضحية والضحية جلاد في تعمية طويلة زادت وفاقمت من نير الاحتلال وقهره وطغيانه ان تمادي الاحتلال في ارتكاب الجرائم الفظيعة من تجويع وابادة أسقطت القناع المزيف عن وجه الاحتلال باعتباره دولة ديمقراطية وجيشها الأكثر أخلاقية لتتضح الصورة للعالم فلم يعد ينطلي على الرأي العام زيف تلك المزاعم والادعاءات
ان توجه الدول العربية لخيار السلام بمبادرة قمة بيروت قبل عشرين عاما والتي حملت معها فكرة الأرض مقابل السلام والتخلي عن مبدأ الكفاح المسلح واستبداله بحل الدولتين ليكون اساسا لأي تفاوض لم يكن هذا المقترح ايضا ليحظى بالقبول من كيان الاحتلال بل عمل جاهدا لاسقاطه بتوسيع الاستيطان وقضم الأرض واعلان الضم ونقل السفارة الامريكيه إلى القدس وتهجير الناس وإطلاق يد المستوطنين بالاعتداءات اليومية وهدم المنازل والتضييق على المقدسيين وتهويد الأرض واقتحامات المسجد الأقصى والاعتقالات التعسفية وآخرها حرب التجويع والابادة والتهجير القسري لقطاع غزة في مشهد نكبة متجددة ومروعة بمباركة ودعم وحماية أمريكية منفردة
لقد توضح للعالم اجمع والمتمثل بهيئة الأمم المتحدة ومنظماتها المختلفه ولاتحاد الدول الاوروبيه عامة حجم الظلم والألم والمعاناة الإنسانية وفظائع الجرائم المرتكبه بحق الشعب الفلسطيني وما يشاهدونه من مجازر ترتكب على الهواء مباشرة دون حساب أو مسائلة وضرب القانون الدولي بعرض الحائط كل ذلك جعل من الدول تتسارع بالاعتراف بالدولة الفلسطينيه وبحل الدولتين على اساس شرعية دولية وقرارات مجلس الأمن وقرار محكمة العدل الدولية الاخير وفي سابقة تاريخية للدول الاوروبيه الداعمة لإسرائيل مثل بريطانيا وفرنسا وغيرها من الدول التي أعلنت بهذا الاعتراف بمشهد يطوي صفحة الدعاية الإسرائيلية لمعاداة السامية وهولوكوست التاريخ الاستعمار البائد
لقد بدأ العالم بوضع ومناقشة أسس قبول الدولة الفلسطينية كالمقترح القطري والسعودي الاخير وطرحه بمسار عربي ودولي يختلف عن فرادية اتفاق أوسلو غزة واريحا اولا لتكون غزة والضفة الغربية وعاصمتها القدس الشرقيه هي دولة فلسطين القائمة على حدود الرابع من حزيران ١٩٦٧ ان هذا التحول الكبير تجاه نصرة شعب فلسطين من دول صنع القرار لا يزال يصطدم بالدرع الأمريكي الرافض والاسرائيلي الممانع لهذا الحل الوحيد والامثل لذا بادرت حكومة التطرف بإغلاق اي منفذ لتنفيذ الاقتراح وبالاعتراف بإصدار قرار فرض السياده الاسرائيليه على الضفة الغربية ورفض ومنع إقامة دولة فلسطينية متذرعة بفعل حماس ونهج حماس حتى بالضفة التي لا سلطة لحماس فيها كما جاء على لسان نتنياهو لا حماسستان ولا فتح ستان ان التحول السياسي بمواقف الدول الغربيه يعطينا الأمل والتفاؤل في تحول للموقف الأمريكي المناصر لإسرائيل يوما لينتهي الصراع وربما يكون نتيجة صبر والم ومعاناة ودماء غزة الجائعة والجريحة