عين على القدس يناقش تجاوزات الاحتلال في الأقصى ومحاولتهم السيطرة عليه

ناقش برنامج "عين على القدس" الذي عرضه التلفزيون الأردني أمس الاثنين، ما
يتعرض له المسجد الأقصى المبارك من تجاوزات خطيرة من قبل المتطرفين اليهود
وأعضاء من الحكومة الإسرائيلية المتطرفة والكنيست الإسرائيلي، بحماية شرطة
الاحتلال، ضمن محاولتهم السيطرة على المسجد الأقصى المبارك، إضافة إلى
توسع حكومة الاحتلال في سياستها الاستيطانية في مدينة القدس، في سعيها
لتهويد المدينة وتصفية الوجود الفلسطيني فيها.
وعرض تقرير البرنامج
المعد في القدس مشاهد لاقتحام الآلاف من المتطرفين اليهود للمسجد الأقصى
المبارك، يتقدمهم عدد من الوزراء وأعضاء الكنيست، ومنهم وزير الأمن القومي
المتطرف إيتمار بن غفير، الذي قال للصحفيين من أمام قبة الصخرة المشرفة :
"أصبح من حق المتطرفين اليهود أداء طقوسهم التلمودية في الأقصى بكل حرية"،
فيما ظهر أحد أبرز المقتحمين، عضو الكنيست السابق موشيه فيجلين، وهو يقول:
"إن كل رضيع في غزة هو عدو لنا"، في تحريض مباشر منه على إبادة الأطفال
والمدنيين في قطاع غزة.
وأشار التقرير إلى أن هذه الاقتحامات جاءت
بالتزامن مع عقد الكنيست الإسرائيلي جلسة خاصة لمناقشة ما أسموه "حرية
العبادة في جبل الهيكل"، حيث تناولت هذه الجلسة مطالبات بتمكين اليهود من
أداء صلواتهم في المسجد الأقصى المبارك، في انتهاك صارخ للوضع القائم في
الحرم القدسي الشريف.
وقال الناطق الإعلامي باسم دائرة أوقاف القدس
وشؤون المسجد الأقصى المبارك، محمد الأشهب، إن الأسبوع الماضي شهد اقتحامات
مجموعات كبيرة من المتطرفين اليهود وأعضاء من الحكومة لباحات المسجد
الأقصى، وخصوصا يوم الاثنين، في ذكرى ما يعرف بـ"يوم توحيد القدس"، حيث
قاموا بالكثير من التجاوزات الخطيرة في المسجد، وقاموا بأداء الصلوات
التلمودية والرقص والغناء ورفع الأعلام الإسرائيلية داخل باحاته.
وأشار
الأشهب إلى أن كل ذلك جاء وسط تصريحات مباشرة مستفزة من أعضاء الحكومة
الإسرائيلية المتطرفة وتشجيعهم على اقتحام المسجد، وتأكيدهم على أن الصلاة
داخل باحات المسجد أصبحت مسموحة، في تغيير واضح للوضع الديني والتاريخي
والقانوني للمسجد الأقصى المبارك.
بدوره، أكد أستاذ العلوم السياسية
والخبير في شؤون القدس، الدكتور أمجد الشهابي، أن الشرطة الإسرائيلية
متواطئة مع المستوطنين اليهود في اقتحاماتهم للمسجد الأقصى المبارك، وأداء
طقوسهم الدينية داخل باحاته، لافتا إلى أن هؤلاء لا يمكن لهم القيام بذلك
دون أخذ "الضوء الأخضر" من الحكومة، التي تسعى إلى السيطرة على المسجد خطوة
بخطوة، عن طريق فرض "الأمر الواقع".
وأشار إلى أنهم قاموا أمس بمحاولة
إدخال الخبز المغطس بالخمر والقرابين الحيوانية إلى باحات المسجد، ما يدل
على خطورة الوضع، وبأنهم اتخذوا قرارا نحو التقدم في مسألة "هدم المسجد
الأقصى".
وأوضح الشهابي أن الصلوات الجماعية التي يقوم بها اليهود
وتجمعهم بين المصلى المرواني وباب الرحمة من المرجح أن تكون تمهيدا لبناء
وفرض كنيس يهودي "غير مسقوف" حتى الآن، محذرا من أن سعيهم لتهويد المسجد
الأقصى مرتبط، بحسب "ردات الفعل" والوضع في قطاع غزة، بحيث أنهم يستمرون
بغياب ردات الفعل.
وأضاف أن هناك استباحة شبه كاملة لمدينة القدس، تتمثل
بزيادة وتيرة الاستيطان فيها بشكل غير مسبوق، مع وجود تعهدات كثيرة من
حكومة الاحتلال ببناء المزيد من المستوطنات، خصوصا في منطقة الشيخ جراح،
حيث أن هناك مخططات لبناء عدد كبير من المباني والمراكز للمستوطنين، كما
بدأ العمل بمشروع كبير في "عطروت"، في المنطقة التي كانت تعرف سابقا بمطار
القدس، يتضمن بناء أكثر من 9 آلاف وحدة سكنية، إضافة إلى مشروع ضخم تم
الإعلان عنه اخيرا ويهدف إلى ضم 22 مستوطنة خارج حدود بلدية القدس إلى
داخلها، ومنها مستوطنة معاليه أدوميم، التي تعد أكبر مستوطنة في الضفة
الغربية.
ولفت إلى أن الهدف من هذا المشروع هو زيادة أعداد اليهود داخل
مدينة القدس من أجل ترجيح كفة العامل الديموغرافي فيها، بالتزامن مع زيادة
التعقيدات أمام الفلسطينيين في الحصول على تراخيص البناء الجديدة، ما سيؤدي
إلى تفتيت المناطق السكانية في مدينة القدس وعزلها بشكل كبير عن الضفة
الغربية.
من جهته، قال الباحث والخبير في الشؤون الإسرائيلية، إيهاب
جبارين، إن الولايات المتحدة بإدارتها الحالية أعطت الضوء الأخضر للمشروع
الاستيطاني الحالي، ما يعد "صمتا" على ما يجري داخل الضفة الغربية والقدس.
وأضاف
أن إسرائيل أصبحت "لا تأبه" للقانون الدولي ولما يجري في الخارج، في ظل
عدم وجود آلية رادعة لمخططاتهم التي أصبحوا الآن يقومون بها بعد أن كانت
شعارات يهتفون بها في الماضي.
ونوه جبارين إلى أن العلاقة بين نتنياهو
والائتلاف الحكومي متوافقة، وتتمثل في تبادل المصالح، حيث يمثل بن غفير
وسموتريتش الأيديولوجية الدينية، ويحصلون على ما يريدون مقابل دعم قرارات
نتنياهو السياسية، فهم يريدون المسجد الأقصى كاملا، ما يعني أنهم لا
يتعاطون السياسة بتواجدهم داخل المستوى السياسي، وبالتالي فإن الحكومة
الإسرائيلية أصبحت رهينة لهذه الأيديولوجية.
--(بترا)