الدكتور كميل الريحاني : الأمن والأمان والعيش المشترك في الأردن
في زمن تزداد فيه التحديات الأمنية والسياسية حول العالم، يبقى الأردن،
بحمد الله، واحة أمن واستقرار، ونموذجاً فريداً في العيش المشترك بين كافة
فئات المجتمع، من مختلف الأديان والطوائف والأصول.
هذه النعمة الربانية
ليست أمراً عابراً أو نتيجة صدفة، بل هي ثمرة وعي شعبي متجذر، وحكمة قيادة
هاشمية راشدة، وتلاحم مجتمعي يُجسّد أبهى صور الوحدة الوطنية.
الأردنيون
يجمعهم حب الوطن، واحترام القانون، والإيمان بالإنسان، بعيداً عن التفرقة
والعنصرية والتعصب. وقد استطاع هذا البلد الصغير بمساحته، الكبير بأهله
ومبادئه، أن يقدم للعالم مثالاً يُحتذى في الاحترام المتبادل، والتسامح،
والانتماء الصادق.
لا يمكن الحديث عن الأمن دون الإشادة بالدور المحوري
الذي تقوم به الأجهزة الأمنية الأردنية جيشاً وأمن عام ومخابرات في حفظ
الاستقرار وحماية الأرواح والممتلكات. فهم العين الساهرة على راحة الناس،
والدرع المنيع أمام كل من تسوّل له نفسه العبث بأمن الوطن.
لكن...
المسؤولية لا تقع على الدولة وحدها. فالحفاظ على نعمة الأمن يبدأ من كل
بيت، ومن كل فرد. بالكلمة الطيبة، والسلوك الإيجابي، ونشر ثقافة الاحترام
والتفاهم، وتربية الأجيال على قيم التعايش ونبذ الكراهية.
إن الأمن ليس
فقط غياب الجريمة، بل هو شعور عميق بالطمأنينة النفسية، والعدالة
الاجتماعية، والأمان الاقتصادي، وهو مسؤولية جماعية نتشاركها جميعاً.
فلنحافظ على هذه النعمة الغالية.
فلنشكر الله عليها قولاً وفعلاً.
ولنكن يداً واحدة في وجه كل من يحاول بثّ الفتنة، أو زرع الفُرقة، أو تقويض ثوابتنا الوطنية.
الأردن بيتنا، وأمنه مسؤوليتنا، وعيشنا المشترك عهدٌ لا نُفرّط به.