ابراهيم قبيلات
الجميع ينتظر الرد الروسي على هجوم "حصان طروادة" الأوكراني. إن لم ترد موسكو بالمستوى المُتناسب مع جُرأة الهجوم، ستواجه هزيمةً مجلجلة. وإن تصاعدت ردًّا، قد تُدخل نفسها في دوامةٍ عواقبها غير مضمونة.

قبل ساعاتٍ من لقاءٍ روسي-أوكراني في تركيا، استهدفت أوكرانيا يوم الأحد مطاراتٍ عسكرية روسية في خمس مناطق. الهجوم أسفر عن إتلاف 41 طائرة روسية، كانت تُستخدم لضرب المدن الأوكرانية بحسب كييف.

جاءت الضربات بالتزامن مع استعدادات أنقرة لاستقبال وفدَيّ البلدين في إسطنبول اليوم الاثنين، للمشاركة في جولةٍ ثانية من المفاوضات.

اعتمدت أوكرانيا خطةً مبتكرة مستوحاة من "حصان طروادة": طائراتٌ مسيرة خرجت من شاحناتٍ مدنية زُعم أنها تحمل أثاثًا، لتنطلق من داخل الأراضي الروسية نفسها. هذه الحيلة جعلت اكتشاف الهجوم صعبًا على الدفاعات الروسية.

السؤال الآن: هل ستمرّ ضربات العمق الروسي – التي وصلت لـ 4300 كيلومتر بعيدًا عن الجبهات – دون ردٍّ عنيف؟ خاصةً أنها انتهكت "الخطوط الحمراء" التي وضعها فلاديمير بوتين، والذي حذر سابقًا من أن استهداف العمق الروسي قد يُشعل حربًا عالمية ثالثة.

المفاجأة الأخرى كانت تسرّع واشنطن لتهدئة غضب موسكو، عبر ترتيباتٍ لعقد لقاءاتٍ ثنائية. قد يكون هذا ما تريده روسيا، لكن بشروطٍ تُعيد لها هيبتها بعد الصفعة الأوكرانية. البعض ينتظر بالفعل "صياح الألم الروسي". 

ــ نيسان