الأخبار

د. عدنان مساعدة : نعم دولة الرئيس، مثلث التعليم والصحة والزراعة

د. عدنان مساعدة :  نعم دولة الرئيس، مثلث التعليم والصحة والزراعة
أخبارنا :  

تستوقف المتابع للشأن العام محطتان مهمتان من العمل الميداني التي قام بها دولة الدكتور جعفر حسان خلال الأسبوع الحالي التي تلامس واقع حياة الناس، ليطلع عن كثب لرسم الصورة الحقيقية فيما يهم مسيرة العمل والإنجاز التي نجح بها دولة الرئيس كنهج عمل يقوم على ترتيب الأولويات منذ أن عهد اليه جلالة سيدنا بتشكيل الحكومة في شهر أيلول من العام الماضي، والمحطة الأولى هي زيارة دولة رئيس الوزراء إلى وزارة التربية والتعليم ولقائه بكوادرها الإدارية والمسوؤلين فيها بحضور معالي وزير التعليم العالي والبحث العلمي ووزير التربية والتعليم الدكتور عزمي محافظه، تلك الزيارة التي لاقت ترحيبا من العاملين في التربية والتعليم ومن كل المتابعين للشأن التعليمي في مؤسساتنا التعليمية، سيمّا أن هذه الزيارة ركّزت على ضرورة الإهتمام بالمعلم والنهوض بمستواه المعيشي الذي يحفظ له العيش بكرامة، فلا نهضة بدون تعليم ولا نجاح لعملية التحديث والتطوير الا بالتعليم، ممّا يعكس بعد الرؤيه لدى دولة الرئيس ومعالي الوزير للإهتمام بالمعلم الذي هو المحور الأساس لتحقيق تعليم نوعي تنعكس مخرجاته على الناشئة من أبنائنا الطلبة، وبالطبع على التعليم المتوسط والتعليم الجامعي، وبالتالي مسارات التنمية الشاملة.
وبمنتهى موضوعية الطرح، لقد وضع دولة الرئيس رجل العمل الميداني النقاط فوق الحرف، موجها ومتابعا إلى ضرورة مراجعة مواطن الخلل أنى وجدت بعيدا عن المجاملة على حساب مستقبل التعليم في بلدنا، ليكون للمعلم دوره الحقيقي في بناء الأجيال القادمة تعليما نوعيا وفكرا ناقدا وسلوكا سويا ضمن إطار الهوية الوطنية الواحدة، فهويتنا واحدة وعلمنا واحد لتعزيز النهج الوطني الصادق والملتزم التي تغرس الإنتماء الحقيقي لأردننا الغالي، والولاء لقيادتنا الهاشمية وجلالة سيدنا معلمنا الذي يولي التعليم النوعي جل الإهتمام.
نعم، دولة الرئيس إن مشوار التطوير والتحديث يرتكز على التعليم ولا يتحقق ولن يتحقق إلا بالتعليم ثم التعليم ثم التعليم، وبما يراعي إحتياجاتنا الوطنية التي تنعكس على جميع مفاصل ومحاور التنمية في بلدنا. إضافة إلى ترسيخ مفاهيم العمل المؤسسي في الوسط الأكاديمي رؤية ومتابعة واقعا وتنفيذا، وتفكيك كل العقد الشائكة التي رافقت منظومة التعليم لتصويب مواطن الخلل أنىّ وجدت، وصياغة نهج تربوي وتعليمي وطني يتبنى تقديم الدعم المعنوي للمعلم الذي يشكّل اللبنة الأساسية والمحور الهام في مسارات التنمية بأبعادها المتعددة، وكذلك توفير البيئة التعليمية المناسبة ليؤدي رسالته تجاه أبنائنا الطلبة.
نعم سيدي دولة الرئيس، إن التعليم هو الطريق لبناء الإنسان، فبورك الجهد الميداني والعملي والمدروس بمنهجية واضحة الذي تقومون به، يرافق ذلك الهمة العالية والمتابعة المستمرة، هذا الجهد الذي يلامس الواقع من خلال الزيارات الميدانية، وهو النهج الذي يجب تعميمه والعمل به من قبل مواقع المسوؤلية في كافة المؤسسات.
والمحطة الثانية هي الإهتمام بالملف الصحي، حيث ركّز دولة الرئيس على أهميته إلى جانب ملف التعليم وهي المتابعة المستمرة لزيارة المستشفيات في مختلف مناطق المملكة للإطلاع على واقع الخدمات الصحية المقدمّة للمواطنين، وإيلاء القطاع الصحي كل الإهتمام ومواصلة الإنجاز والتطوير ليلمس المواطن الأردني نوعية عالية من الخدمات الصحية والعلاجية، و تنفيذ مشروعات صحية ضمن استراتيجية تراعي البعد الإنساني والتنموي والعلاجي في إطار منظومة صحية متكاملة تحقق الأمن الصحي للمواطن.
لقد كان إفتتاح دولة الرئيس قبل يومين توسعة مستشفى الأميرة إيمان الحكومي في منطقة معدي في لواء دير علا، تكريسا لنهج العمل الميداني الذي يرافقه الضمير المؤسسي المسؤول، الأمر الذي يعكس جدية متابعة واقع الخدمات الصحية والنهوض بها، حيث شملت التوسعة انشاء مبنى جديد بمساحة 1200 متر مربع للعيادات الخارجية وإستحداث عدد من العيادات التخصصية، وتزويد المستشفى بمعدات وأجهزة ضرورية، إضافة إلى دعم الكوادر الطبية في المستشفى بأطباء متخصصين وتعزيز الطاقم التمريضي والإداري.
وبقي أن أشير دولة الرئيس الى الزاوية الثالثة من محاور التنمية التي لا تغيب عن دائرة اهتمامكم، وهي الزراعة التي تشكّل مصدرا رئيسا لأمننا الغذائي، كما هي رافد أساسي من دعائم الاقتصاد الوطني. فالعودة إلى الأرض والزراعة ما زال وسيبقى خيارا إستراتيجيا، ليستعيد القطاع الزراعي عافيته لينهض من جديد كمورد رئيس من موارد الدخل الوطني، الأمر الذي يدعو إلى مراجعة السياسيات الزراعية، والإستفادة من كل رقعة زراعية وعلى إمتداد أرضنا الطيبة حيث أن نسبة الأرض المستغلة ما زالت دون المستوى المطلوب ممّا يتطلب دعم المزارعين وتوفير كافة التسهيلات لهم، وكذلك إزالة كل المعيقات التي أدت إلى هجرة الناس عن العمل بالزراعة وضرورة توجيه طاقات الشباب وإستثمارها للعمل بالقطاع الزراعي.
وأسمحوا لي يا دولة الرئيس أن أشير هنا إلى الرقعة الزراعية المستغلة في المملكة التي مازالت دون المستوى المطلوب الذي يفي بإحتياجاتنا حيث أن نسبة الأراضي المستغلة للزراعة تشكّل 3% من مساحة المملكة (89.342 ألف كيلو متر مربع)، كما تشير الأرقام إلى أن مساحة المحاصيل الحقلية (القمح والشعير وغيرها) تشكّل 25.5% من مجموع مساحة الحيازات الزراعية، فيما بلغت المساحة المستخدمة للخضروات والأشجار المثمرة 7.5% و 27.7% على الترتيب.
سيدي دولة الرئيس، إن الإعتماد على الذات، ومراجعة إستراتيجيات قطاع الزراعة ومتابعة رفد المخزون الإستراتيجي من المواد الغذائية والتموينية ممّا تنبت الارض من خيراتها يعتبر أولوية حيث ينعكس ذلك تسارعا وتنمية على عجلة الانتاج، وزيادة السلة الغذائية التي تحقق للوطن وأبنائه الكرامة، ويسهم في تحقيق الأمن الغذائي الشامل، لنواجه معا تحديات المستقبل بتخطيط وعزيمة الأوفياء وجهود سواعد المخلصين، الذين يكرسّون إنتماءهم للزمان والمكان بإدارة حصيفة تتمّيز بالرؤية الواضحة والرؤيا الصادقة نهجا وتطلعات تدفع بمسيرة التنمية والإنجاز الحقيقي الذي يحاكي الواقع ويواجه التحديات، فأرضنا خصبة معطاءة وحسن إدارة إستثمارها، ودعم المزارع وتشجيع الصناعات الغذائية التي هي في أغلبها من مصدر زراعي يسهم بشكل فاعل الإستثمار الحقيقي الأمثل بزيادة مخزون سلة الغذاء الوطني الآمن.
وبعد، شكرا سيدي دولة الرئيس وأنتم تنتهجون مسيرة العمل الميداني ومتابعة الإنجاز بأمانة المسؤولية، وبحجم إخلاصكم لأردن العزم، وبحجم ثقة جلالة سيدنا بدولتكم لتقديم ما هو أفضل لأردننا الغالي الذي يستحق منا تقديم أقصى جهودنا بإدراة فاعلة وإرادة قوية وعزيمة عنوانها الإخلاص في النية والسداد في القول والعمل، والله ولي التوفيق في تحقيق مسعاكم النبيل تترسّمون خطى جلالة سيدنا نحو أردن آمن ومزدهر في كل الميادين. ــ الدستور

مواضيع قد تهمك