الأخبار

ديما الفاعوري : الأردن يصنع التوازن بين بؤر الأزمات بحنكة قيادية ودبلوماسية فاعلة

ديما الفاعوري : الأردن يصنع التوازن بين بؤر الأزمات بحنكة قيادية ودبلوماسية فاعلة
أخبارنا :  

تُجسّد عمّان مثالاً رائداً على التعامل الراشد مع تداعيات الأزمات الإقليمية، بفضل الإرشاد الحكيم لجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين حفظه الله. تتماهى سياستها الخارجية مع ثوابت الأمن القومي العربي، فتتدرّج جهودها الداعمة لأشقائها في غزة إلى المبادرات المتعاظمة بشأن سوريا، مواصلةً استثمار موقعها الجغرافي ودورها التاريخي في مدّ جسور التواصل والحوار.

انطلقت محطة الدعم الأردني لغزة عبر فتح المعابر أمام المساعدات الإنسانية، وتنسيق النقل الطبي والتخفيف عن المدنيين المحاصرين. تناغمت هذه المبادرات مع المساعي الدؤوبة لإعادة تشغيل منظومة الإغاثة بالتعاون مع الأمم المتحدة ومنظمات دولية، ما شهد رضاً واسعاً عن استقرار الشق الإنساني والأمني في الجنوب الأردني.

تمثّل لقاءات معالي نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي مع نظيره السوري أسعد الشيباني، واجتماعاته المكثفة مع المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توماس بارك، حرص المملكة على تثبيت وقف إطلاق النار في محافظة السويداء وحماية وحدة الأراضي السورية، حيثُ حمل حديث الصفدي مع بارك تأكيدات عملية باستمرار التنسيق الثنائي لحقن الدم السوري وحماية المدنيين، مما رسّخ صورة الأردن كشريك يعتمد عليه في ترسيخ أسس السلام الإقليمي.

تثبت السياسة الأردنية قدرتها على تحقيق التوازن الاستراتيجي بين مصالح متعددة، مع الحفاظ المطلق على أمن الحدود واستقرار الداخل. حافظت عمّان على مسافة متوازنة من جميع التوترات، فكانت نقطة ارتكاز دبلوماسية محايدة تستند إلى القانون الدولي وسيادة الدول. منح هذا التوازن المملكة مناعة أمام التصعيد المحيط بها، وتحفيز قطاعاتها الاقتصادية والاجتماعية نحو مواصلة مسيرة التنمية المستدامة.

تتيح رؤية جلالة الملك مساراً واضحاً للسياسة الخارجية، يجمع بين الوسطية والمرونة وتوظيف النفوذ الناعم لحماية الوطن والمواطن. تواصل الدبلوماسية الأردنية نهجها الحكيم خارج نطاق الدبلوماسية التقليدية، مسهمةً في رسم خريطة تعاون إقليمي يرتكز إلى حفظ الأمن والأمل. تستكمل مسيرة الأردن في مواجهة الأزمات بإيمان ثابت بضرورة الوحدة والعمل المشترك، مستندةً إلى توجيهات جلالة الملك التي وضعت مصلحة المواطن ورفعة الوطن فوق كل اعتبار. كسبت المملكة مكانة مرموقة بين دول الجوار، فتجلّت مناراتها الدبلوماسية كملاذ للسلام ومحطة للإنقاذ، مؤكدة جدارتها في حماية الأمن والاستقرار الداخليين، ومعززة قدراتها على إدارة التحديات المستقبلية بروح العطاء والتوازن التي رسّخت ثقة الحلفاء وتطلعات الشعوب إلى نموذج أردني يُحتذى به في الحكمة والمسؤولية.

حفظ الله الأردن وقائده من كل مكروه

ــ الدستور

مواضيع قد تهمك