الأخبار

القس سامر عازر يكتب : العرش الملكي في قلوبنا

القس سامر عازر يكتب : العرش الملكي في قلوبنا
أخبارنا :  

القس سامر عازر

نحتفل في التاسع من حزيران من كل عام بعيد الجلوس الملكي، هذه المناسبة الوطنية العزيزة التي نستذكر فيها بكل فخر واعتزاز تسلُّم جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين سلطاته الدستورية عام 1999، إيذانًا ببدء عهدٍ جديد من البناء والإنجاز، واستمرارًا في حمل رسالة النهضة التي أسسها الهاشميون.

ويحلّ عيد الجلوس هذا العام في ذكراه السادسة والعشرين، والأردن يواصل مسيرته بثبات واقتدار في ظل قيادة ملكية حكيمة لم تتوانَ يومًا عن الدفاع عن الوطن، وصون كرامة الإنسان، وتعزيز مكانة المملكة على الصعيدين الإقليمي والدولي.

وقد تميّز عهد جلالة الملك عبدالله الثاني بمواقف واضحة وصلبة، خصوصًا فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، التي ظلت في صميم أولويات الأردن، قيادةً وشعبًا. فقد عبّر جلالته مرارًا عن رفضه المطلق لأي حلول تأتي على حساب الأردن أو الحقوق الفلسطينية. وفي خطاب تاريخي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول 2024، طالب جلالته المجتمع الدولي بإنشاء آلية فاعلة لحماية المدنيين الفلسطينيين، محذرًا من أن ازدواجية المعايير في تطبيق القانون الدولي تُهدد بانهيار الثقة العالمية بمؤسسات القانون والنظام الدوليين. كما أكد أن الأردن سيبقى ثابتًا في موقفه الرافض للتهجير القسري، الذي يُعد جريمة حرب.

وفي ظل العدوان المتواصل على قطاع غزة، لم تتوقف المبادرات الأردنية الإنسانية بقيادة جلالة الملك، حيث وجّه بإرسال المساعدات الطبية والإغاثية بشكل عاجل ومستمر عبر الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، فيما واصل المستشفى الميداني الأردني تقديم خدماته لأهالي القطاع رغم التحديات الجسيمة. ويعكس هذا الدور الإنساني التزام الأردن الأخلاقي والإنساني تجاه الشعب الفلسطيني، وتجسيدًا للقيم الهاشمية الأصيلة.

وعلى الصعيد الديني والروحي، تظل الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف مسؤولية تاريخية ودينية يتشرف الأردن بأدائها. ولم يدّخر جلالة الملك جهدًا في حماية المسجد الأقصى وسائر المقدسات من محاولات التهويد والإعتداءات، مؤكدًا أنَّ القدس بمقدساتها ستبقى عنوانًا للهوية العربية (الإسلامية والمسيحية). كما رعى جلالته عدة مشاريع ترميم وتحديث، في رسالة واضحة مفادها أن الأردن سيبقى الحامي الأمين للقدس وأهلها، للوئام الديني والعيش المشترك.

وإلى جانب هذه المواقف السياسية والإنسانية والدينية، يواصل جلالة الملك عبدالله الثاني جهوده الإصلاحية على الصعيد الداخلي، من خلال توجيهاته المستمرة لتطوير الحياة السياسية والاقتصادية، وتعزيز مبدأ سيادة القانون، وتمكين الشباب والمرأة، والسير بخطى واثقة نحو مستقبل أكثر ازدهارًا وعدالة واستقرارًا.

إننا وبمناسبة عيد الجلوس الملكي، نجدّد العهد والوفاء للعرش الهاشمي المفدّى، مستذكرين بحبّ وفخر حكمة القيادة وعمق الرؤية التي يتمتع بها جلالة الملك، ونمضي قدمًا بعزم وثقة نحو مستقبلٍ يحمل الخير والاستقرار لهذا الوطن العزيز.

فكل عام والأردن وراعي المسيرة جلالة الملك عبدالله الثاني بخير وسلام.

مواضيع قد تهمك