د. محمد نايف زريقات : الانتماء للوطن

الوطن هو أغلى ما يملكه الإنسان، وتراب الوطن لا يقدر بثمن، فهو اغلى من الجواهر وكل نفيس، ويفتدى بالنفوس وبالأرواح، والوطن هو الذي يولد على ارضه الإنسان المواطن ويستنشق من هوائه وعبير واريج ازهاره، والوطن هو الذي يعيش عليه الإنسان المواطن ويأكل من خيراته، الوطن يعطي المواطن الحقوق التي لا تحصى، لذا على كل مواطن ان يزداد عزيمة لبناء الوطن وتقدمه، وأن يزداد عطاء وولاء وانتماء للوطن، لأن الوطن للجميع.
والوطن مثل ما لك حقوق عليه عليك واجبات أن تقدمها للوطن، لانه يحتضنك كما تحتضن الام ابنها، ويعطيك من خيراته ما لا يحصى، والوطن هو الذي يترعرع عليه المواطن ويتربى على ارضه وترابه الغالي، ويولد عليه. أبناؤه واحفاده، ويشربون من مياه بنابيعه، ويأكل من ثمار اشجاره كل أبناء الوطن، والمواطن يرضع من حليب أمه وهو طفلا، وتربيه وترضعه أمه على عشق الوطن والإنتماء لترابه.
وإن للوطن قدسية كبيرة في قلوب المواطنيين ووجدانهم وفي عقولهم، ويبقى الوطن دائما في عقول وذكريات الاباء والأجداد، الذين غرسوا ويغرسون في قلوب ابنائهم واحفادهم حب الوطن وعشقه، ويغرسون في عقول الأجيال المتتالية الإنتماء للوطن، والولاء للقيادة الهاشمية الفذة التي تقود مسيرة بناء الوطن وتقدمه وازدهاره.
وكما إن للوطن ذكريات قصص وحكايات للأطفال والشباب والرجال والأجيال المتتالية، وللوطن ذكريات وتاريخ ومحطات مشرقة ترسم وتنقش من القصص والحكايات والتضحيات والعادات والتقاليد والاعراف والقيم مشتركة الإجتماعية في قلوب أطفال وشباب الوطن وجميع أبناء الوطن، وترسخ في عقولهم ووجدانهم، وتسجل وتدون في سجلات تاريخ الوطن الذي ولد عليه الآباء والاجداد والابناء جيلا بعد جيل، وامتزج ويمتزج عرق جبينهم بذرات تراب الوطن، والذين تشربوا واكتسبوا عادات وتقاليد واعراف وقيم المجتمع، قيم التعاون والنكافل والأخوة والتسامح، وقيم الإنتماء للوطن، والعمل على بنائه وشموخه، والتي ترسخ الهوية الوطنية، ويزداد التعاون والعمل بروح الفريق بين أبناء الوطن.
وإن العامل والصانع اصحاب المهن من مهندسين ومقاولين وعاملين ومزارعين وتجار وفنيين وباحثين واساتذة الجامعات والمدرسين والصيدليين والمبدعين والمبدعات في تكنولوجيا المعلومات بسواعدهم تقدم الوطن ويتقدم إلى الأمام وينهض.
كما إن الإنتماء للوطن يكون بالأقوال والشعارات وبالأفعال والممارسات، كلها من اجل الوطن وللمحافظة على أمنه واستقراره، لأن أمن الوطن واستقراره هو أمن لكل مواطن، وسلامة لكل مواطن، وأمن الأبناء والاحفاد والامهات والأباء، وإن كل موطن منتم لوطنه يعتبر أن كل طفل وشاب هو ابن له، وأن كل رجل وكبير سن هو أخ له، يجب أن يتعاونوا على بناء الوطن وتقدمه.
وإن كل مواطن يمتزج عرق جبينه بتراب الوطن، ويترعرع ويتربى ويعيش على ترابه، يصبح المواطن جزءا من الوطن، ويصبح الوطن له هو الأب والأم الذي تعود على العيش فيه ولا يستغني عنه، وعندما يسافر الإنسان إلى أي دولة أخرى للعمل فيها، يبقى يحنو للوطن ويعشقه، ويعود مرات ومرات وباستمرار للعودة للوطن ليرى والده وامه واخوانه واصدقاءه، ويتذكر ايام الطفولة، وهو يلعب ويمرح في ساحات الوطن وملاعبه وأحيائه ومدنه وقراه، ويزداد حبا وانتما للوطن.
وإن الإنتماء للوطن يبرز من خلال محافظة المواطن على أمن الوطن وأمانه واستقراره، ويعتبر كل مواطن نفسه انه رجال امن وجندي يجب أن يحافظ على أمن الوطن واستقراره، وأن يتعاون مع رجال الأمن في نقل أية محاولات وممارسات تهدد أمن الوطن واستقراره.
كما أن الإنتماء للوطن يدفع كل مواطن على حمل السلاح للدفاع عن الوطن عندما يهدد أمن الوطن بالأخطار والتهديدات من أي عدو كان، ويلبي النداء من أجل الدفاع عن الوطن إلى جانب الجيش العربي جنود الوطن الأوفياء الشجعان، وطن الأباء والأجداد ووطن الابناء والأحفاد.
وإن الانتماء للوطن يولد صحوة للمواطن لكي يخدم وطنه، ويكون لديه نكران الذات من أجل الوطن وأمنه واستقراره، ويفتدي وطنه بالارواح والاموال وبكل ما يملك.