من خالد الإسلامبولي إلى حسن نصرالله.. إيران تغيّر اسم الشارع المثير للجدل ومصر ترحب
في تطور لافت على صعيد العلاقات المصرية الإيرانية، أعلنت السلطات في طهران رسمياً تغيير اسم شارع "خالد الإسلامبولي”- الضابط المصري المتورط في اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات عام 1981- ليحمل اسم "حسن نصر الله”، الأمين العام السابق لـ "حزب الله” اللبناني.
وأكدت وكالة "مهر” الإيرانية أن القرار اتخذ خلال الجلسة رقم 334 لمجلس بلدية طهران، ضمن مراجعة لتوصيات لجنة إعادة تسمية الأماكن العامة. وقد حظي القرار بموافقة الأغلبية، وجرت مراسم إزاحة الستار عن الاسم الجديد في احتفال حضره عدد من المسؤولين والمثقفين والناشطين.
أحمد حسن: لا يمكن اختزال العلاقات بين مصر وإيران في اسم شارع بطهران.. والعلاقات لن تعود كاملة بشكل سريع
من الجانب المصري، وصف السفير تميم خلاف، المتحدث باسم وزارة الخارجية، هذه الخطوة بأنها "إيجابية وتساهم في إعادة العلاقات إلى مسارها الصحيح”، مؤكداً أن مصر تتابع هذا التطور كجزء من جهود أوسع لتحسين العلاقات مع إيران.
وفي لقاء تلفزيوني منفصل، قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي إن "تغيير اسم الشارع يزيل واحدة من العقبات الرمزية أمام استعادة العلاقات بين القاهرة وطهران”، لكنه أشار إلى وجود "شواغل أخرى” لا تزال قيد البحث، خاصة ما يتعلق بالسياسات الإقليمية لإيران وأمن الخليج.
شارع "خالد الإسلامبولي” كان لسنوات نقطة توتر حساسة في العلاقات بين البلدين، حيث اعتبرته القاهرة إهانة مباشرة لرمز من رموزها الوطنية، خصوصاً أن السادات وقّع اتفاقية السلام مع إسرائيل عام 1979، وهو ما رفضته طهران في حينه.
هدى رؤوف، الأكاديمية المصرية المتخصصة في الشؤون الإيرانية، وصفت قرار تغيير اسم الشارع بأنه "خطوة ذات دلالة سياسية واضحة، تعبّر عن رغبة إيرانية في التهدئة واستعادة مسار العلاقة مع القاهرة”.
لكن مصادر مصرية رسمية أكدت أن اسم الشارع لم يكن السبب الوحيد لتجميد العلاقات، رغم رمزيته البارزة، مشيرة إلى أن المخاوف المصرية الأهم تركزت حول تدخلات إيران في دول عربية، مثل اليمن وسوريا ولبنان، إضافة إلى الضغط المطلوب منها لوقف استهداف الحوثيين للسفن في البحر الأحمر، وهو ما ألحق أضراراً اقتصادية بمصر بلغت أكثر من 7 مليارات دولار العام الماضي.
ويبدو أن مصر تسير في هذا الملف بسياسة "الخطوة بخطوة”. فقد أشار السفير رخا أحمد حسن، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، إلى أن "القاهرة تثمّن المبادرة الإيرانية لكنها تنتظر ترجمة النوايا إلى أفعال، خاصة فيما يخص الأمن القومي العربي”.
عبد العاطي: هذه المبادرة تعد خطوة جيدة، وتزيل أحد المعيقات في طريق تحسن العلاقات بين القاهرة وطهران
في السياق ذاته، قال الدكتور محمد عباس ناجي إن تغيير اسم الشارع ليس سوى مؤشر رمزي ضمن مسار طويل ومعقد لإعادة تطبيع العلاقات، موضحاً أن "الانفتاح الكامل يتطلب توافقاً أوسع حول قضايا إقليمية حساسة”.
من جهتها، حاولت طهران التأكيد على نواياها الحسنة. وصرّح المتحدث باسم مجلس بلدية طهران، علي رضا ناد، أن "القرار يعبّر عن رغبة واضحة في تجاوز الخلافات التاريخية مع مصر، وجاء بعد تنسيق مباشر مع وزارة الخارجية الإيرانية”.
وجاء القرار في أعقاب زيارة رفيعة المستوى أجراها وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى القاهرة، مطلع الشهر الماضي، التقى خلالها الرئيس عبد الفتاح السيسي وعدداً من كبار المسؤولين المصريين، في زيارة وُصفت بأنها "تمهيد لانفتاح تدريجي بين البلدين”.
(وكالات)