الأخبار

م. مهند عباس حدادين :نتنياهو سيحول إسرائيلإلى دولة فاشلة

م. مهند عباس حدادين :نتنياهو سيحول إسرائيلإلى دولة فاشلة
أخبارنا :  

في سابقة تاريخية لدى كيان يعتبر نفسه دولة ديمقراطية تعدى رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو على القضاء الذي يمتثل له الجميع في إسرائيل، عندما شرعن تعيين رئيس الشاباك الجديد اللواء السابق دافيد زيني بقرار منه ضاربا بعرض الحائط القرارات القضائية ،رغم معارضات وإنتقادات رؤساء الأحزاب له وإندلاع المظاهرات الداخلية،ليزداد التصعيد في ظل إصراره على حرب غزة والتي تسير بدون أهداف إستراتيجية،بل أثرت على رصيد إسرائيل لدى الدول الغربية نفسها والتي بدأت تحضر للإعتراف بالدولة الفلسطينية نتيجة قناعاتها بالظلم الذي يقع على الفلسطينيين وآخره المشهد اليومي من قتل الأطفال والنساء، بعد إعتراف كل من اسبانيا وإيرلندا والنرويج ،إضافة إلى مقاطعة المنتجات الخاصة بالمستوطنين الإسرائيليين.
إن مماطلة نتنياهو بإيقاف الحرب على غزة وتبادل الأسرى خلق أزمة في الداخل الإسرائيلي تضاف للأزمة السابقة وكذلك احرج الشريك الأكبر له وهي الولايات المتحدة بحيث أصبحت إسرائيل تشكل خطرا على المصالح الأمريكية في المنطقة وخصوصا الإقتصادية منها.
كل ذلك أدى إلى إزدياد عزلة إسرائيل إقليميا ودوليا وقد نشرت مقالة قبل عام في الرأي الغراء تحت عنوان :"إسرائيل تزيد من عزلتها إقليميا ودوليا" واليوم يتحقق ما كنت قد نوهت له في مقالتي السابقة.
يعتبر تصرف رئيس الوزراء نتنياهو بالتغول على القضاء ما هو إلا تمهيدا للتدخل بالقضاء وخطوة استبقاقية لإسقاط جميع القضايا المنظورة بحقه ، وليقنع الرأي العام في الداخل بأن معركة إسرائيل لن تنتهي في القضاء على المقاومة، ليتمكن من السيطرة على جميع مفاصل الكيان القضائية والأمنية ،لأنه يريد أن يبقى في الحكم وتأمين مستقبله السياسي،وهذه الإجراءات جميعها تتعارض مع الإستراتيجيات الإسرائيلية منذ إحتلالها لفلسطين عام 1948، وستؤثر على الكيان في المستقبل القريب ناهيك عن الوضع الإقتصادي السيء الذي أوصل إسرائيل له من هذه الحرب، وفتح جبهات لا تحقق أهدافا عسكرية مثل جبهة الحوثيين.
إن الأفق السياسي الذي يتهرب منه نتنياهو وحزبه اليميني المتطرف سيؤدي في النهاية إلى إضعاف إسرائيل وخلق مزيد من الإنقسامات في الداخل وتحييد القضاء ،وتدهور حاد في الإقتصاد وعزل إسرائيل إقليميا ودوليا لتصبح دولة فاشلة،إضافة الى زعزعة إستقرار الإقليم ليخلط الأوراق من جديد ويزيد من الصعوبات أمام حلفائه الغربيين ،فهل أصبح التخلص من نتنياهو مطلبا في الداخل الإسرائيلي ولدى الحلفاء؟
مدير عام مركز جوبكينز للدراسات الإستراتيجية.
الخبير والمحلل الإستراتيجي والإقتصادي

ــ الراي

مواضيع قد تهمك